وزير الخارجية الأمريكي: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوّض جهود وقف إطلاق النار    سفير المغرب في حفل الذكرى 26 لعيد العرش: علاقتنا مع مصر أخوة ضاربة في عمق التاريخ    أحمد كرارة يوجه رسالة لشقيقه بسبب "الشاطر"    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    أمريكا تحظر منح تأشيراتها لأعضاء منظمة التحرير ومسئولى السلطة الفلسطينية    مسؤول أمريكي: شروط ترامب عدم وجود حماس للاعتراف بالدولة الفلسطينية    في مباراة يوكوهاما ضد ليفربول .. محمد صلاح يتلقى هدية غير متوقعة    رئيس الوطنية للانتخابات يدعو المصريين للمشاركة فى انتخابات مجلس الشيوخ    "قوافل" تكشف عن مشروع "Tri-Hub": مجمع ذكي متعدد الاستخدامات في قلب القاهرة الجديدة    القليوبية تحتفي بنُخبَتها التعليمية وتكرّم 44 من المتفوقين (صور)    عودة نوستالجيا 90/80 اليوم وغدا على مسرح محمد عبدالوهاب    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    تدريبات تأهيلية لثلاثي الزمالك على هامش ودية غزل المحلة    توتنهام يسعى لضم بالينيا من بايرن ميونخ    ريبيرو يستقر على مهاجم الأهلي الأساسي.. شوبير يكشف التفاصيل    وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يشهد توقيع مذكرة تفاهم لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق (EHVRC)    مدير أمن الفيوم يعتمد حركة تنقلات جديدة في أقسام وإدارات المباحث بالمحافظة    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    معاقبة شقيق المجني عليه "أدهم الظابط" بالسجن المشدد في واقعة شارع السنترال بالفيوم    وزارة الداخلية تضبط طفلا يقود سيارة ميكروباص فى الشرقية    محافظ سوهاج يبحث استعدادات انتخابات مجلس الشيوخ ويؤكد ضرورة حسم ملفات التصالح والتقنين    واشنطن تبلغ مجلس الأمن بتطلع ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا 8 أغسطس    وزير الثقافة يشارك باحتفالية سفارة المملكة المغربية بمناسبة عيد العرش    الخميس 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات "مهرجان الصيف الدولى"    وزير الخارجية اللبناني يبحث مع مسئولة أممية سبل تحقيق التهدئة في المنطقة    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    وكيل صحة شمال سيناء يبدأ مهامه باجتماع موسع لوضع خطة للنهوض بالخدمات الطبية    طريقة عمل الدونتس في البيت زي الجاهز وبأقل التكاليف    "قريب من الزمالك إزاي؟".. شوبير يفجر مفاجأة حول وجهة عبدالقادر الجديدة    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    17 برنامجًا.. دليل شامل لبرامج وكليات جامعة بني سويف الأهلية -صور    المشدد 3 سنوات ل سائق متهم بالاتجار في المواد المخدرة بالقاهرة    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    تعرف على كليات جامعة المنيا الأهلية ومصروفاتها في العام الدراسي الجديد    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    القنوات الناقلة لمباراة برشلونة وسيول الودية استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    "يحاول يبقى زيهم".. هشام يكن يعلق على ظهوره في إعلان صفقة الزمالك الجديدة    محافظ المنوفية: تكريم الدفعة الرابعة لمتدربي "المرأة تقود في المحافظات المصرية"    البورصة: تغطية الطرح العام للشركة الوطنية للطباعة 23.60 مرة    تعليقا على دعوات التظاهر أمام السفارات المصرية.. رئيس حزب العدل: ليس غريبا على الإخوان التحالف مع الشيطان من أجل مصالحها    محافظ المنيا: تشغيل عدد من المجمعات الحكومية بالقرى يوم السبت 2 أغسطس لصرف المعاشات من خلال مكاتب البريد    4 تحذيرات جديدة من أدوية مغشوشة.. بينها "أوبلكس" و"بيتادين"    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    الصحة: المرور على 1032 منشأة صحية وتدريب أكثر من 22 ألف متدرب    حرام أم حلال؟.. ما حكم شراء شقة ب التمويل العقاري؟    بالأسماء إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بصحراوى المنيا    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    البابا تواضروس يشارك في ندوة ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    "الأكثر تاريخيا".. ميسي يواصل تسجيل الأرقام القياسية في كرة القدم    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    حنان مطاوع تودع لطفي لبيب: مع السلامة يا ألطف خلق الله    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثالثة)
نشر في اليوم السابع يوم 03 - 09 - 2009


الطريق إلى قصر العروبة
قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الثالثة)
2- الأحزاب
عناوين الحوار..
=د.أسامة الغزالى حرب: الرئيس القادم إلى قصر العروبة عسكرى
= (الموبايل) أقوى حزب فى مصر الآن
= ليس لدينا حزب يمكنه حشد مليون مواطن فى الشارع ولا نص مليون بينما الأحزاب اللبنانية تستطيع ذلك رغم صغر الدولة
= سألته عن إمكانية وصول مرشح مستقل للحكم فقال: إزاى والحزب الوطنى مسيطر والإعلام الحكومى هذا حاله والداخلية تشرف على الانتخابات
= مصر الآن فى أزمة غير مسبوقة منذ أيام محمد على
= أحذر من التفاوت الطبقى والاجتماعى الحالى الذى لم يحدث منذ عهد المماليك وينطوى على قوى تدميرية يمكن أن تنطلق فى أى لحظة
= لهذه الأسباب: نحتاج نظام سياسى مختلف وليس حاكماً مختلفاً
المقدمة:
تعد الأحزاب إحدى القوى المؤثرة والفاعلة فى مسألة اختيار الرئيس المصرى القادم وقد زادت أهميتها النسبية بعد تعديل المادة 76من الدستور التى جعلت اختيار رئيس الجمهورية يتم عبر الاقتراع الحر المباشر بين مرشحى الأحزاب الممثلة برلمانيا بحصة حددها الدستور أو من خلال المستقلين وفق شروط محددة، ونتيجة لذلك صارت الأحزاب هى البوابة الشرعية – إذا جاز التعبير- لكل من يرغب فى الدخول إلى قصر العروبة.
وهذه هى الميزة الوحيدة التى تتميز بها الأحزاب عن بقية القوى الأخرى المؤثرة من زاوية امتلاكها الإطار الشرعى والقانونى، ليس أكثر من ذلك، لأن الواقع العملى يؤكد أنها – أى الأحزاب – لا تملك التأثير الفعلى أو العملى فى حياتنا السياسية، وهذا ما أكده الدكتور أسامة الغزالى حرب عندما ذكر بعدم قدرة أى حزب على حشد مليون مواطن أو نصف هذا الرقم فى الشارع مثلما تفعل الأحزاب اللبنانية.
والمفارقة أن الدكتور الغزالى حرب هو فى نفس الوقت رئيس أحد الأحزاب (الجبهة الديمقراطية)، لكن الموضوعية تقتضى القول، إنه أحدث حزب على الساحة ولم يحن الوقت بعد لتقييمه.. لنذهب إلى السطور التالية لنعرف ماذا يقول أستاذ العلوم السياسية دكتور أسامة الغزالى عن الأحزاب والرئيس القادم.
= أين تكمن قوة الأحزاب المصرية؟
- قوتها قانونية شكلية نظرية أما من الناحية الفعلية فإن الأحزاب حتى الآن ليست مؤسسات سياسية فاعلة بالمعنى المتعارف عليه، وهى مثل سمك يعيش بدون مياه، وبالتالى نراها قوى ضعيفة وهزيلة.
= هذا هو التوصيف النظرى.. عاوزك تكلمنى عن الحل العملى؟
- أعتقد أن الدعوة إلى إحداث تغيير حقيقى فى النظام السياسى المصرى نحو مزيد من الديمقراطية الحقيقية يجب أن يشمل الدعوة التى سوف تنقذ مصر قبل أى شىء آخر، لأنها سوف تؤدى إلى نمو الأحزاب سياسياً، وبالتالى يمكن تصور عملية تنافسية سياسية ديمقراطية حقيقية لانتخاب الرئيس، ولا معنى إطلاقا للكلام عن الديمقراطية ما لم يحدث ذلك.
= هل تملك الأحزاب والحركات المعارضة أدوات وآليات للتأثير فى قرار اختيار الرئيس القادم؟
- نظرياً تملك لكن المأساة الحقيقية أن الحزب الرئيسى فى مصر ليس حزباً إنما هو الحكومة وجهاز الدولة والنخبة الحاكمة وقد اتخذت الحزب شكلاً لها، وأرى أن الحزب الوطنى بمعايير الأحزاب السياسية - إلى حد كبير- ليس حزباً.
= إذن ما توصيفه؟
- إذا عدنا إلى أدبيات الأحزاب السياسية فإنها لا تعتبر هذا التكوين حزباً سياسياًَ أى تلك الأحزاب التى تنشا من السلطة.
= وماذا نسميه إذا لم يكن حزبا؟
- هو مؤسسة أقرب إلى نظام الحزب الواحد وفى الدراسات السياسية الحديثة يسمونه نظام الحزب المسيطر أو المهيمن بمعنى أنه ليس حزبا واحدا من الناحية الرسمية لكنه حزبا واحدا من الناحية الفعلية مثلما كان موجودا فى روسيا أو الصين، لكننا هنا ورغم وجود أحزاب أخرى لكنها لا تستطيع واقعيا أن تتولى الحكم وبالتالى فهى مجموعة من الأحزاب الهامشية التى تدور فى فلك حزب واحد اسمه الحزب الحاكم، وأكبر دليل على أن (الوطنى) ليس حزبا، أنه يمكن أن ينفك وينحل فى أى لحظة بل فى ثوان.
= أين تقع الأحزاب بين القوى المؤثرة فى اختيار رئيس مصر القادم؟
- فى إطار الصورة العامة لمختلف القوى السياسية..تبدو الأحزاب موجودة لكن قوتها أو تأثيرها محل شك، لأنه سوف يرتبط فى الفترة القادمة بقدرتها على التواصل مع بقية القوى الأخرى.
= اشرح؟
- أعنى أن قدرتها ستزيد بمدى التنسيق أو التعاون مع قوى أخرى مثل الإخوان المسلمين، مما يعنى أن الأحزاب السياسية فى ذاتها ربما لا تكون مؤثرة لكن قد تكون عنصراً مرجحاً لا يمكن إغفاله.
= متى تصبح الأحزاب عنصرا مرجحا؟
- إذا تحالفت أو أعطت شرعية بشكل أو بآخر لأى من القوى الأخرى، وهذه مسألة مهمة لأن الأحزاب السياسية يفترض أن تلعب دورا أساسيا من الناحية الرسمية لكنها القوى التى يفترض أن يكون لها شرعية فى دعم هذا أو ذاك، ولذلك قدرتها على المناورة السياسية بما لا يتجاوز وزنها السياسى الحقيقى سيكون عنصرا مؤثرا فى تحديد مصير الرئاسة.
= حدثنى عن القوى الرئيسية التى جاءت بحكامنا الأربعة للحكم؟
- بالنسبة لمحمد نجيب فقد قامت الثورة بتصديره للشعب كحاكم لمصر أما عبد الناصر فقد حسم صراع القوى داخل الجيش مسألة اختياره، أما السادات، الذى حسم شرعيته هو أنه امتلك السيطرة على القوات المسلحة والحرس الجمهورى، مما يؤكد على أن الاستناد إلى القوى الحقيقية هو العنصر الحاسم فى هذه القضايا، وهذا أحد أسرار عبقرية السادات.
= كيف؟
- لأنه أيقن أن الاستناد إلى القوات المسلحة والأمن مسألة أساسية فى حسم السلطة.
= ماذا عن الرئيس مبارك؟
- تولى مبارك الحكم بشكل هو الأقرب إلى المصادفة التاريخية، ولاشك أن الدعم الأساسى لمبارك كان من المؤسسة العسكرية وأيضا من الشرعية السياسية الشكلية والتى كانت سائدة وقتها، خصوصا أنه جاء للحكم فى أزمة وخطر حقيقيان وبالتالى كان هو الاختيار الآمن والأساسى الذى يريح الجميع.
= ما هى توقعاتكم عن القوى المرجحة للحاكم القادم؟
- بالقياس إلى أوضاع القوى النسبية ستظل القوى العسكرية هى المرجحة ومع تغير الظروف سيظهر بالطبع لاعبون آخرون، لكن لاشك أن قواهم العملية والفعلية لا ترقى إلى منافسة القوى العسكرية.
= إذا كان للأحزاب ثقل فى مسألة تحديد القادم للحكم...فهل يمكن تحييدها؟
- ينبغى أولا الحديث عن دور الأحزاب السياسية كما ينص عليه الدستور وقدرتها على تقديم مرشح للرئاسة، وثانيا دور الأحزاب بشكل عام فى تحديد المسار، أعتقد أنه حتى هذه اللحظة سيظل دور الأحزاب هزيلا.
= لماذا تراه هزيلا؟
- دعنى أسألك سؤالاً: هل يستطيع أى حزب فى مصر أن يحشد مظاهرة فى الشارع يسير فيها نصف مليون مواطن.. أشك فى ذلك، رغم توافر الظروف الملائمة من عدد سكان ضخم وتوافر الدافع، ولو خرجت هذه المظاهرة فإنها ستتم بجماهيرية وعفوية.
= نشاطركم الأحزان فيما وصلتم إليه، لكن إيه الحل؟
- عشان تعرف حجم هشاشة الأحزاب فى مصر وقدرتها على الحشد أرجو أن تقيسه بقدرة الأحزاب اللبنانية والتى يمكنها حشد مليون مواطن إذا أرادت فى بلد لا يتجاوز عدد سكانه الخمسة ملايين.
= ما الذى أدى بأحزابنا إلى هذه الحال مقارنة ببلد صغير مثل لبنان؟
- لبنان فى التحليل النهائى - وأيا كانت العيوب- يتمتع بحد أدنى من ملامح العملية الديمقراطية ومن فاعلية الأحزاب السياسية رغم وجود عيوب داخل الأحزاب اللبنانية.
= زى إيه؟
- كونها أحزابا طائفية ويستند معظمها إلى الخارج ولكن تظل فى النهاية تعبير عن عملية ديمقراطية من نوع ما.
= عودة إلى مصر وسؤالى: ما الذى أدى بأحزابنا إلى هذه الحال مقارنة ببلد صغير مثل لبنان؟
- لا يمكن أن تنشأ الأحزاب الا فى مناخ ديمقراطى والذى لا يزدهر بدون أحزاب.
= هل تستطيع الأحزاب والحركات المعارضة أن تقدم مرشحا ينافس بقوة على منصب الرئيس؟
- عمليا صعب، ولنفترض حدوث فراغ مفاجيء فى السلطة وقدم كل حزب مرشحه، سنلاحظ أن نجاح هذه العملية التنافسية يرتبط أولا بوجود فرصة متكافئة للمرشحين للوصول للناس وعرض برامجهم، ولا أعتقد أن هذه الفرصة المتكافئة ستكون موجودة فى ظل النظام السياسى الحالى إذا ظل الوضع كما هو عليه.
= وما الذى هو عليه؟
- الحزب الوطنى بسيطرته، والإعلام الحكومى بنوعيته.. والعملية الانتخابية تجرى تحت إشراف وزارة الداخلية... فكيف نتخيل التغيير؟
= فين المشكلة؟
- فى ضمان نزاهة هذه الانتخابات، ومن العبث تصور قيام نظام حقيقى وديمقراطى لاختيار رئيس للجمهورية فى ظل الوضع الحالي.
= لكن ما تنفى وقوعه حدث فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة؟
- فى دهشة سريعة سألنى: إيه ده اللى حدث؟
= حدث أن كل حزب قدم مرشحا واحتل مرشحا الغد والوفد المركزين الثانى والثالث فى الترتيب بعد الرئيس مبارك.
- رغم عيوب التجربة إلا أنها شهدت انفراجة محدودة، لكننا رأينا آثارها.
= كلامك يعنى عدم حدوث تقدم رغم مرور السنوات على هذه الانتخابات.
- بل رجوع وتأخر.
= ما مدى التنسيق بين الأحزاب وبقية القوى المؤثرة فى ملف الرئاسة القادمة؟
- أى حزب ليس له معنى أو هدف دون سعى للتأثير فى العملية السياسية، ليس فقط من خلال تقديم مرشحيه لمجلسى الشعب والشورى، إنما أيضا فى التأثير على انتخاب رئيس الدولة، ونظريا على الأحزاب أن تعد نفسها وتكون مواقفها منذ الآن، ولا نتصور حزبا حاليا على الساحة ليس له رأى ورؤية فى مسألة انتخاب رئيس الجمهورية.
= هو ليه إجابتك يا دكتورعلى أسئلتى حول الأحزاب تبدأ بجملة (ومن الناحية النظرية)..هى الأحزاب دى مافيش فى ايديها حاجة تعملها الا النظرى فقط؟
- للأسف نعم، ولقد طالبت الأحزاب المصرية فى أحد مقالاتى منذ عام تقريبا باعداد مرشحيها للانتخابات الرئاسية القادمة منذ الآن، وأن تبحث المسألة بجدية، ولنأخذ من أمريكا مثالا.
= إزاى؟
- كل حزب يبحث بشكل دائم عن الشخصيات التى سيرشحها فى انتخابات الرئاسة مثل هيلارى كلينتون وأوباما اللذين يتنافسان على الترشيح الداخلى للحزب الديمقراطى، وليس على الترشيح القومى مع منافسى بقية الأحزاب، وفى بريطانيا يحتفظ حزبا العمال والمحافظين بأسماء مرشح أو اثنين يمكن تقديمهما للمنافسة على رئاسة الوزراء القادمة
= ماذا عن مصر؟
- ينبغى على كل حزب - خصوصا الذى يحق له تقديم مرشحا للرئاسة وفقا للدستور الحالي- ومنذ الآن بحث هذا الموضوع بجدية، بل وتقديم اسم أو اثنين للمنافسة الداخلية للحصول على موافقة الحزب للترشيح على رئاسة الجمهورية القادمة.
= اسمان مرة واحدة...قلبك أبيض
- وما الذى يمنع؟.
= دعنى أستخدم طريقتكم فى الإجابة وأقول: نظريا لا يوجد ما يمنع، لكنى دعك من هذا وكلمنى عن إمكانية تنسيق الأحزاب مع بقية القوى السياسية الأخرى؟
- من الناحية النظرية يحق لكل قوى سياسية التنسيق مع الآخرين وعليها بحث هذا الموضوع.
= عدتم مرة أخرى إلى كلمة نظريا..دعنى أسألكم سؤالا آخر: هل تعتقد بوجود صفقات محتملة بين الأحزاب ومرشحون محتملون للرئاسة؟
- السياسة تقبل ذلك
= تدعونى إجابتكم إلى سؤالكم عن قراءتكم لما حدث مؤخرا فى انتخابات المحليات وهل يمكن وصفه بالصفقة بين الأحزاب والحزب الحاكم؟
- لا يمكن وصفها بالصفقة إلا إذا كانت قد تمت عمليا بينهما، وكان هناك اتفاقا مسبقا على شيء معين وساعتها يمكن وصفه بالصفقة.
= يعنى عاوزهم يطلعوا فى وسائل الإعلام ويقولوا لحضرتك وحضرتى أنهم عاملين صفقة مع بعض...تيجى إزاى؟
- أنا سمعت وربما قرأت فى الصحف عن وجود صفقة قد تمت بين الحزب الوطنى وبقية الأحزاب لكن ليس لدى معلومات عن التفاصيل
= دعنا نحلم أن أحزابنا قوية وأن الحزب الحاكم عاوز يعمل معها صفقة بخصوص مرشحه القادم..ما هو شكلها وبنودها؟
- الصفقة معناها الترتيب أو التوافق على مرشح محدد للرئاسة.
= أقصى ما تطمح إليه أحزاب المعارضة حاليا فى ملف اختيار الرئيس القادم - - فى ظل غياب أدوات أو آليات للتأثير فى القرار أو حتى مرشح مقبول جماهيريا- هو الصفقة واحتمال إتمامها كبير جدا.
- أرى أن المسألة أكثر تعقيدا مما ترى.
= كيف؟
- ما مصلحة أحزاب المعارضة للدخول إلى مثل هذه الصفقة
= لأنها تعلم ومتأكدة تماما بأنه لأناقة لها ولا جمل فى الانتخابات الرئاسية القادمة كما أنه لن ينجح لها مرشحا على مقعد الرئيس..إحنا فى مصر يا دكتور
- وما الذى يرغم الأحزاب على عقد صفقة مع الحزب الوطني، خاصة أن بإمكانها عدم تقديم مرشح لها، وأى حزب معارض يدخل إلى هذه الصفقة عليه النظر إلى تأثيرها بعيد المدى على وضعه السياسى بشكل عام، وثانيا الأخذ فى الاعتبار مدى قبول القوى الأخرى لمثل هذه الصفقة.
= لكن القوى الأخرى لا تملك إطارا قانونيا حتى ولو كان شكليا لعقد مثل هذه الصفقات مع الحكم مقارنة بالأحزاب؟
- فى هذه النقطة تحديدا تظهر أهمية القوى التى تملك السيطرة الفعلية وهذه علامة استفهام مفتوحة.
= هل رضاء الأحزاب عن المرشح القادم للرئاسة ضروري..وأرجوك بلاش حكاية (نظريا) لأنها بتعمل لى حساسية فى الحوار؟
- ابتسم وقال: إلى حد ما، فإذا كان هناك دعما من الأحزاب لمرشح بعينه للرئاسة فإن ذلك سوف يسهل له من مهمته تماما، وتلك بديهية لكن يجب ألا يمر ترشيحه بشكل صدامى مع بقية الأحزاب.
= وإذا لم يرضوا أو يقتنعوا اللى فى أيديهم يعملوه؟
- يمكنهم أن يعترضوا بكل الوسائل والأشكال المقبولة قانونا لإبداء اعتراضهم على هذا المرشح أو ذاك.
= وما قيمة الاعتراض؟
- هذا الاعتراض سيعكس وقتها القوة الحقيقية للحزب، لكن قطعا سوف يكون من نوعية العيار الذى لا يصيب لكنه يدوش.
= ما الذى تملكه الأحزاب حاليا؟
- أحزاب المعارضة حاليا لا تستطيع حشد قوى جماهيرية بشكل فعال لتمنع عملية معينة لكنها قوة إضافية أو مساعدة لا أكثر أو أقل.
= ما هى الصفات الواجب توافرها فى شخصية الرئيس القادم من وجهة نظر الأحزاب؟
- مصر الآن فى أزمة، ربما تكون غير مسبوقة منذ أيام محمد على ومن ثم يجب أن تكون هى العامل الحاسم فى تحديد رؤيتنا للحاكم القادم إلى مصر وأود أن أشير هنا إلى التفاوت الطبقى الرهيب والحاصل الآن فى المجتمع.
= كان موجود مثله قبل الثورة؟
- لا أتصور أن مصر قد عرفت مثل هذا التفاوت الطبقى والاجتماعى الحالى منذ عهد المماليك، وهو تفاوت حاد وخطير جدا وينطوى على قوى تدميرية كامنة يمكن أن تنطلق فى أى لحظة وهذه مسألة يجب أن تؤخذ فى الحسبان، وإذا انطلقت فسوف تكون بشكل أو بآخر إضافة لقوة ومصداقية القوات المسلحة.
= كيف؟
- أى تحرك جماهيرى فوضوى شامل معناه دعوة مباشرة أو غير مباشرة للقوات المسلحة للسيطرة على المسرح السياسي، وعندما أتحدث هنا عن القوات المسلحة لا يمكننا إغفال قوى الأمن الداخلى ولكن لا يمكن تصورها – رغم استفحالها - كعنصر حاسم فى مصير الرئاسة لأن ظهور الجيش يحدد دور وحجم بقية القوى الأخرى، وبناء عليه فنحن نريد حاكما يستطيع بالفعل أن يعبر بمصر هذه الأزمة.
= وهل هذا كاف للخروج منها؟
- لا ليس كاف لأن مصر الآن لا تحتاج إلى شخص مختلف بل إلى نظام مختلف، شيء واحد فقط هو الذى سينقذها وهو أن تتحول إلى نظام سياسى ديمقراطى حقيقى بالمعنى المتعارف عليه فى كل البلاد المختلفة.
= وإذا لم يحدث ذلك.....ما النتيجة؟
- سيتدهور الحال أكثر وأكثر أيا كان شخص الرئيس القادم وصفاته الفردية الفذة، لأنه لن يستطيع الإنقاذ طالما استمر النظام كما هو الحال عليه
= لكن شخصية الحاكم المصرى ظلت عنصرا مؤثرا فى مستوى الانجاز بشكل يفوق الموضوع أو النظام كما تسميه؟
- رغم التسليم بما تقوله، فان الحال الآن مختلف تماما بعد وصول الأمر إلى حالة لا يمكن أن نتخيل معها قدرة شخص واحد بمفرده على إنقاذها، وإذا حدث فهذا يعنى أننا أمام شخص له صفات استثنائية أشبه بأن يكون نبيا، وعندما يصعب الوصول إلى شخص من هذا النوع فان الأسهل هو تحقيق نظام ديمقراطى.
= وهل هذا كافٍ؟
- لا يكفى، بل تحتاج مصر لحشد أكبر عدد من عقولها وقدراتها وأكبر قدر من العمل الجماعى لإنقاذها، وهذا أكبر من قوة حزب بمفرده بما فيها الحزب الحاكم، ولدينا العديد من الطاقات الهائلة المبعثرة ولن يتم التنسيق بينها إلا عبر نظام ديمقراطى بالمعنى الحقيقى للكلمة.
= وهل فترة الثلاث سنوات الباقية على الانتخابات الرئاسية القادمة كافية لإنجاز ما تقول؟
- خلال الأربع سنوات الأخيرة بدأ فى مصر تطور طبيعى فى هذا الاتجاه فوجدنا قوى سياسية جديدة والحركات الاحتجاجية إضافة إلى التطور فى وسائل الإعلام وكذلك قوى المجتمع المدنى والأحزاب الجديدة.
= كل اللى بتقوله كلام جميل.. لكن ما هو السيناريو الأفضل للخروج من الأزمة؟
- أفضل سيناريو لمصر هو بقاء الرئيس مبارك فى السلطة مع (حالة الاستقرار) الموجودة فى البلد لمدة ثلاث سنوات أخري، مما يسمح بمزيد من بلورة وتدعيم القوى السياسية الموجودة وعلى رأسها الأحزاب السياسية وحدوث درجة من النضج للحركات التى بدأت تظهر على السطح.
= متى نصل إلى مرحلة نجد فيها حزبين يقدمان للجماهير مرشحا يتنافس للوصول إلى كرسى الرئاسة؟
- يرتبط ذلك بظروف المجتمع ولن يتحقق هذا إلا إذا توافرت النية لدى النخبة الحاكمة فى مصر على إقامة نظام ديمقراطى حقيقى والمشكلة أن ما يقال عن نوايا الإصلاح السياسى أو التغيير الديمقراطي، للأسف غير صحيح فليس هناك نية جادة حتى الآن لإصلاح ديمقراطى حقيقى، وهذه هى المأساة أو مشكلة مصر الكبرى.
= يقال أن (الفيس بوك) هو أقوى حزب فى مصر الآن بعد أن سحب البساط من كل الأحزاب الموجودة؟
- الفيس بوك وما شابهه من منتديات على النت لا يمكن تجاهله وهو مؤثر، بالذات بين الشباب خاصة فى الوظيفة التحريضية على الحركة الجماهيرية وهذه مسألة فى غاية الأهمية لأنه يشكل الآن أداة هائلة للتواصل المعمق بين مجموعات بين الشباب أو ناشطين سياسيا على مستوى البلد كلها.
= لكنه أكثر تأثيراً من الأحزاب؟
- من المبالغة القول بأنه أكبر حزب سياسى فى البلد، لسبب بسيط جدا وهو أن نصف سكان مصر أميون كما أن نسبة المتعاملين بالكمبيوتر والانترنت ليست كبيرة بل أرى أن حزب الموبايل أكبر جدا من حزب الفيس بوك، وفاعلية الرسائل على الموبايل ستكون أقوى كثيرا جدا فى فاعليتها من الفيس بوك.
= من أين سيأتى مرشح الرئاسة القادمة؟
- أغلب الظن أن الرئيس القادم لن يكون إلا شخصاً من القوات المسلحة.
= يعتقد البعض – أنا منهم موافقة أحزاب المعارضة مضمونة بنسبة 100% لمرشح الحزب الحاكم القادم للرئاسة..تعليق؟
- اختلف مع ما تقوله وإن كان كل شىء وارد من الناحية النظرية.
= لكن من الناحية العملية يقوم الحزب الحاكم بتعيين رؤساء الأحزاب المعارضة فى مجلس الشورى كما أن الحزب الوطنى منح أحزاب المعارضة عدد من المقاعد فى المجالس المحلية...المسألة كلها توزيع أدوار.
- ما تقوله لا يعنى أن تؤيد أحزاب المعارضة مرشح الحزب الحاكم، فالمسألة ستكون أعقد من ذلك ولن تمر بهذه البساطة التى تحكى بها.
= الأيام بيننا يا دكتور.
موضوعات متعلقة..
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الأولى)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثانية)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الرابعة)
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الخامسة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة السادسة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة السابعة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثامنة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة التاسعة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة العاشرة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الحادية عشر)
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الثانية عشر)
محمد على خير يكتب: مفاجأة: الأسهم التى سيمتلكها المصريون ليست مجانية
محمد على خير يكتب: ملاحظات مهمة حول بيان النائب العام فى قضية سوزان تميم..
محمد على خير يكتب: فى حريق الشورى حضر رئيس الجمهورية والوزراء وفى كارثة المقطم حضر محافظ القاهرة فقط
محمد على خير يكتب: لماذا رفعت الحكومة يدها عن دعم أكبر رجل أعمال فى مصر؟
محمد على خير يكتب: لماذا يمسك رشيد منتصف العصا فى قضية احتكار الحديد؟
محمد على خير يكتب: دولة جمال مبارك التى رحل عنها (عز)
محمد على خير يكتب: 3 سيناريوهات تحدد مصير مجموعة طلعت مصطفى إذا تمت إدانة هشام
محمد على خير يكتب: عمليات شراء واسعة لأراضى طريق مصر إسكندرية الصحراوى
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الخامسة)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.