أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، فى رسالته بمناسبة يوم حقوق الإنسان، الذى يوافق 10 ديسمبر من كل عام، برمز عظيم من رموز حقوق الإنسان، وهو نيلسون مانديلا، الذى أحزنت وفاته العالم، غير أن تمسّكه بالدفاع عن كرامة الإنسان والمساواة والعدالة والرأفة مدى حياته سيظلّ أبدا مصدر إلهام. وقال بان كى مون فى رسالته التى وزعها المركز الإعلامى للأمم المتحدة بالقاهرة، إن يوم حقوق الإنسان يصادف الذكرى السنوية لاعتماد الجمعية العامة صكا تاريخيا هو الإعلان العالمى لحقوق الإنسان. ويصادف احتفال هذا العام أيضا ذكرى مرور 20 عاما، على اتّخاذ خطوة جريئة إلى الأمام فى مسيرة النضال لتكون حقوق الإنسان حقيقة واقعة للجميع: ألا وهى اعتماد المؤتمر العالمى لحقوق الإنسان إعلان وبرنامج عمل فيينا، حيث اعتمدت الدول الأعضاء، مستفيدةً من مشاركة أكثر من 800 من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الوطنية وهيئات المعاهدات والأكاديميين، رؤية بعيدة المدى وأنشأت مفوضية حقوق الإنسان، فحقّقت بذلك حلما ظل يراود المجتمع الدولى آجالا طويلة. وقال سكرتير عام الأممالمتحدة، إنه فى العقدين المنقضيين على إنشاء المفوضية، تولى خمسة مفوضين متفانين دفة العمل الذى اضطلعت به الأممالمتحدة للنهوض بحقوق الإنسان على الصعيد العالمى. وتقوم المفوضية، مستعينة بتشكيلة واسعة من المعايير والآليات، بالدفاع عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وتضغط على الدول لترقى إلى مستوى التزاماتها، وتدعم خبراء وهيئات حقوق الإنسان، وتساعد الدول من خلال وجودها فى 61 بلدا على تطوير قدراتها فى مجال حقوق الإنسان. وشدد بان كى مون، على أن تعزيز حقوق الإنسان، هو واحد من مقاصد الأممالمتحدة الأساسية، وقد سعت المنظمة إلى أداء هذه المهمة منذ تأسيسها. وكانت الإرادة السياسية للدول الأعضاء آنذاك، كما هى اليوم، مفتاح النجاح. فالدول هى التى يقع عليها، فى المقام الأول، الالتزام بحماية حقوق الإنسان ومنع الانتهاكات على الصعيد الوطنى، والوقوف فى وجه الدول الأخرى عندما تتقاعس عن الوفاء بالتزاماتها. وليس هذا دائما بالأمر اليسير، فقد شهدنا على مدى السنوات العشرين الماضية إبادات جماعية، وانتهاكات مروعة وواسعة النطاق للقانون الدولى لحقوق الإنسان والقانون الدولى الإنسانى. وأضاف سكرتير عام الأممالمتحدة: إن تحسين طريقة عمل منظومة الأممالمتحدة فى منع الكوارث الوشيكة والتصدى لها يقع فى صلب مبادرة جديدة، ألا وهى خطة عمل الحقوق أولاً. وتستهدف الخطة ضمان إدراك منظومة الأممالمتحدة وجميع موظفيها للموقع المركزى الذى تحتله حقوق الإنسان فى المسئوليات الجماعية للمنظمة. وتسعى خطة العمل هذه، قبل كل شىء، إلى تعزيز التصدى للانتهاكات المتفشية، ومنع نشوئها أصلاً، من خلال التركيز على الإنذار المبكر والعمل المستندين إلى الحقوق. ودعا بان كى مون فى يوم حقوق الإنسان، الدول إلى الوفاء بالوعود التى قطعتها فى مؤتمر فيينا، مؤكدا التزام الأمانة العامة للأمم المتحدة والصناديق والبرامج التابعة لها بالتحلّى باليقظة والشجاعة فى مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان.