تنطلق فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان مراكش السينمائى الدولى بالمغرب، والذى تحتضنه مدينة مراكش كعادتها فى الفترة من 29 نوفمبر حتى 7 ديسمبر، وكعادة المهرجان الذى أصبح واحدا من أهم المهرجانات السينمائية عربيا وأفريقيا سيتم استقبال كبار نجوم السينما العالمية، بالإضافة إلى عدد من الأفلام العالمية المهمة التى ستشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان. ويعرض فى حفل الافتتاح الفيلم الهندى الجديد «رام ليلا» للمخرج سانجاى ليلا بانسالى، صاحب فيلم «ديفداس»، وسيكون ذلك بحضور مخرج الفيلم، والممثلة ديبيكا بادوكون، بطلة العمل. ويشارك بالمهرجان العديد من الأفلام المهمة، منها الفيلم البولندى «إيدا» من إخراج بافيل بافليكوفسكى، ويحكى عن راهبة شابة تدعى «آنا»، وتبلغ من العمر 18 عاما، وترغب فى الالتحاق بالكنيسة الكاثوليكية بصفة نهائية، فتطلب منها الأم، رئيسة الدير، أن تقوم بزيارة خالتها التى لا تعلم «آنا» بوجودها، وتذهب الفتاة للقاء «واندا» أخت والدتها المتوفاة، وهى امرأة سمراء فى منتصف العمر تعيش حياة ماجنة، لكن ماضى «آنا» واسمها الحقيقى «إيدا» سيكشف للمرة الأولى عن حقائق مذهلة. كما يشارك فى المهرجان الفيلم الإيطالى «تحيا الحرية»، إخراج روبيرتو أند، ويحكى عن إنريكو أوليفيرى، الأمين العام للحزب المعارض، الذى تنتابه حالة من القلق الشديد، حيث إن استطلاعات الرأى ترجح خسارته فى الانتخابات المقبلة، وهى وضعية جعلته يفضل أن يختفى فجأة تاركًا وراءه رسالة مقتضبة، ونتيجة لذلك تعترى أوساط الحزب حالة من الذعر، حيث تناثرت الشائعات وأصبح الكل يعلق على الحادث، بينما يحاول «أوندريا بوتينى» مستشار «إنريكو» و«آنا» زوجته فهم أسباب هذا الاختفاء، وتستحضر «آنا» اسم «جيوفانى إيرنانى»، الشقيق التوأم للأمين العام، وهو فيلسوف كبير يعانى حالة من الاكتئاب، فيقرر «أوندريا» الذهاب للقائه فى إطار خطة لا تخلو من المجازفة. ويشارك من إسبانيا فيلم «الجرى وراء الأوهام» إخراج خوناس توريبا، وهو عن حياة المخرج السينمائى «ليون» الذى يعيش حالما بين تصويره لفيلمه الجديد ومشروعه المستقبلى. ومن كوباوفنزويلا يشارك فيلم «حوض السباحة» إخراج كارلوس ماتشادو، ويدور حول معلم سباحة غير مبالٍ بمراهقة بساق واحدة، وطفل مصاب بالتوحد، وآخر بساقين عاجزتين، والثالث رغم عدم معاناته من أى إعاقة جسدية، فإنه يرفض الكلام مع الآخرين. جميعهم يلتقون بعد ظهيرة أحد الأيام فى مسبح عمومى، فهم 5 منبوذين سينتهى به المطاف إلى التغلب على صراعاتهم المحتومة، والتلاقى بفضل نقائصهم. ومن ليتوانيا ولاتفيا يشارك فيلم «المقامر» إخراج إينياس جونيناس، حيث يعمل فينسينتاس فى قسم الطوارئ بأحد المستشفيات، من شدة إدمانه على لعب القمار، وحتى يتمكن من سداد ديونه الناتجة عن كثرة اللعب، فإنه دائم التحايل على الغير. فى أحد الأيام، يبتكر «فينسينتاس» فى مقر عمله لعبة رهان غير قانونية، مما مكنه فى وقت وجيز من تحقيق أرباح باتت تتزايد أكثر فأكثر، لكنه فى هذه المرة أصبح أمام محك الاختيار بين الحب والحياة والموت. ومن إنتاج أمريكى وإيطالى ومكسيكى مشترك يشارك فيلم «ميدياس» بطولة كاتالينا ساندينو مورينو، ويحكى عن «إينيس»، رجل زاهد يعمل بجهد كبير فى مزرعته للألبان، ويسعى للحفاظ بنفوذه على أسرته ومحيطها، حيث أصبحت زوجته «كريستينا» تنغلق تدريجيا على نفسها، وأخذت تبتعد عنه وعن أطفالهما الخمسة، وباتت التوترات داخل البيت تأخذ منحنى متزايدًا، حتى أصبح كل واحد يواجه بمفرده طموحاته ومخاوفه، ممزقًا بين رغبات متناقضة فى الحفاظ على السيطرة أو البقاء حر الخصوصية، وبين الإبقاء على الحميمية أو الاغتراب. وتضم قائمة الأفلام المشاركة فى المهرجان الفيلم الكورى «هان كونك جو» إخراج لى سو جين، ويدور حول شخصية هان كونك جو، طالبة فى المدرسة الثانوية، تجد نفسها متورطة فى قصة دنيئة أمام إهمال والديها، وأصبحت ملزمة بالالتحاق بمدرسة أخرى، والعيش رفقة والدة أحد مدرسيها ضحية لظروفها وأخطاء لم ترتكبها، بعد ذلك تجد «كونك جو» نفسها مرغمة على فعل أى شىء لتجنب الانتباه إليها، وفى أحد الأيام تكتشف زميلتها الجديدة فى الفصل وعضوة نادى كابيلا للغناء فى المدرسة «أون هى»، استعداد «كونك جو» للغناء، فتقترح عليها الانضمام إلى الفرقة. ومن المغرب يشارك فيلم «الحمى» إخراج هشام عيوش، وتدور قصته حول «بنجامان» الذى يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما، ويعيش مضطربا فى حالة حرب ضد الحياة، وضد من يكبره سنا، وضد نفسه. يقضى «بنجامان» وقته فى الذهاب والمجىء إلى دار إيواء الأطفال منذ أن كان فى سن الخامسة، وفى أحد الأيام تخبره والدته السجينة بأن له أبا ليصبح هدفه الوحيد هو مغادرة دار الإيواء والذهاب للعيش مع أب لا يعرفه، وذلك بمجرد أن تمنحه المساعِدة الاجتماعية فرصة الاختيار. كما يشارك أيضا الفيلم الأمريكى «الدمار الأزرق» للمخرج جيريمى سولنى، ويحكى عن شخص متشرد يعود إلى أرض طفولته لينتقم، فيكتشف حقيقة محيرة حول ماضيه، أربكته وقلبت حياته رأسا على عقب، ليجد نفسه فى صراع قوى من أجل حماية عائلته، وفيلم «شعر قبيح» إنتاج مشترك بين فنزويلا وبيرو والأرجنتين وألمانيا، ومن إخراج ماريانا روندون، حيث يعيش «جونيور» البالغ من العمر تسع سنوات، برفقة والدته وشقيقه الأصغر بمدينة كراكاس. شَعر «جونيور» مجعد وهو فى ذلك يشبه والده، لكنه يريد شعرا ناعما مثل والدته، يحب الغناء والرقص مع جدته ويتردد على المرآة لتصفيف شعره أمامها، وبالنسبة لوالدة «جونيور» يعتبر ابنُها رجل البيت، وهى بهذه الصفة تحب رؤيته. وأيضا فيلم «خونة» إنتاج مشترك بين المغرب وأمريكا، وإخراج شين كوليت، ويحكى عن «مليكة» شابة متمردة تترأس فرقة موسيقى البانك روك النسائية بمدينة طنجة، حتى تتمكن من إنقاذ عائلتها المهددة بالطرد من مسكنها بسبب عدم سداد قرض البنك. ومن فرنسا يشارك فيلم المسيرة الذى تدور أحداثه فى فرنسا سنة 1983، حيث كانت البلاد تعيش تحت وطأة العنف وجرائم العنصرية، فقرر ثلاثة مراهقين والكاهن المسؤول عن العلاقات مع الإسلام فى الكنيسة الفرنسية، تنظيم مسيرة سلمية لأزيد من 1000 كيلومتر تنطلق من مرسيليا فى اتجاه العاصمة باريس مطالبةً بالمساواة ومناهضة العنصرية. وعلى الرغم مما واجهته مبادرتهم من صعوبات، فقد تمنكت من المقاومة لتكون على شاكلة حركات غاندى ومارتن لوتر كينك مصدر أمل حقيقي لدى وصولها إلى باريس، أصبح تعداد المشاركين فى المسيرة يتجاوز 100.000 شخص قدموا من جميع الجهات، ليمنحوا لفرنسا وجهها الجديد. أما عن أعضاء لجنة تحكيم مهرجان مراكش لهذه الدورة، يرأس لجنة التحكيم المخرج العالمى الكبير مارتن سكورسيزى، وتضم فى عضويتها المخرج وكاتب السيناريو والمنتج التركى الأصل ازداد فاتح أكين الذى ولد عام 1973 بمدينة هامبورج، ودخل عالم النجومية سنة 1998 بفضل أول فيلم طويل له وهو «L'Engrenage»، وأيضا الممثلة الأمريكية باتريشيا كلاركسون التى شاركت فى العديد من الأفلام البارزة الأخرى، ومنها فيلم «البركة الميتة» و«الميل الأخضر». وتضم لجنة التحكيم كذلك الممثلة الفرنسية الشهيرة ماريون كوتيار التى فازت بالعديد من الجوائز، منها جولدن جلوب، وبافتا، وسيزار، وأوسكار أفضل ممثلة، وشاركت فى أفلام مع أكبر المخرجين السينمائيين منهم مايكل مان فى Public Enemies، وودى آلان فى Minuit à Paris، وكذلك هناك المخرج وكاتب السيناريو والمنتج المكسيكى أمات إيسكالانت، والممثلة الإيرانية الشهيرة جولشيفته فرحانى، والمخرج والمنتج وكاتب السيناريو الهندى أنوراج كاشياب، ومن المغرب نرجس النجار وهى مخرجة وكاتبة سيناريو ومنتجة، ومن كوريا الجنوبية بارك تشان ووك، وهو مخرج ومنتج وكاتب سيناريو، ومن إيطاليا باولو سورينتين وهو مخرج ومنتج ومؤلف.