نظمت المكتبة المركزية بجامعة القاهرة، ندوة ثقافية حول تاريخ الثورات المصرية وترابط الجيش والشعب بعنوان "تاريخ الثورات المصرية فى العصر الحديث"، بقاعة كبار الزوار بالمكتبة. وقدم الدكتور أحمد غباشى، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر وعضو اتحاد المؤرخين العرب، خلال الندوة شرحاً تفصيلياً لمفهوم الثورة الشعبية الحقيقية المتمثلة فى قيام الأغلبية المقهورة من الشعب بتنحية الأقلية الحاكمة، وإحداث تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية، واتخاذ التدابير التى من شأنها نقل السلطة إلى الشعب، وذلك من خلال الشعب أو من خلال أحد أدواته مثل الجيش. وأشار غباشى، إلى الشروط اللازم توافرها لقيام ثورة شعبية مكتملة، موضحاً مفهوم الانقلاب العسكرى والفرق بينه وبين الثورة، وذلك من خلال واقع الثورات المصرية فى العصر الحديث. واستعرض غباشى، الثورات المصرية وأسبابها بداية من الحملة الفرنسية وثورة المصريين عليها وحتى أحداث مصر الأخيرة، حيث أكد أن ثورات الشعب المصرى ضد الحملة الفرنسية كانت أصعب الثورات بسبب الفارق فى الإمكانيات المادية والحضارية بين المجتمع المصرى والفرنسى، إلا أنها سجلت أول صفحة من تاريخ الحركة القومية المصرية فى العصر الحديث ليكون للشعب المصرى الريادة فى تنحية كل القوى المتصارعة، وتنتصر الإرادة الشعبية عند اختيار محمد على والياً على مصر. وتحدث غباشى، خلال الندوة، عن الثورة العرابية، والتى تعتبر أول التحام بين الجيش والشعب وتمثل تطوراً هاماً فى القيادة والمطالب الثورية، مشيراً من ناحية أخرى إلى ثورة 1919 والتى تعتبر الثورة الشعبية الكبرى فى تاريخ مصر، حيث إنها أظهرت مدى اندماج كل طوائف الشعب ٍالمصرى وانصهارها فى بوتقة الوطنية، وكانت الأيقونة الخالدة للوحدة الوطنية بين الهلال والصليب. وتحدث عضو اتحاد المؤرخين العرب، عن ثورة يوليو 1952، والتى أكدت على التحام الجيش بالشعب فيها، وكيف وقف الشعب بجوار الجيش ليكتسب الانقلاب صفة الثورية الشعبية، فتتحول حركة الضباط الأحرار إلى ثورة شعب يتكاتف فيها الشعب مع الجيش، وبعد مرور السنوات الطوال يقف الجيش بجوار شعبه فى أحداث مصر الأخيرة، ليثبت بالبرهان أن الجيش والشعب جزء لا يتجزأ، وان الجيش يمثل الأمان والحماية والدفاع عن الشرعية الشعبية، وان العسكرية المصرية هى المدرسة العليا للوطنية ومصنع الرجال. أقيمت الندوة تحت رعاية الدكتور جمال عصمت، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وحضرها نخبة من المؤرخين والنقاد والأدباء ولفيف من الأساتذة المتخصصين فى التاريخ الحديث والمعاصر، وحاضر الدكتور أحمد غباشى مدرس التاريخ الحديث والمعاصر وعضو اتحاد المؤرخين العرب.