فى 18 يناير القادم يفتتح الفنان الكبير آدم حنين متحفه الخاص فى الحرانية على أطراف الجيزة، وهو المتحف الذى ظل حنين يعمل عليه لسنوات طويلة، لكن للأسف يهدده مصرف زراعى بالغرق، وتلف أعماله من فن النحت المنتشرة فى أرض المتحف، والمعرضة للغرق فى مياه الصرف الزراعى بسبب هذا المصرف المعروف بمصرف الليبنى. "اليوم السابع" زار المتحف برفقة الفنان آدم حنين، الذى قال فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" إنه لا يعرف كيف سيصل الضيوف إلى المتحف لافتتاحه وأن هذا المصرف تسبب فى غرق أرض زراعية مجاورة وتسبب فى انهيار بيت الدكتور فؤاد رياض، أستاذ القانون الدولى، وأخ الشهيد عبد المنعم رياض وأضر ببيت ويصا واصف وبيت درويش ومدرسة "فجنون" ومدارس عديدة للغات. وتساءل حنين، إذا كانت الأرض الزراعية المحيطة بالمتحف تحولت لمبانٍ، فلماذا الإبقاء على مصرف له علاقة بالزراعة أو لماذا لا تتم تغطيته على الأقل ورصف الطريق. المتحف المزمع افتتاحه، والذى يتكون من ثلاث طوابق تضم الغالبية العظمى من أعمال حنين والمراحل المختلفة التى مر بها، كما تحتوى الحديقة على العديد من أعمال الجرانيت التى نحتها فى سمبوزيوم أسوان الدولى أو تلك التى حمل أحجارها من أسوان إلى القاهرة لينحت منها أعماله الفنية بحديقة المتحف. وكتمثاله حارس الأفق يقف آدم حنين فى متحفه الجديد ينظر إلى التاريخ المصرى وأعماقه السحيقة وينام وسط حشائش حديقته ليسمع ما تهمس له به الأرض وتبوح به من أسرار له وحده، رحلة عمرها أكثر من نصف قرن سكنته خلالها تفاصيل مصر ومنمنماتها التى صاغت الجواهر الفريدة لعقد تاريخها الممتد من آلاف السنين، فى حديقة بيته ومتحفه فاجأننا كتل الجرانيت الضخمة التى حملها من أسوان إلى المتحف ليبث فيها الروح ويحولها من كتل خرساء إلى تماثيل ومراكب وأشكال فنيه تنطق وتهمس وتبوح وتحتج وتتطلع إلى عالم آخر، فمركبة الجرانيت التى حفر على جانبها اسم "عفاف" زوجته الراحلة تبدو كإحدى مراكب الشمس الفرعونية حملت عفاف إلى الجانب الآخر من الحياة. من يتجول فى متحف آدم حنين ستصعقه الدهشة من هذا التمكن والفهم العميق والنفاذ لروح الخامات المختلفة، فحنين الذى يطوع جبال الجرانيت بسلاسة ومهارة قادر على النفاذ بنعومة لنسيج ورقة بردى لينقش لوحات فريدة وهامسة وقادر على الدخول فى قطعة خشب ليخرج منها الشكل الذى خلقت لتكونه. وفى الأدوار الثلاثة للمتحف والحديقة المفتوحة يعرض حنين تجربته الكاملة ورغم ذلك لا يزال لديه الكثير الذى لا يستوعبه المكان ولكنه حاول أن تظهر المعروضات المختارة ملامح تجربته.