ليلى علوى تعد الحصان الرابح فى دراما رمضان هذا العام وتستحق عن جدارة لقب الأفضل، وذلك لذكائها الشديد فى اختيار مسلسلين هما «هالة والمستخبى» و«مجنون ليلى» كل منهما 15 حلقة، ولكل مسلسل مؤلف مختلف ومخرج مختلف وطاقم مختلف من ممثلين وفنيين وهذا منذ البداية صنع نوعا من التنافس الشريف بين المسلسلين جاء فى النهاية لصالح ليلى علوى. واستطاعت ليلى كسر القالب التقليدى للمسلسل ال30 حلقة الذى كان يتصف بالمط والتطويل واللت والعجن، ففى «هالة والمستخبى» جسدت ليلى شخصية زوجة دفعها حرمانها من الإنجاب لعملية تلقيح صناعى نتج عنه ولادة توائم يتفق الزوج على بيع بعضهم مع الطبيب ولكن حين تعرف الزوجة الحقيقة تتحول إلى امرأة أخرى هدفها استرداد أطفالها الضائعين وأمومتها المسروقة، وسط أحداث مثيرة وحلقات مشوقة، وهو ما يعد ذكاء آخر يحسب لليلى علوى، فالقصة جديدة على الدراما المستهلكة التى تقدم كل عام وتكشف بشكل حقيقى عن أزمة الطبقة الوسطى، وتقود ليلى علوى الأداء بمقدرة عالية على التجرد من رداء النجمة البطلة التى تستحوذ على الظهور فى كل مشهد لتستعرض ملابسها أو مكياجها، لكن ليلى تخلت عن كل ذلك لصالح العمل ولصالح شخصيتها ابنة الطبقة الأقرب إلى الشعبية، وتركت المخرجة مريم أبوعوف تقدمها فى ثوب جديد وبشكل مختلف، ونفس الأمر نراه مع المخرج محمد على فى الحكاية الثانية «مجنون ليلى». أداء ليلى فى الحكاية الأولى «هالة والمستخبى» مختلف عن ليلى علوى التى عرفناها، خصوصا فى مشهد كشف الممرضة لليلى عن سر أولادها الذين كان يبيعهم زوجها، فقد كشفت ليلى عن أحاسيس المرأة حينما يخدعها أقرب الناس إليها وهو زوجها، وكشفت فى نفس المشهد عن مشاعر الأم التى فقدت أبناءها، وكشفت أيضا عن قوة المرأة حينما تتحدى الجميع لاسترداد أبنائها، كل ذلك فى مشهد واحد، كما أنها فى مشهد توديع ذلك الزوج وهو على فراش الموت واعترافها بحبها له من خلال نظرات العين ومسامحتها له، فكل هذه المشاهد التى تحمل الكثير من المشاعر الإنسانية كشفت لنا عن عبقرية ليلى علوى فى الأداء التى تضاف لذكائها فى الاختيار.
