فى مثل هذه الأيام العظيمة أنجزنا نصرا تاريخيا فى حرب أكتوبر المجيدة، وأذهلنا به العالم أجمع, والذى يمر عليه اليوم الذكرى الأربعون. فكلما عادت نسمات هذا الشهر الخريفى العظيم.. استرجعنا ذكريات العبور والنصر والعزة والمجد والفخر. ولكنه هذا العام يأتى مختلفا، ويكون له مذاق آخر ومختلف, فهو الذكرى الأولى بعد إطاحة رئيسين فالأول المخلوع مبارك, نجد أنه من أسوأ عصور مصر, حدث ولا حرج, انتشار الأمراض أمراض السرطان والفشل الكلوى، والكبد الوبائى، وأمراض القلب وأمراض الدم.. إلخ.. وزيادة الجهل والأمية بين الشعب, والبطالة, وأزمة الإسكان, وانهيار البنية التحتية لمرافق الدولة, وجاءت ثورة 25 يناير المجيدة لتطيح به، ومن معه من الحاشية الفاسدة المستبدة الظالمة التى نهبت ثروات مصر. أما المعزول مرسى جاء معه خراب ما بعده خراب, أزمات حدث ولا حرج , سولار, رغيف خبز, مواصلات, ارتفاع طابور البطالة , انهيار عمارات, حوادث قطارات, خطف جنود, ضياع هيبة الدولة , العفو عن إرهابيين, دستور تم بالليل لم يتوافق عليه شعب مصر , ورغم ذلك تم رغم أنف الشعب المصرى المقهور فى زمان المعزول مرسى. ولم نر من المعزول مرسى أى رؤية ورؤى للمستقبل سوى كلمة إرث مبارك, ومشروع النهضة الهولامى الكارثى الخيالى, وشعار نحمل الخير لمصر, ولم نر خيرا ولا يحزنون, كلها شعارات رنانة لم تجلب لمصر وشعبها سوى الانقسام بين المصريين ليتجاوز الشارع المصرى وقواه السياسية، والدينية لتدخل وتقتحم الأسرة المصرية فى سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر, وجاءت ثورة 30 يونيو لتطيح به والجماعة الفاشية, وتحظر هذه الجماعة الفاشية التى أرادت تقسيم مصر , وأخونتها , وتجعلها تابعة للتنظيم الدولى الإخوانى الفاشى الغاشم الذى لا يعترف بوطن. مبارك المخلوع , ومرسى المعزول , والجماعة المحظورة أجرموا فى حق مصر وشعبها الطيب المسالم المطحون المفروم المهلك المعدم , والذى لم ير منهم إلا الخراب والأزمات والأمرا, التاريخ لن يرحمكم على ما فعلتموه بمصر وشعبها , فلتذهبوا بدون رجعة إلى الأبد ولا رد الله أيامكم الأسود من السواد, والتى خربت مصر وإضاعة هيبتها وقسمت شعبها. ولكننا قادرون على استرجاع ما نهب، واستعادة كل شىء ولتعود مصرنا العظيمة بجيشها الأعظم الذى حمى تراب هذا الوطن حفظ الله جيشنا وحفظ مصرنا الحبيبة من كل شر فالاحتفال بنصر أكتوبر بعد الثورة له مذاق خاص فنحن نحتفل بانتصار مصر على العدو الذى احتل أرضنا. ويأتى ذلك مع الاحتفال بثوارتنا، التى قام بها الشعب وحمتها القوات المسلحة. فعبرنا بمصر إلى مرحلة الديمقراطية والحرية بعد فساد واضطهاد وظلم طال وطال أعواما كثيرة. فاليوم هو احتفالان وليس احتفالا فقط.. وجميعنا نشعر بالفخر والعزة والكرامة عندما نستمع فقط عن حرب 6 أكتوبر، فهو فخر لكل عربى وليس فقط لكل مصرى. فدعونا ندعو ونترحم لمن كانوا سبباً فى انتصارنا فى حرب أكتوبر المجيدة العظيمة، الذين بدمائهم حطموا خرافة أسطورة إسرائيل إلى الأبد. فشكرا لكم أيها الأبطال الأقوياء الذين صابروا وجاهدوا ولن يقهروا.فحقا نحن شعب لا يقهر وذات معدن أصيل وقادرون على أن نبحر كل الأزمات وجميع الشدائد. وقد شارك الجميع فى هذه الحرب العظيمة.. ولم يحاول أحد أن ينسبها لنفسه، ولن نتناسى أو ننسى أحداً فلا نبخس من قدر الأبطال حتى ولو كانوا أبطالا يقفون خلف الأسوار, كمثل الثورة فالكل شارك ولا يستطيع أحد أن يختطفها لنفسه فملحمة أكتوبر ملحمة مصرية متكاملة.