توصلت الدراسات الحديثة التى أجراها باحثون بجامعة هارفارد الأمريكية إلى أن النوم الذى يتعامل معه الإنسان بشكل تلقائى، هو فى واقع الحال يلعب دورا هاما فى تنشيط خلايا المخ. حيث أفادت نتائج الدراسات إلى أن النوم يلعب دورا أساسيا فى تذكر أو نسيان الأمور أو الأشياء التى تحدث فى حياة الإنسان وذلك بمساعدة الدماغ على تخزين الذكريات التى تثير فى الإنسان العاطفة والحنين لأشياء معينة أو نسيان أخرى، وذكرت الدراسة أن دور النوم فى الاحتفاظ بالذكريات يتخطى الجانب الميكانيكى للأشياء حيث إن الدماغ يتعين عليها أثناء النوم أن تقوم بتصفية أو تنقية الذكريات حسب أهميتها من الناحية العاطفية، كما أن الدماغ يمكن لها كبت الذكريات المؤلمة والسيطرة عليها. ويشير الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى وأمراض المخ والأعصاب أن ديناميكية عملية النوم لها فوائد كثيرة، بداية من راحة الجسم والعضلات والحفاظ على وزن الإنسان وكذلك الاحتفاظ بلون جلده الطبيعى إلى استعادة النشاط النفسى للإنسان، وعلاوة على ذلك كله فإن النوم يساعد على تخزين وحفظ الذكريات، وعملية التخزين تكون فى أعلى درجاتها بالنسبة للاحتفاظ بالمعلومات التى استقبلها المخ قبل النوم مباشرة، حيث يقوم الإنسان بتذكرها بشكل أفضل، حتى أن الأطباء ينصحون الطلبة بالنوم وعدم السهر لكونه أفضل وسيلة للاحتفاظ بالمعلومة، على عكس ما يظن الكثيرون من أن كثرة الاستذكار حتى لو كان على حساب النوم فهذا مفيد بل إن قلة النوم تجعل الطالب لا يتذكر شيئا مما ذاكره، ولكن العلم أثبت أن عملية النوم هى التى تنعش الذاكرة ويجعلها تعمل بكفاءة فيتذكر الإنسان كل ما حدث بعد أن أخذ قسطا مناسبا من الراحة. وينصح الدكتور جمال بضرورة النوم كل يوم بمتوسط 8 ساعات، ولابد أن يكون النوم فى أوقات مناسبة وثابتة إلى حد كبير، لأن هذا من شأنه تجديد كافة خلايا الجسم، لذا يعد العلماء أن النوم عملية ضرورية تأتى على قمة الهرم للاحتياجات الفسيولوجية للإنسان.