خطباء الجمعة يدعون للوحدة ويطالبون بعدم انتهاك حرمة المساجد.. الأزهر يحذر من تخريبها والإضرار بالمسلمين.. و"النور" يدعو للوقوف صفا واحدا ضد العنف.. و"الخازندرا" بشبرا: للجوامع حرمة عظيمة عند الله

كتب أحمد عبد الراضى وإسماعيل رفعت وأحمد جمال الدين وإسلام سعيد
دعا خطباء مساجد القاهرة، اليوم الجمعة، للوحدة والقوف صفا واحدا ضد دائرة العنف التى تواجه الدولة فى هذا التوقيت الهام من تاريخ مصر، فى حين تم إلغاء خطبة الجمعة اليوم بميدان التحرير بسبب سقوط الأمطار بغزارة.
وأكد الشيخ أحمد ترك، مدير إدارة المساجد الكبرى أن الإسلام حرم رفع الأصوات فى المساجد ومن رفع صوته فى المسجد كمن رفع صوته على الله ورسوله مؤكدا أنه يجب
أن تكون المساجد فى أمان وأن نرفع الأذى عنها.
وأضاف ترك من أعلى منبر الجامع الأزهر أن الصحابيين أبا بكر وعمر رفعا صوتهما فى نقاش فى المسجد فنزل فيهما قرآن يحرم رفع الصوت فى المساجد، مؤكدا أن الرسول غضب لما وجد نخامة فى بيت الله وأزالها بنفسه مشيرا للمسلمين أن المصلى لله ولابد من التأدب.
وحذر ترك من السعى إلى تخريب المساجد وأن الله يتوعد من يخربون المساجد رافضا توظيف المساجد إرصادا لمصالح شخصية ومن يفعل ذلك فهو فى منهجه كعبد الله بن أبى بن سلول الذى بنى مسجد الضرار للرسول محذرا من محاولات الضرار للمسلمين والإرصاد لمن حارب الله ورسوله مؤكدا أن المساجد تبنى على التقوى لعبادة الله وطاعته لا الإضرار للأمة.
وقال ترك إن الجامع الأزهر منذ 1000 عام يقوم برسالته وقد حافظ على الإسلام بوسطيته ولغته.. ولولاه لما كنا نتكلم العربية ..وهو الذى حافظ على التسامح حيث يحتوى بعراقته على الأروقة التى تجمع فيها المسلمون من كل مكان وقد انصهروا فى بوتقة..
أن أمتكم أمة واحدة والله واحد فإياه فاعبدون.. فرسالة الأزهر التوحد والانصهار فى بوتقة واحدة مطالبا بأن تعيينه الأمة على أن يعود الأزهر أمينا على وسطيتهم وفكرهم وأن يعود الناس متحابين فى مساجد هى المأوى الوحيد والحافظ على الدين والنفس والروح، مطالبا الدعاة بأن يقولوا للناس حُسنا لمن يروج لنفسه فى المساجد فقولوا له.. لا أربح الله تجارتك مؤكداً أن السياسة الحزبية ليست قضية المساجد بل قضية المساجد هى توحيدهم وليس تفرقهم.
ومن جانبه، طالب الدكتور عادل المراغى، خطيب مسجد النور، جموع المسلمين بالوقوف جنبا إلى جنب خلال أوقات الشدة والصعاب ودائرة العنف.
وتابع على جموع الشعب المصرى العظيم الوقوف صفا واحدا ضد دائرة العنف التى أطلت برأسها، قائلا "تعرف على الله فى الرخاء يعرفك فى البلاء، يعرفك يوم الفتن، يوم الشدائد، وما أكثرها فى عصرنا بل فى أيامنا هذه التى نمر بها"، مستشهدا بأوقات الشدة التى لاقاها الإمام أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة خلال العصور السابقة.
وأضاف خطيب النور، خلال خطبته بمسجد النور بالعباسية، أنه يجب على المسلم أن يعلم أنه لابد لك من شدة، ولابد لك من ضيق فى هذه الدنيا، والدنيا مملوءة بالفتن والهموم، فاجعل لك فى رخائك من الطاعة ما ينفعك يوم شدتك، وإنك وإن نجوت فى كثير من شدائد الدنيا فاعلم أنك لا بد لك من شدة يوم ينزل ملك الموت ولا بد لك من شدة يوم الفزع الأكبر، وكل فى وقت الشدة يدعونا إلى التقرب إلى الله عز وجل.
وتناول الشيخ عزت ياسين، خطيب مسجد الخازندرا بشارع شبرا، فى خطبته اليوم، حرمة المساجد وعظم مكانتها فى قلوب المؤمنين وعند الله سبحانه وتعالى.
وشدد "ياسين" على ضرورة مراعاة تلك المكانة وذلك أثناء الوجود فى المسجد والابتعاد عن أى أمر دنيوى داخل المسجد.
كما شدد خطيب مسجد الخازندرا، على ضرورة احترام العلماء وأئمة المساجد، وإجلالهم وهو ما كان يحدث فى الماضى وليس كما يستهدف اليوم الاعتداء على الأئمة والعلماء.
وأكد الخطيب، أن ما أصاب المسلمين اليوم يرجع إلى الابتعاد عن الدين وعدم احترام العلماء.
وفى السياق ذاته أثرت الأحوال الجوية على السيولة المرورية فى شارع شبرا، حيث لم تشاهد الكثافة المرورية المعتادة بالإضافة إلى وجود عدد قليل من المارة.
وتسببت الأمطار الغزيرة التى سقطت على القاهرة اليوم الجمعة، فى إلغاء خطبة الجمعة بميدان التحرير، والتى يلقيها جمعة محمد على عضو جبهة أزهريون مع الدولة المدنية، بشارع محمد محمود، ويشهد الميدان حالة من الهدوء التام، مع استمرار انتشار قوات الأمن من الجيش والشرطة بمداخله.