نفى وزير الشئون الخارجية الفلسطينى رياض المالكى أن يكون التغير الأخير فى مواقف أستراليا وجواتيمالا حيال القضية الفلسطينية بمثابة تراجع فى الدبلوماسية الفلسطينية التى حققت نجاحا سابقا فى معركتها وحشدها الدولى للقضية الفلسطينية. جاء ذلك فى تصريحات أدلى بها المالكى اليوم تعليقا على امتناع أستراليا عن التصويت على قرارين للجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الأراضى الفلسطينية، والزيارة التى قام بها رئيس جواتيمالا أوتو بيريز مولينا إلى القدسالشرقية بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية. وأكد المالكى أنه لا علاقة لذلك بالدبلوماسية الفلسطينية، فمثل تلك الأمور تعتمد بالأساس على التحولات والتغييرات الداخلية التى تحدث فى تلك الدول. وأشار المالكى إلى أن ما حدث فى أستراليا هو انتخابات عامة خسر فيها حزب العمال الحاكم وعاد إلى الحكم حزب المحافظين وهو معروف بتأييده لإسرائيل بشكل مطلق، وبالتالى كانت الحكومة الفلسطينية تتوقع تماما أنه فى حال عودته ستتغير السياسة الأسترالية تجاه إسرائيل والفلسطينيين وسينعكس ذلك فى مواقف أستراليا فى الأممالمتحدة. وأوضح أن الخارجية الفلسطينية وضعت خطة بشأن كيفية التعامل مع مثل هذا التحول، وستعمل فى إطار هذه الدبلوماسية الهادئة مع أستراليا وحكومتها الجديدة للبدء فى تعريفهم بواقع الاحتلال وسياساته لكى يفهموا تماما ما يحدث على أرض الواقع. وقال المالكى إن هذه الخطة قد تتضمن قيامه بزيارة إلى أستراليا للتواصل مع الحكومة الجديدة هناك والبدء فى تعريفهم بواقع الاحتلال الإسرائيلى ومعاناة الشعب الفلسطينى، لأن أعضاء الحكومة تولوا الحكم مؤخرا ومعلوماتهم ضئيلة للغاية، موضحا أن هذا الأمر يأتى فى إطار الجهود التى تبذل باستمرار مع أى حكومة جديدة لإطلاعها على حقيقة الأوضاع فى الأراضى المحتلة لإقناعها بتغيير مواقفها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وأضاف المالكى أنه فيما يتعلق بأستراليا، لو لاحظنا التحول الذى حدث هناك خلال العشر سنوات الأخيرة لرأينا كيف أن التصويت فى الأممالمتحدة يتأرجح ما بين مؤيد ومعارض وممتنع وفقا للذى يتولى سدة الحكم فى أستراليا. كانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أعربت أمس عن قلقها البالغ حيال امتناع أستراليا عن التصويت على قرارين للجمعية العامة للأمم المتحدة أحدهما حول إدانة جميع الأنشطة الاستيطانية والآخر حول تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة واعتبرت ذلك تحولا فى مواقف السياسة الخارجية الأسترالية. كما كشف عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير صائب عريقات عن تقديم شكوى باسم فلسطين إلى جواتيمالا احتجاجا على زيارة قام بها رئيسها إلى مدينة القدسالشرقية بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، مشيرا إلى خيبة أمل من بيان لوزارة الخارجية الجواتيمالية حاول تبرير هذه الزيارة.