الأم، الخالة، العمة، الحماة تلك هى الأطراف القائمة على تنفيذ عملية الختان، فرغم الآلام والمعاناة التى تعرضن لها بسبب هذه العملية، إلا أن ذلك لم يمنعهن من ممارسة القهر على بنات جنسهن. "المرأة فى كثير من الأحيان تتخيل أن القيود التى توثق يديها أساور ذهبية" قال دكتور خالد منتصر استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية مفسرا دفع الكثير من الأمهات لبناتهن لإجراء عملية الختان. مما يثير تساؤل حول استمتاع المرأة بتعذيب بنى جنسها لتثأر لنفسها بتكرار ما حدث لها، نفت دكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة الزقازيق هذا التصور، حيث أكدت أن المرأة بإجرائها عملية الختان، تؤدى الدور الموكل إليها بالحفاظ على العادات والتقاليد التى يتمسك بها المجتمع "فهى تنفذ الإرادة الجمعية التى وكلت إليها بعض المهام التى تصب فى خدمة الأفكار الذكورية "تلك الأفكار التى تعتبرها شيئا مقدسا وإن كانت ترفضها من داخلها". وللدكتورة هدى تفسير خاص لنشأة عملية الختان، فتعود إلى الوقت الذى كانت توزع فيه الأدوار بين الرجل والمرأة وفقا للمنطق ذكورى الذى حصر دور المرأة فى خدمة الرجل والأعمال المنزلية البسيطة، أما الرجل فقد تحمل المهام الصعبة خارج المنزل وما يستتبعها من مسئوليات أكبر. الرجل والمرأة، كل منهما يؤدى دوره طبقا لتوزيع الأدوار والمجتمع يراقب تنفيذ تلك الأدوار بدقة باستثناء العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة لا يستطيع مراقبتها، لذلك فقد تكفل المجتمع بحل هذه المعضلة من خلال وضع خطة تمكنه من التأكد من حفاظ الرجل على قوته وإظهار المرأة بمظهر الضعيف. أما الخطة التى تكشف دكتورة هدى زكريا عن ملامحها فقد تمثلت فى إزالة "الغلفة" عن العضو التناسلى للرجل، مما يجعله أكثر قوة واستثارة وفى المقابل تم بتر العضو المقابل عند المرأة لتتحول إلى امرأة باردة وتبقى مفعولا بها كما هى فى الحياة العادية. وفى كثير من الأحيان، يحاول الرجل الاستفادة من الموقف لصالحه حيث يتزوج من المختنة التى ستكون وعاء للأطفال بينما يستمتع مع فتيات أخريات لم يختن. "الختان يعكس أزمة ثقة يعانى منها المجتمع ويمثل نوع من فرض قيم المجتمع الذكورى الذى يريد أن تتحول المرأة إلى مجرد شىء يتم تحريكه بأزرار ليحصل الرجل على رغبته فقط، فالمرأة لا بد أن تبقى مفعولا بها وليست فاعلة وإن حاولت التعبير عن رغبتها، يتم وصفها بأنها "غير مهذبة" تلك كانت رؤية دكتور خالد منتصر استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية، حيث أوضح أنه خلال عملية الختان، يتم استئصال البظر كله أو جزء منه، وهو أكثر الأعضاء التناسلية استجابة للاستثارة الجنسية وإن كان لا علاقة له – حسب الاعتقاد الشائع - بالرغبة التى يمثل المخ المركز الرئيسى لها. فإلى من ينصبون أنفسهم حماة للعفة، نوضح أن المرأة المختنة تستثار، ولكن لا تشعر بالإشباع، وبالتالى إذا لم تحصل على قدر من التربية والأخلاق يمكن أن تبحث عن أكثر من شريك للوصول إلى الإشباع الكامل.