سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
22 نوفمبر نقطة فاصلة فى طريق انهيار حكم الإخوان.. عام على إقرار "مرسى" للإعلان الدستورى المسمار الأول فى نعش الجماعة.. وبداية تجمع الثوار ضد حكم مكتب الإرشاد.. وسبب تحرك الطبقة الوسطى
شهد يوم 22 نوفمبر حدثا أثر على شعبية جماعة الإخوان المسلمين وهو الإعلان الدستورى الذى أعلنه الرئيس المعزول محمد مرسى فى العام الماضى، الذى تضمن حزمة من القرارات التى على رأسها إقالة النائب العام وإمداد مجلس الشوى واللجنة التأسيسية بالحصانة، وهو الأمر الذى أدى إلى اشتعال الشارع المصرى للمطالبة بإسقاط نظام حكم جماعة الإخوان المسلمين. وترتب على هذا الإعلان انقسام الشارع المصرى ما بين مؤيد ومعارض؛ حيث لجأت القوى المعارضة إلى التوحد تحت مظلة واحدة وتدشين جبهة تسمى "جبهة الإنقاذ الوطنى" وتنظيم العديد من التظاهرات المطالبة التى طالبت بإسقاط النظام بميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية الدخول فى اعتصام، فى حين لجأ البعض الآخر من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية إلى تنظيم العديد من المظاهرات المؤيدة للرئيس. وبعد إصرار كبير من قبل بعض القوى الثورية على إلغاء الإعلان الدستورى الذى وصفوه بالإعلان الدستورى الديكتاتورى، تراجع الرئيس المعزول عنه وأصدر إعلانا دستوريا جديدا، والذى تضمن إلغاء الإعلان الدستورى السابق وإعادة التحقيقات فى قتل المتظاهرين أثناء ثورة يناير أو بعدها. وتوالت قرارات المعزول التى ساعدت على الحشد ضده والاعتصام بميدان التحرير وجميع ميادين مصر إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو للمطالبة برحيل مرسى وإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين، والتى شهدت هذه الفترة العديد من الاشتباكات وسقوط مئات الضحايا لحين جاء بيان القوات المسلحة فى 1 يوليو الذى أمهل القوى السياسية مهلة مدتها 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخى، وجاء 3 يوليو الذى شهد قرارا هاما فى تاريخ مصر وهو إعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع بإنهاء حكم الرئيس محمد مرسى على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ومن جانبه أكد شريف الروبى، مسئول الاتصال السياسى بحركة 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية"، أن الإعلان الدستورى الذى أصدره رئيس نظام الإخوان المعزول العام الماضى – والذى يوافق يوم 22 نوفمبر - كان البداية الحقيقية لإنشاء جبهة الإنقاذ وتجمع القوى الثورية تحت مظلة واحدة ضد الجماعة والرئيس المعزول. وأضاف "الروبى" فى تصريح ل"اليوم السابع"، أن هذا اليوم كان فارقا فى تاريخ الثورة، حيث كشف بعض القوى التى عملت لمصالح شخصية، وقبلت الإعلان الدستورى، مشيرا إلى أنه بعد الإعلان الدستورى تشكلت جبهة الإنقاذ التى قادت عملية المعارضة، والتى تجمعت على مطلب واحد، وهو إقالة مرسى والجماعة. وقالت الفنانة هند عاكف، إن إعلان الإخوان الدستورى الذى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسى العام الماضى، والذى يوافق يوم 22 نوفمبر، كان أول مسمار فى نعش الجماعة والنظام السابق، مؤكدة أنه كان ضمن الأسباب التى ساعدت على نجاح ثورة 30 يونيو، واكتشاف حقيقة جماعة الإخوان وظلمهم للشعب أثناء حكم البلاد. وأضافت "عاكف" فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن الرئيس المعزول كان يصدر قرارات تدفع الشعب المصرى للنزول ضده، مطالبة بوضع جماعة الإخوان المسلمين تحت مظلة منظمات الإرهاب الدولية. أكد عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمى، أن الإعلان الدستورى الذى وصفه بالفاشى الذى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسى فى 22 نوفمبر 2012، كان يوما محوريا فى تاريخ الثورة والإخوان وأحد أسباب نجاح ثورة 30 يونيو، وتحرك الطبقة الوسطى ضد المعزول. وأشار الشريف فى تصريح ل"اليوم السابع"، إلى أن الإعلان كان القشة التى قسمت ظهر البعير، والذى ساعد على خروج الملايين فى الشوارع ضد حكم الإخوان. وقال الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، وخطيب الثورة، أن الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين العام الماضى، والذى يوافق يوم 22 نوفمبر، كان بمثابة اللبنة الأولى التى تصدعت فى جدار حكم مرسى، مضيفاً أنه كان بداية مرحلة جديدة من النضال الوطنى فى مواجهة ديكتاتورية نظام حكم الإخوان. وأضاف شاهين فى تصريح ل"اليوم السابع"، أن النضال الوطنى استمر منذ الإعلان الديكتاتورى الذى أصدره مرسى حتى تم إسقاط نظامه فى 30 يونيو عبر مرحلة طويلة من الصراع بين الإخوان والقوى السياسية. وذكر شاهين أنه "بعدما استطاع الشعب أن يسقط نظامين فى أقل من 3 سنوات أصبح لزاماً على أى رئيس قادم أن يفكر كثيراً قبل أن يتخذ أى قرار، كما أصبح واجباً عليه أن يعترف بأمرين، الأول أنه لا مجال لعودة الديكتاتورية مرة أخرى، والثانى أن الشعب هو مصدر السلطات وإرادته نافذة".