تحدثت قناة فرانس 24، على موقعها على الإنترنت، عما إذا كان الفريق أول عبد الفتاح السيسى سيصبح رئيس مصر فى المستقبل، وقالت إن واحدا من أكثر الأسئلة التى يتم طرحها فى مصر اليوم هو ما إذا كان السيسى، الذى يحظى بشعبية واسعة، سيترشح للرئاسة. ويضيف التقرير، قائلا إنه على الرغم من أن الانتخابات لم تقرر قبل حلول العام المقبل، فإن هناك حملة دعائية لحشد الدعم للسيسى تمضى على قدم وساق منذ عدة أسابيع. وما بين الإعلانات التجارية، "الجروبات" التى تم إنشاؤها عبر الفيس بوك، والملصقات فى الشوارع، فإن مصر على ما يبدو أصبح لديها "حمى السيسى". وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام المحلية تعبر أيضا عن الدعم الواسع لتولى السيسى الرئاسة، كما أن هناك جماعات مختلفة، من بينها واحدة تسمى "السيسى رئيسا"، تحشد من أجل ترشح الفريق، وتجمع توقيعات على أمل أن تقنعه الملايين بأن يفعل ذلك، برغم حقيقة أن السيسى نفسه نفى الطموح فى هذا الشأن. ونقلت "فرانس 24" عن مصرى الفقى، الباحث فى الجغرافيا السياسية بجامعة باريس، قوله إنه من الواضح أن هذه الحملات مدبرة ولو جزئيا على الأقل من قبل السلطات. ويضيف أن الجبهة الموالية للسيسى اشتعلت لأن الفريق محبوب جدا فى مصر، فهو يحظى بشعبية بلا شك، ولا يجب أن ينسى أحد أنه فى الشرق الأوسط، وفى الدول التى لا تزال تتعلم الديمقراطية، يحب الشعب أن يرى شخصا موثوقًا به فى السلطة ويكون قادرا على اتخاذ قرارات حاسمة. وعن مقارنة الكثيرين بين السيسى وعبد الناصر، يقول "الفقى" إن كلا الرجلين ناضلا ضد الإخوان المسلمين، بما يجعل السيسى المرشح المفضل بين المصريين الذين يتطلعون لخليفة عبد الناصر. من جانبه، قال دبلوماسى مصرى، عمل فى أوروبا فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، إنه نظرا لشعبية الفريق، سواء كان حقيقية أو مبالغًا فيها من قبل الإعلام الذى تراقبه الدولة، فإن السيسى لا يواجه منافسا، فلا أحد لديه نفس الشرعية فى هذه اللحظة. وأضاف الدبلوماسى، الذى رفض الكشف عن هويته، قائلا إنه وفقا للظروف الحالية فى مصر، فإن من حق السيسى الترشح. فالوضع الداخلى، ولاسيما الأزمتين الأمنية والاقتصادية، يصبان فى مصلحته لأن الشعب فى حاجة إلى زعيم قوى، وهذا يتناسب مع الرجل الذى لعب دور المنقذ فى الإطاحة بالإخوان المسلمين. فضلا عن ذلك، فإن أى مرشح رئاسى آخر سيحكم، لو تم انتخابه، فى ظل السيسى، ما لم يقم بتهميشه، وهو أمر لا يمكن تخيله اليوم. وتوضح "فرانس 24": "حتى عمرو موسى الشخصية البارزة فى معارضة حكم مرسى، والمرشح الرئاسى السابق، اعترف بأن السيسى سيفوز لو ترشح. ويبقى أن نرى إذا ما كان الفريق سيستجيب للضغوط أو يقنع أحد أقرب حلفائه بالترشح". ويخلص "الفقى" قائلا: إن التاريخ المصرى ملئ بنماذج لمن أقسموا بأنهم ليسوا مهتمين بالحكم قبل أن يصبحوا رؤساء، ولا شىء سيمنع السيسى من الاستقالة من منصبه فى الجيش من أجل خوض الرئاسة، ولو اختار أن يفعل ذلك وفاز فيتعين على المصريين أن يتأكدوا من مراقبة الانتخابات عن كثب.