تشكله الأخلاق والمبادئ والقيم وكذلك الأحداث بحلوها ومرها وخيرها وشرها وما ينطوى عليه هذا الوجدان يظهره السلوك – ولذا كان العلم وفضائل الأخلاق والمحبة رسالة نزلت بها الأديان ونادى بها المصلحون منذ بدء الخليقة، ونحمد الله أن وطننا الغالى يضم بين ثناياه شعبا أقام سلوكه على مخافة الله منذ القدم منذ عهد المصريين القدماء، فآمن بالبعث بعد الموت والحساب على ما عمله فى دنياه وسّجل ذلك فى ماتركه من آثار ظلت إلى اليوم شاهدة للمصرى بالتقوى واجتناب الخبيث من القول والعمل.. وتشهد قصة الفلاح الفصيح المصرى القديم على ذلك حين تعرض لظلم السلطة، وظل يكتب رسائل للحاكم تشرح بكل أدب ما يعانيه جراء الظلم الذى سلبه قوته وقوت أولاده، ووصل عدد هذه الرسائل إلى ثمانية، ويقال إنها كانت عشره ظل يرسلها الواحدة بعد الأخرى لعله يجد رداً، وظل طوال تلك الفترة متمسكاً بحقه ومحافظا على سلوكه السوىّ، وأخيراً نال ما يرجو بالصبر والمثابرة والحرص على وصول كلمته بالكياسة والفطنة والأسلوب الراقى المهذب النابع من وجدان أصيل بنى على العلم والأخلاق. وجدير بالذكر أن إعجاب الملك بهذه الرسائل كان سبباً فى تأخير إجابته لها ولكن كان يرسل الطعام سراً لأسرة الفلاح لحين استعادته للحمير المسروقة. ما أحوجنا اليوم لمعرفة تاريخنا نحن أبناء مصر العريقة لنعيد لها بسمتها فليس من شيم الكرام الفرقة والشتات. إن فى تلاحمنا ووقوفنا سوياً نتعاون على البر والكلمة الطيبة التى تجمع ولاتفرّق.تقرّب ولا تشتّت.لهو طريق السلامة ،أما التنافر والتناحر وإثارة الفتن والشغب والتجسس والتحسس فهذا هو طريق الخذلان والدمار . إن كلنا لآدم وآدم من تراب وديننا منبعه واحد "قرآنه وإنجيله وتوراته".. والكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء، وعليه فما الذى يمنعنا عن التواصل. إن التعاون حكومة وشعباً مطلب ضرورى لإرساء الأمن والسلام والعودة إلى ما جبل عليه بلدنا الطيب .نتكافل لإطعام الجائع والمسكين والمحروم فما أكثر من لامسكن لهم ولا مأوى ولا أى شيء من مقومات الحياة .