سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل تحصل مصر على مكانة أمريكا وإسرائيل بعد تجميد عضويتهما وفوزها برئاسة المجلس التنفيذى باليونسكو.. المنظمة منحت فلسطين عضوية كاملة فعاقبتها الولايات المتحدة بقطع 80 مليون دولار سنويًا
أدت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، اليمين لولاية ثانية تمتد لأربع سنوات على رأس المنظمة، وذلك خلال جلسة عامة عقدت فى إطار المؤتمر العام المنعقد حالياً بمقر المنظمة بباريس بحضور 195 عضواً ممثلين عن دولهم. تبدأ إيرينا بوكوفا هذه الدورة، وهى تواجه أهم أزمة لديها فى المنظمة، وهى أزمة التمويل الذى لجأت مؤخرًا للإعلان عن تقليص نشاطها، وأوقفت العمل بمشاريعها الجديدة التى تنفذها بسبب قرار الولاياتالمتحدة بقطع مساهمتها لتمويل المنظمة، وقد اتخذت الإدارة الأميركية هذا القرار بعد أن صوتت الدول الأعضاء فى اليونسكو على منح فلسطين عضوية كاملة فيها أخيرًا. وهو الأمر الذى نتج عنه قيام "اليونسكو" بالإعلان عن تجميد حق الولاياتالمتحدة فى التصويت بعدما تخلفت عن سداد مستحقات مالية. والتى تشكل نحو خمس حجم تمويل اليونسكو، كما جمدت اليونسكو حق التصويت الخاص بإسرائيل، التى امتنعت بدورها عن سداد مستحقاتها فى التوقيت نفسه، حيث اعتبرت الولاياتالمتحدة وإسرائيل أن حصول الفلسطينيين على عضوية فى المنظمة بمثابة محاولة تضليل لتجنب عملية السلام فى الشرق الأوسط. ومع خسارة التمويل السنوى من الولاياتالمتحدة، والذى يبلغ 80 مليون دولار، اضطرت اليونسكو لخفض مبادرات بقيادة أمريكية، ومنها التعليم بشأن المحارق النازية (الهولوكوست)، ليبقى السؤال: هل تنجح إيرينا بوكوفا فى الحفاظ على ما قدمته خلال فترة رئاستها الأولى؟ وألا تقدم ما هو أقل، وأن تخطو قدمًا بالمنظمة إلى الأمام فى ظل التوترات التى يشهدها العام. وليبقى سؤال آخر وهو: هل يدعم العرب موقف مصر ماديًا بعدما حصلت على رئاسة المجلس التنفيذى بالمنظمة بأغلبية ساحقة من أصوات البلدان الأعضاء بالمجلس وتحصل على مكانة أمريكا وإسرائيل؟ وكانت مصر قد فازت بعضوية المجلس التنفيذى للمنظمة خلال الانتخابات التى جرت فى إطار الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو فى وقت سابق من الشهر الجارى، حيث تمكنت مصر من تحقيق مركز متقدم وحصلت على المركز الأول فى المجموعة العربية بعدد أصوات يبلغ 136 صوتاً. ويعد المجلس التنفيذى من أهم أجهزة منظمة اليونسكو، ويعتبر فوز مصر بعضوية المجلس اعترافاً دولياً بمكانتها الدولية. الجدير بالذكر أن مساهمة واشنطن فى ميزانية اليونسكو تقدر بنحو 22 فى المائة، ويحظر الدستور الأمريكى تمويل أى منظمة تابعة للأمم المتحدة تمنح عضويتها لأي جماعة غير معترف بها بوصفها "دولة". وقد حاول الرئيس الأمريكى باراك أوباما إقناع أعضاء الكونجرس لإعادة تمويل اليونسكو بطرق أخرى، لكنه يواجه معارضة قوية بسبب الضغوط على الموازنة الأمريكية، وعلى الأخص من الجمهوريين. وقد ناشدت "بوكوفا" باقى أعضاء المنظمة التبرع بمساهمات لتغطية العجز، حيث أعلنت حكومة الغابون التبرع بمليونى دولار من قبل. كما دعت اليونسكو جمهور المهتمين من الأفراد والمؤسسات الخاصة فى أنحاء العالم التبرع لسد النقص الفورى فى الموازنة. ويشار إلى أن الولايات عادت إلى عضوية منظمة اليونسكو عام 2003 بعد أن انسحبت منها فى عام 1984 بسبب ما وصفته وزارة الخارجية الأمريكية بتعارض بين أهداف المنظمة والسياسة الخارجية الأمريكية. هذا وتضطلع المنظمة، التى تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرًا، برعاية مواقع التراث العالمي، ونشر التعليم، ودعم حرية الصحافة. وقد أشاد هاو بينج، رئيس الدورة ال37 للمؤتمر العام، على مهارات بوكوفا القيادية، قائلاً: "لقد أشرفت على مرحلة كانت خلالها اليونسكو فى الطليعة على صعيد التربية والتعليم فى البلدان النامية، وذلك من خلال دعم تدريب المعلمين والتعليم للجميع فى بعض أكثر مناطق العالم حرمانا". وتابع "وقد عملت المنظمة بلا كلل من أجل حماية مواقع التراث الثقافى، ولا سيما فى مالى خلال هذا العام، ومن أجل ضمان ألا تُقاس تكلفة التنمية بخسارة الثقافة والتاريخ والتنوع. ونحن على مشارف مرحلة هامة أخرى من الخطاب الإنمائى". وبدورها أشارت ألساندرا كومينز رئيسة المجلس التنفيذى لليونسكو إلى أن إعادة انتخاب بوكوفا فى منصب المديرة العامة إنما هو "تصويت صادق على الثقة بقدرتك على تنفيذ ولاية هذه المنظمة الموقّرة على مدى السنوات الأربع القادمة". كما سلطت كومينز الضوء على "المهارات القيادية التى تتحلى بها المديرة العامة وعلى تصميمها على إدراج أهمية الثقافة ضمن الخطة العالمية للتنمية". وقالت بوكوفا، بهذه المناسبة، إن "اليونسكو موجودة لتذكر بأن السلام الدائم والتنمية المستدامة وجهان لعملة واحدة.. فما من إمكانية لتحقيق السلام من دون القضاء على الفقر، وما من إمكانية للقضاء على الفقر بدون تحقيق السلام". وأضافت مديرة اليونسكو، التى أعيد انتخابها الأسبوع الماضى، أن "قسم الولاء الذى أديته الآن هو تعهد بمذهب إنسانى جديد". وأوضحت أن "الإبداع الإنسانى هو مصدر قوتنا الاستثنائية، وهو نبع لا ينضب يتعين علينا أن نطلق العنان لطاقاته.. وهذه هى رسالة اليونسكو الإنسانية التى قادت خطاى فى جميع الأعمال التى أنجزتها".