أعلن الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- أن الأمة الإسلامية تعيش ظروفًا مضطربة بالغة التوتر تنعكس آثارها السلبية على مجمل الجهود المبذولة فى مجالات التنمية الشاملة والبناء التربوى والعلمى والثقافى. وقال فى افتتاح المؤتمر الإسلامى الرابع للوزراء المكلفين بالطفولة صباح اليوم فى باكو تحت رعاية إلهام علييف، رئيس جمهورية آذربيجان: « إن مسيرة الإيسيسكو وجهودها لم تتوقف فى ظل هذه الأوضاع الصعبة والظروف العصيبة، للإسهام فى تنمية العالم الإسلامى والارتقاء بمجالات اختصاصها التربوية والعلمية والثقافية؛ فبين الدورتين الثالثة والرابعة لهذا المؤتمر، واصلت الإيسيسكو جهودها فى متابعة القرارات والتوصيات الصادرة عن الدورتين الثانية والثالثة للمؤتمر، وحرصت على تضمين العديد من تلك القرارات والتوصيات فى خطة عملها الثلاثية للأعوام (2013-2015)، وتخصيص برامج وأنشطة تربوية وعلمية وثقافية واتصالية لفائدة الطفولة فى العالم الإسلامى». وتحدث المدير العام للإيسيسكو عن أوضاع الأطفال فى العالم فى ضوء تقارير دولية، فأشار إلى أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون الآن فى المناطق الحضرية، بحثًا عن ظروف عيش أفضل بالمقارنة مع المناطق الريفية، حيث انتقلت نسبة سكان الحضر فى العالم من 29.4% عام 1950، إلى 52.1% عام 2011، وستتجه هذه النسبة إلى الارتفاع لتصل إلى 67.2% بحلول عام 2050. وذكر أن الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى تسير بشكل مطرد فى هذا المنحى، حيث يقيم حاليًا 47% من سكانها فى المناطق الحضرية نصفهم من الأطفال، موضحًا أن هذه الفئة من الأطفال تشكل تحدياً كبيراً للبلدان الأقل قدرة فى سعيها لتلبية احتياجاتهم الاجتماعية والتعليمية والصحية والحقوقية، على الرغم من المؤشرات الدالة على تحسن الخدمات المقدمة للأطفال فى الحواضر، مقارنة ً مع نظرائهم أطفال الأرياف، مؤكدًا على ضرورة وضع خطط عمل متكاملة لمعالجة الفوارق والتفاوت بين أطفال المناطق الحضرية، وتأمين فرص عيش أفضل لهم تربويًا وثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا. وذكر أنَّ اختيار موضوع "الأطفال وتحديات التمدّن فى العالم الإسلامى" للمؤتمر جاء نتيجة وعى عميق بأهمية هذا الموضوع وخطورته، وفى إطار اهتمام المنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة، وفى مقدمتها منظمة اليونسيف، بعد أن اقترن التمدن السريع فى الدول الأعضاء، بانتشار عشوائى، وبوتيرة عالية لتجمعات بشرية غير منظمة، تتسم بالفوارق الكبيرة فى الدخل والتنمية، وتنتشر فيها بؤر الفقر والانحرافات وتتفاقم المشاكل وتتزايد الاحتياجات. وأشار إلى أن الوثيقة الرئيسة للمؤتمر "الأطفال وتحديات التمدن فى العالم الإسلامى: الفرص والتحديات ومظاهر التفاوت"، تهدف إلى البحث فى السبل الكفيلة بإحداث تطور ملموس على مستوى تقليص الفوارق الكبيرة بين الأطفال فى المناطق الحضرية فى العالم الإسلامى والحدّ منها.