قال السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية فى كلمة ألقاها نيابة عن وزير الخارجية نبيل فهمى أمام الاجتماع رفيع المستوى للدورة الرابعة والستين للجنة التنفيذية لمفوضية اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة فى جنيف، والذى عقد اليوم، إن نظرة على حجم مشكلة اللاجئين السوريين تكشف حجم الكارثة الإنسانية الضخمة ذات الآثار الضخمة على استقرار المنطقة. وأضاف أن عام 2013 شهد طفرة كبيرة فى عدد السوريين الوافدين، إلى مصر حيث تقدر الحكومة، أن أكثر من 300 ألف سورى يقيمون حاليا فى مصر منهم، حوالى 124 ألفا تم تسجيلهم أو بانتظار التسجيل، من قبل المفوضية العليا لشئون اللاجئين، ولفت إلى أن هذا الرقم لا يشمل عددا كبيرا من السوريين، كانوا يقيمون بالفعل فى مصر قبل الأزمة الحالية فى سوريا. فى ذات الإطار، أكد السفير ناصر كامل فى الكلمة، أن مصر أخذت على نفسها، أن تبذل قصارى جهدها لتقديم المساعدة للأشقاء السوريين، مشيرا، إلى أن التطورات الحالية تثبت بما لا يدع مجالا للشك وجود حاجة ماسة لتضافر جهود المجتمع الدولى للتصدى للمحنة الإنسانية السورية، خاصة، أن المساعدات المقدمة إلى النازحين داخليا فى سوريا، أو من لجأوا إلى البلدان المجاورة مازالت عند الحد الأدنى. وقال مساعد الوزير، إن التحدى الهائل المتمثل فى استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين يأتى فى وقت تشهد فيه العديد من البلدان فى المنطقة اضطرابات سياسية، واجتماعية عميقة وبما يضع عبئا هائلا على موارد تلك الدول المحدودة، ونوه إلى أنه بالرغم، من أن مصر بلد كبير وذات تعداد سكانى ضخم، فإن تدفق اللاجئين السوريين إليها خلال العامين الماضيين قد ترك أثرا على القدرات الحكومية، وكذلك على قطاعات التعليم، والصحة، والغذاء على التوالى، كما شكل هذا التوافد ضغطا أيضا على مسئوليات الحكومة الإدارية، كما أن بعض المناطق التى يتواجد بها اللاجئون السوريون شهدت ضغطا على وسائل النقل العام، وكذلك المواد الغذائية وتكاليف السكن وإدارة النفايات والحفاظ على المناطق العامة. وشدد مساعد وزير الخارجية، على أن مصر لا تزال ملتزمة بضمان جميع الاحتياجات الإنسانية لجميع اللاجئين السوريين، على أراضيها، مضيفا، أنه وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية التى تعيشها مصر حاليا، إلا أنه انطلاقا من الدور الأخلاقى فلن تدخر مصر جهدا لتقديم كل مساعدة ممكنة إلى اللاجئين السوريين الموجودين فيها. وأكد مساعد الوزير، أن وزارة التربية والتعليم فى مصر أعلنت، أن الأطفال السوريين سيكون لهم المساواة فى الحصول على التعليم كما يتلقاه الأطفال المصريون فى العام الدراسى 2013 – 2014، كما أن اللاجئين السوريين سيحصلون على كل الخدمات الصحية، وذلك بالرغم من الضغوط الهائلة على هذا القطاع فى مصر. وأكد، أن أزمة اللاجئين السوريين هى عرض من أعراض تصاعد العنف فى سوريا، موضحا، أنه ومنذ الأيام الأولى للصراع السورى أعلنت مصر، عن دعمها للشعب السورى وحثت الشركاء الدوليين سواء على الصعيد الثنائى أو الإقليمى أو الدولى للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسى للازمة، خاصة أن أى حل عسكرى للأزمة سوف يؤدى إلى تفاقم الوضع الإنسانى المتدهور بالفعل، كما سيزيد من تعقيد المشهد السياسى فى سوريا. وشدد السفير ناصر كامل فى كلمته، على أن مصر تجدد التأكيد على موقفها فى صالح حل سياسى فى سوريا لإنهاء الأزمة عن طريق عقد مؤتمر "جنيف 2" ونجاحه، وقال إن ما يحتاجه الشعب السورى الآن، هو دعم غير مقسم لمساعدة نضاله من أجل مستقبل أفضل يتمكن فيه السوريون من التمتع بحقوقهم، وحرياتهم الأساسية فى ديمقراطية ضمن إطار سوريا حرة وموحدة وبما يمكن، أن يساهم بشكل إيجابى فى السلام والأمن الإقليمى والعالمى. وأكد مساعد وزير الخارجية فى كلمة مصر أمام الاجتماع، الذى خصص لبحث التضامن وتقاسم الأعباء مع الدول المستضيفة للاجئين السوريين، أن المجتمع الدولى مدعو لتحمل المسئولية تجاه الأزمة السورية، وعلى الشركاء الدوليين زيادة مشاركتهم واعتماد سياسة لتقاسم الأعباء لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين، وحث السفير دول العالم على زيادة المعونات والمساعدات وقبول المزيد من اللاجئين السوريين، والالتزام بخطة الاستجابة السريعة للأمم المتحدة، وشدد أن اجتماع جنيف اليوم، لا ينبغى، أن يكون لتقديم وعود كاذبة، ولكن لضمان أكثر للوفاء بالاحتياجات الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للشعب السورى. وقال مساعد وزير الخارجية، إنه حتى لو انتهت الأزمة السورية اليوم، فمن غير المعقول، أن الملايين من اللاجئين السوريين سيعودون إلى منازلهم غدا، حيث من المرجح، أن تستمر عملية إعادة الإعمار فترة طويلة وهو ما يتطلب من المجتمع الدولى عند صياغة السياسات المتعلقة بإعادة الإنعاش والإعمار فى سوريا، أن يخصص موارد كافية من أجل عودة اللاجئين السوريين وإعادة دمجهم فى المجتمع بشكل سلس. ولفت السفير، إلى أن مثل تلك السياسات سيكون لها دور كبير فى تخفيف الكثير من الضغوط التى تشعر بها الحكومات المضيفة للاجئين السوريين، والتى تبذل قصارى الجهد من أجل صالح هؤلاء اللاجئين.