سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير كوبا لدى القاهرة: تقديم مشروع قرار للأمم المتحدة لإنهاء الحصار الأمريكى علينا نهاية أكتوبر.. ونعتمد على مصر للتصويت لصالحنا.. واستمرار العقوبات "عار" و"إبادة جماعية" ينبغى وضع نهاية لها
تحدث سفير كوبا بالقاهرة، أوتو فيلان عن عزم بلاده تقديم مشروع قرار للمرة الثانية عشرة على التوالى بعنوان "ضرورة إنهاء الحصار الاقتصادى والتجارى والمالى الذى تفرضه الولاياتالمتحدة على كوبا"، إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة 29 أكتوبر المقبل، قائلا، نحن نعتمد على مصر وباقى الدول فى تقديم الدعم لنا والتصويت لصالحنا مثلما فعلت قبل ذلك، "ومصر دولة صديقة لم تطبق أبدا أو تقم بعمل يساعد الحصار". وأضاف فيلان فى مؤتمر صحفى عقد اليوم الخميس، فى مقر إقامته أن استمرار فرض الحصار الذى بدأ قبل 53 عاما، منذ تطبيق سياسة الخنق الاقتصادية الأمريكية على كوبا فى 1960، "عار وبمثابة الإبادة الجماعية وينبغى وضع نهاية فورية له، فالكوبيون يعانون، وهناك نقص فى التعليم والصحة والعلاج، ولا يمكن أن تستمر هذه السياسة الأمريكية". وعن كيفية مساعدة مصر لكوبا فى سعيها للتخلص من الحصار الأمريكى، قال فيلان، إن أهم شىء تسطيع مصر تقديمه هو صوتها فى الأممالمتحدة والعام الماضى على سبيل المثال، "أعطى مندوب مصر الدائم فى الأممالمتحدة صوت بلاده لكوبا وأكد أن الحصار ينبغى أن يرفع الآن وضاع وقت كثير. لافتا إلى أن مصر بلد لها تاريخ، ورغم أن اقتصادنا ليس فى حالة جيدة، نتيجة لسوء الحالة الاقتصادية التى عانت منها كوبا على مدار ال20 سنة الماضية، لكننا نعمل على زياد الروابط بينا وتبادل المنتجات، ومصر تستطيع أن تستثمر فى كوبا وتبيع منتجاتها هناك، لاسيما وأن هافانا يمكن أن تبيع للقاهرة المنتجات التى توصلها إلى الأسواق العالمية، وكوبا تقدمت فى الطب والتكنولوجيا، ولدينا مئات من الأدوية التى تنتج فى كوبا ولدينا أمصال ضد السرطان والسكرى وأدوية أخرى للقلب. لذلك هناك فرص متزايدة وأعتقد أن هناك نقاطاً مشتركة بين الدولتين، فضلا عن وجود توافق وتقارب بين الشعبين". وعن المضايقات التى تتعرض لها كوبا إثر الحصار، قال السفير الكوبى، إن الحصار يؤثر على حياة المواطن اليومية وتقدم البلاد بوجه عام، لأنه يشمل دولاً أخرى، فلا يمكن مثلا لدولة تستورد من كوبا السكر، أن تبيع الحلوى إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أن هناك دواء جديداً للسرطان، اسمه Vidatox مستخلص من سم العقارب الكوبية ولا يمكن استخدامه بسبب الحصار، حتى إن المواطنين الأمريكيين لا يمكن أن يذهبوا إلى كوبا. وعن تأثير الحصار، قال فيلان إن الشعب الكوبى يواجه خسائر اقتصادية جسيمة، بلغت حتى أبريل الماضى، بعد مرور خمسة عقود على الحصار، 1157327000000 دولار أمريكى، إذا تم الأخذ فى الاعتبار انخفاض قيمة الدولار مقابل قيمة الذهب فى السوق الدولى، واستمراره يتعارض مع القانون الدولى ورغم أن 188 دولة صوتت عام 2012 لصالح قرار إنهاء الحصار، إلا أن دولتين فقط من اعترضتا عليه، وبالطبع أمريكا على رأسهما، على حد قول السفير. ومضى فيلان يقول إن الحصار عائق كبير للتطور فى دولتنا، وفى 2009، قال أوباما إن الوقت حان لعلاقة جديدة مع كوبا، ولكن لم يحدث أى تغير إلا للأسوأ، فالحصار مستمر، ولا يمكننا تحويل أموالنا إلى دولارات، ولا يمكننا أن نحصل على قروض من البنك الدولى، لأن الولاياتالمتحدة تفرض عقوبات على البنوك والدول التى تتعامل مع كوبا. وكمثال آخر على أشكال الحصار المفروض على كوبا، فى أبريل 2013، منع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) المنظمة غير الحكومية البريطانية "Cuba Solidarity Campaign" من شراء 100 نسخة من كتاب "الحرب الاقتصادية ضد كوبا"، للكاتب سليم العمرانى، الذى يتناول الحصار الأمريكى من منظور تاريخى وقانونى ونشرته دار "Monthly ReviewPress" للنشر الموجودة بنيويورك. وتطلب البنوك، يضيف السفير، أموال أكثر من كوبا لضمان أى تحويل للأموال، قائلا: "نحن لا نصدر أسلحة ونحن لا نصنع الحرب، بل نرسل أطباء وممرضين للعمل من أجل العالم، ونحن دولة صاحبة سيادة ولدينا الحق لنتحدث كدولة لأننا دولة متساوية، والحصار ينبغى أن يتم رفعه". وعن توقعاته لقرار الجمعية العامة بشأن كوبا، قال فيلان، إن مجلس الأمن فقط يمكنه أخذ القرارات، والدول جميعا تصوت لرفع الحصار، والولاياتالمتحدة لا تقبل أن تكون كوبا دولة صاحبة سيادة، وستعترض على القرار، ولكننا لن نيأس، وما يحدث إبادة جماعية. وعما إذا كانت المعارضة فى الولاياتالمتحدة يمكنها أن تكون جزءا فى رفع الحصار، قال السفير الكوبى إن المعارضة هناك ليست على القدر الكافى من الكفاءة، لتوقفه الحصار واصفا النظام الحزبى، بأنه نفس الثعلب وله وجهان، ورغم وجود مجتمع مدنى لا يقبل الحصار، إلا أنهم ليس لديهم ثقل سياسى، وكانت هناك مبادرات ليستطيع المواطن الأمريكى زيارة كوبا ولكنها لم تنجح.. وكوبا ليست على أولوية السياسية الخارجية. وأكد فيلان أن "هناك مافيا فى الكونجرس تدفع الأموال لتستمر هذه السياسة داخله وداخل الولاياتالمتحدة.. وأتمنى أن يفتح الإعلام الأمريكى أبوابه للتحدث عن هذه القضية، ورغم أنهم يقولون إنهم منفتحون، إلا أن هذا ليس صحيحا فيما يتعلق بقضية كوبا. وقال السفير الكوبى بالقاهرة إن كوبا تحظى بالدعم الدولى لرفع الحصار، وأبرز الدول التى تساعدها فى هذا الصدد، هم دول أمريكا اللاتينية والكريبى، حتى إنهم فى آخر قمة نظمتها للولايات المتحدة لدول أمريكا اللاتينية باستثناء كوبا، قرروا أن تكون آخر قمة دونها. وأضاف بالقول، إن كوبا تدعم برامج التعليمية، فى جميع دول أمريكا اللاتينية، و"نحن نقسم ما نملكه معه، وكوبا ترأس "سيلاك"، وهى منظمة دولية تضم دول الكاريبى وأمريكا اللاتينية ولا تنضم لها أمريكا وكندا فقط، وتحظى بدعم كبرى المنظمات الدولية مثل الاتحاد الأفريقى، والجامعة العربية ويمكننا أن نكون موحدين فى منظمة واحدة، وعانى شعب كوبا على مدار أكتر من 50 سنة من حصار كبير، والأرقام لن تلخص معاناة الشعب الكوبى، والصعوبات التى يواجهها فى حياته اليومية، ولكننا شعب مناضل، وكريم، وأصدقاء للشعوب، ومتمرد ولدينا ابتسامة نستقبل بها أصدقاءنا، وطريقتنا التى نرفض بها السياسة الأمريكية، حظيت على دعم العالم، تحت رعاية قيادة فيدل كاسترو، والرئيس الحالى راؤول كاسترو فيدل وراؤول هما قائدان دون نقاش للثورة ولا نفرق بينهما. وعما تريده الولاياتالمتحدة من كوبا، قال فيلان إنها لا تريد أن تكون كوبا دولة مستقلة، وذات استقلالية وسيادة مثل الدول الأخرى، وتريد أن تنفذ الحكومة ما تريده، وأن تضع تعديلات تناسب مصالحها، وهذا أمر مرفوض لكوبا وغير قابل للتفاوض. وطالب فيلان الرئيس الأمريكى، باراك أوباما بالإفراج عن المعتقلين الأربعة الباقين فى السجون الأمريكية، واصفا احتجازهم ب"غير الأخلاقى".