"الفسيخ فيه سم قاتل" رسالة تكثفها وزارة الصحة للمواطنين بالتزامن مع أول أيام عيد الفطر المبارك الشهير بتناول السمك والفسيخ لدى المصريين محذرة فى شعار شديد اللهجة من التسمم، مؤكدة أنه يسبب الشلل الفورى والذى قد يصل حد الوفاة، كما أعلن المركز القومى للسموم والمنوط باستقبال كافة حالات التسمم. من جانبه أعلن الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة رفع حالة الاستعداد القصوى فى كافة أقسام الاستقبال والأشعة وبنوك الدم بجميع المحافظات تحسباً لتلقى أية حالات تسمم بالتزامن مع أيام العيد على مدار 24 ساعة خاصة فى ظل إقبال المواطنين على أكل الأسماك المملحة وعلى رأسها الفسيخ على الرغم من التحذير الدائم منه أكد الدكتور "عبد الرحمن شاهين" المتحدث الرسمى لوزارة الصحة أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات لمواجهة أية حالات تسمم غذائى، بالإضافة إلى توفير أجهزة الغسيل المعدى اللازمة وتوفير الأمصال المضادة للسموم بجميع المستشفيات والمعهد القومى للسموم. مشيراً إلى أنه تم التأكيد على انتظام النوبتجيات بمختلف مواقع الخدمة الصحية على مدار ال24 ساعة وانتظام غرف العمليات واستقبال الحوادث ورفع درجة الاستعداد بمرفق الإسعاف بكافة المحافظات ونقاط الإسعاف على الطرق السريعة وإخطار غرف عمليات الطوارئ المركزية بالوزارة أولاً بأول بالطوارئ وحوادث طرق ومتنزهات وحدائق عامة. لافتا إلى أنه تم التنبيه على ضرورة توفير الحد الأمثل من المحاليل وأسطوانات الأكسجين وتشغيل وحدات الرعاية المركزية المتنقلة لحالات القلب، وكذلك تشديد الرقابة الصحية على الأسواق لمدة 24 ساعة يومياً للتأكد من سلامة الأغذية المعروضة وصلاحيتها للاستهلاك الآدمى مناشدا المواطنين بعدم تناول الفسيخ نهائياً، حيث إنه يسبب الشلل وقد يؤدى إلى الوفاة فى الحال. على الجانب الآخر استعدت المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة والتعليمية برفع شعار الطوارئ، حيث أكد أطباء مركز السموم خلال جولة خاصة لليوم السابع، أن الوزارة لغت كل الأجازات للجميع الاطباء وطواقم التمريض فى أيام العيد الثلاثة، مؤكدين على ضرورة التواجد الباكر من بداية اليوم، لافتين إلى أن هذا هو عملهم كما قالت الدكتورة أمانى حسين بقسم الاستقبال، مشيرة إلى أن هذا هو مكانها الطبيعى فى العيد. التسمم شىء أساسى كل سنة فى عيد الفطر جراء تناول الأسماك المملحة وعلى رأسها الرنجة والفسيخ رغم التحذيرات المستمرة من الأطباء ووزارة الصحة وكل وسائل الإعلام كما يقول الدكتور "أسامة محمود" طبيب استقبال فى المركز القومى للسموم، مؤكدا أن المركز على استعداد كامل للاستقبال الحالات، مناشدا المواطنين بسرعة التوجه إلى المستشفى، نظرا لأن حالات تسمم الفسيخ والسمك سريعة جدا وتتطلب التدخل الطبى السريع. التسمم الناتج عن أكل الفسيخ يرجع إلى طريقة التحضير والتى قد تكون غير آمنه من الناحية الصحية لقلة وجود الملح بالفسيخ وعدم ترك الفسيخ وقتا كافيا ولمدة تقل عن 30 يوما، خاصة وأن البعض قد يستخدم الأسماك الطافية على سطح الماء والتى قد ماتت وتعرضت لأشعة الشمس وبدأت تنتفخ وتتحلل وأصبحت لها رائحة كريهة ثم يضيفون عليها قليل من الملح وبيعها على أنها فسيخ بعد ثلاثة أو أربع أيام خاصة وأن السموم الموجودة بالفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها على الإنسان إلا إذا تعرض الفسيخ لدرجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة عشر دقائق مثل القلى فى الزيت. الدكتور نصر السيد مساعد الوزير للشئون الوقائية والرعايه الصحية الأساسية أكد أنه خلال عام 2007 شهد إصابة 49 شخصا توفى منهم 9 حالات وفى 2008 أصيب 26 توفى منهم 4 حالات، مشيرا إلى أن العام الحالى لم يشهد أية حالات إصابة حتى الآن لافتاً أن مصر استهلكت أمصال مضادة للتسمم الناتج عن أكل الفسيخ قيمتها 2 مليون جنيه فى العام الماضى. أشهر حالات التسمم بالفسيخ كانت عام 1991 حيث أصاب 90 حالة وتوفى منها 18 حاله، وتم إنقاذ باقى المصابين بإعطائهم المصل المضاد وهو الترياق الوحيد له ويتم حقنه بالوريد ليتعادل مع جزئيات السم التى تؤثر على الجهاز الهضمى للإنسان وهو عبارة عن زجاجة 250 مل وقد يحتاج المصاب لزجاجة أخرى. الأعراض الأولى للتسمم تظهر بعد 8 - 12 ساعة من تناول الفسيخ، وهى عبارة عن زغللة فى العين وازدواجية فى الرؤية وجفاف بالحلق وصعوبة فى الكلام والبلع وضعف بالعضلات تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا وتنتقل إلى باقى الجسم بالإضافة إلى ضيق بالتنفس، كما يقول الدكتور عمرو قنديل رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية وإذا لم يتم وضع المريض على جهاز التنفس الصناعى تكون حياته معرضة للخطر. لافتا إلى أن عمر المصل المضاد فى الدورة الدموية يتراوح من 5 إلى 8 أيام ولزيادة فاعليته ولمنع مضاعفات المرض وسرعة العلاج يؤخذ المصل فى الأيام الأولى للإصابة، خاصة أن تكلفة المصل لعلاج المريض الواحد تصل إلى 60 ألف جنيه.
