الفتنة الطائفية وهم كبير!

رجل يصلى وامرأة تقرأ كتابها المقدس وشاب يتعبد بمحرابه، مسجد يناديك بمأذنته، وكنيسة ينبهك بأجراسه، وطفلان يلهوان معا، إذا سألتهما من أنتما قالا بصوت واحد وجهنا وجه عربى والقلب قلب مصرى.
اتجهت إلى كل مكان فى مصر وبحثت عن الفتنة بين أذقة المدن، وفى الحوارى والشوارع القديمة، فلم أجدها توغلت كثيرا داخل البيوت، طرقت الباب ودخلت فوجدتهما معا على مأدبة واحدة، رجل سمته على وجه من اثر السجود وآخر رسم المسيح مصلوبا على كتفه، تشاركا معا الإفطار فى يوم الوقفة، ونساؤهما يتسوقان معا لشراء احتياجات أطفالهما للاحتفال بالعيد.
سألت عن الفتنة العظيمة التى حدثنى عنها من مثلوا أنفسهم أوصياء على شريكى الوطن، وعن التعصب الذى قتل التسامح بين ذراعى البلد، فلم ألمح له أثر، سألت عن الاضطهاد الذى قتل الحب وفرق الأقرباء فلم أجد له سبيل،
حتى تأكدت أن الفتنة يصنعها من يتحدثون عنها ممن أعطو لأنفسهم الحق فى التحدث باسم الخليطين فى محاولة منهم لتوليدها وجعلها ثمرة لفتنة كبيرة تطيح بوئام وتكاتف المصريين فيما بينهم، متخذين من الوسائل المعلوماتية ساحة لتبادل الاتهامات، ومهاجمة كل منهما الآخر، متحدثين باسم وطن كامل لا صلة لهم به سوى أنهم كرهوا أن تكون الحياة سمة هذا الوطن.