وصف تقرير أمريكى القيادى الفلسطينى البارز وعضو حركة فتح مروان البرغوثى بأنه "منقذ فلسطين"، وقال التقرير إن السنوات التى قضاها البرغوثى بسجون الاحتلال الإسرائيلى إلى جانب قيادات حركة حماس، أكسبته احترام الحركة الإسلامية، إلى جانب اعتراف إسرائيل بقدرته على جمع الفلسطينيين ودفع مفاوضات التسوية. وقالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية فى تقرير لها الجمعة: "هناك اعتراف متزايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين بأن القبول الواسع الذى يحظى به البرغوثى ونزعته الإصلاحية تقدمان أفضل التطلعات للسلام". وأشارت إلى أن هناك إمكانية للإفراج عنه مع الانتخابات القادمة، ضمن صفقة للأسرى مقابل الإفراج عن الجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط رغم أن هذا الأمر يواجه انقساما داخل إسرائيل. وتابعت المجلة فى تقريرها الذى اطلعت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: "السياسيون فى إسرائيل يرون البرغوثى أفضل أمل لتعزيز المعسكر القومى ضد حماس، وهذا للمفارقة يعود إلى العلاقات الوثيقة مع الحزب المعارض (حماس) وقدرته على التأثير عليهم". وقالت كاتبة التقرير جوان مورت إن حاييم أورون عضو الكنيست، ورئيس حزب ميريتس الذى يصنف بأنه من "حمائم إسرائيل" أخبرها بأن "فتح فى حاجة لقائد، وبحسب كل الاستطلاعات والمعلومات التى لدينا، فإن مروان هو زعيم المعسكر القومى، وليس زعيم فتح فقط". ولفتت المجلة إلى أن أورون يزور البرغوثى فى السجن بانتظام ولديه علاقات جيدة مع حلفائه فى الضفة الغربية. وقال أورون للمجلة إن من أهداف البرغوثى "إيجاد حل دولتين وإنهاء الصراع مع إسرائيل ووجود دولة إسرائيلية ليبرالية، ويستطيع مروان أن يجمع كل الفصائل ويخلق بنية جديدة للهوية الوطنية تشمل جانبا من حماس، والجماعات الكبرى، والمثقفين والعلمانيين". ومن جانبه قال قدورة فارس، الذى وصفته المجلة بأنه "يعد عيون وآذان البرغوثى على ما يجرى خارج السجن" قال فى تصريح للمجلة: "إذا خرج مروان من السجن، فيمكن لنا أن نجد مناخا جديدا فى غضون عام واحد". لكن المجلة لفتت فى تقريرها إلى أن البرغوثى يواجه منافسة من داخل من وصفتهم ب"حرس فتح الشباب متجسدين فى رجل غزة القوى محمد دحلان". وأردفت: "رغم أن دحلان حصد عددا أقل من الأصوات فى مؤتمر حركة فتح الأخير يقل عما حققه البرغوثى، فإنه عضو نافذ باللجنة المركزية لفتح وهو مقرب لدى الرئيس الفلسطينى محمود عباس". لكن المجلة قالت إن "دحلان ليس واعدا بنفس القدر مثل البرغوثى داخل فلسطين وخارجها"، ونقلت عن فارس قوله إن "دحلان يمثل مشكلة بالنسبة للشعب لأنه لم ينجح فى إقناع أغلبية الفلسطينيين بأنه نظيف". وعلقت المجلة بأن "سمعة دحلان ستصم فتح فى وقت تسعى فيه إلى الإصلاح الداخلى الشامل. والأكثر من هذا أن حماس تحتقر دحلان، لأنه صنع اسمه بتحركاته الصارمة ضد قادتها وتعذيبه المزعوم لهم".