الأردنيون يحتفظون بجرأتهم المعهودة رغم الهزيمة القاسية أمام أوروجواى

ظل الأردنيون محتفظين بتفاؤلهم عقب الهزيمة الكاسحة بخمسة أهداف نظيفة التى تلقاها منتخب النشامى على يد ضيفه أوروجواى مساء أمس الأربعاء، فى ذهاب الدور الفاصل المؤهل لمونديال البرازيل 2014.
وأضفت الأجواء الرسمية المحيطة بجنبات استاد عمان الدولى فى اللحظات الأخيرة من الهزيمة المخزية أمام أوروجواى، نهاية حزينة على "قصة سندريلا" التى كانت من خلالها الأردن المصنفة 70 على العالم على بعد فوز واحد من التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى فى تاريخها.
وخرجت حشود الجماهير من استاد عمان الدولى إلى شوارع العاصمة الأردنية فى حالة من الصمت التام،فى أجواء أشبه بالجنازة، فى الوقت الذى خلت فيه المقاهى المنتشرة فى المدينة بشكل كامل قبل انتهاء المباراة رسميا.
وقال معتز حسن وهو يقوم بجمع المقاعد فى المقهى التابع له فى وسط مدينة عمان مع تدفق الجماهير إلى خارج المقهى فى الدقائق الأخيرة من المباراة: "لقد قلت مازحا أننى سأحصل من كل شخص على دينار مقابل كل هدف نسجله.. ولكن كان ينبغى أن أراهن على أوروجواى".
ومثلت المباراة نهاية مأساوية للفريق الذى يقوده المدرب المصرى حسام حسن،الذى لم يتعرض لأى هزيمة مع منتخب النشامى قبل مباراة أوروجواى، والذى قاد الفريق للفوز على أوزبكستان فى الملحق الآسيوى الفاصل والتأهل إلى الدور الفاصل للمونديال.
ووصف حسام حسن قبل المباراة مواجهة أوروجواى المصنف السادس على العالم بأنها "صعبة ولكن ليست مستحيلة".
وأوضح محمد عبادى (40 عاما) لدى مغادرته مع عائلته المكونة من خمسة أفراد مدرجات استاد عمان الدولى :"حقيقة فكرت لوهلة أن بمقدورنا أن نحقق المعجزة".
ورغم النهاية المأساوية شددت الجماهير الأردنية على أنها مازالت "فخورة بالفريق" الذى وضع الكرة الأردنية للمرة الأولى على الخريطة العالمية.
وقال أحمد زغبى (22 عاما) الطالب الجامعى لدى مغادرته مقهى فى عمان: "للمرة الأولى فى حياتى، أسمع اسم الأردن يتردد بين دول مثل البرازيل وأوروجواى واليابان.. بالنسبة لى هذا فى حد ذاته انتصار".
وحذر أوسكار تاباريز المدير الفنى لمنتخب أوروجواى من الاستهانة بمنتخب الأردن خلال مباراة إياب الدور الفاصل التى تجمع الفريقين يوم الأربعاء المقبل فى مونتفيديو.
كما أشادت جماهير أوروجواى بالفريق المغمور الذى واجه بطل أمريكا الجنوبية فى مباراة الأمس.
وقال فرنانديز رودريجو مشجع منتخب أوروجواى: "لم أكن أسمع أى شىء عن الكرة الأردنية حتى الليلة الماضية،ولكنى أعتقد الآن أننا ربما نشاهد هذا الفريق بشكل أكبر فى المستقبل".
وشددت الجماهير الأردنية على أن المسيرة الأردنية فى تصفيات المونديال كتبت فصلا جديدا فى ملف "الكبرياء الوطني" وأعطت الشعور بالارتياح فى البلد الذى غالبا ما كان تحت رحمة الصراعات الدائرة فى البلدان المجاورة مثل سورية وإسرائيل وفلسطين.
ومع تضاؤل آمال فريق النشامى بشكل كبير فى بلوغ المونديال، أكد الأردنيون أنهم يتطلعون الآن إلى المستقبل الكروى للبلاد.
ومع اقتراب منتخب أوروجواى بشكل كبير من حجز بطاقة التأهل إلى مونديال البرازيل، أقر الأردنيون أن هزيمة منتخب بلادهم على استاد عمان الدولى سجلت انتصارا معنويا.