اهتمت صحيفة لوس أنجلوس تايمز فى عددها الصادر اليوم، الخميس، بتسليط الضوء على تأثير الأزمة المالية العالمية على الشباب المصرى المغترب فى دول الخليج الغنية بالنفط، وقالت إن ملايين المصريين سافروا إلى تلك الدول سعياً فى الحصول على الرزق والكسب الوفير. وتقول الصحيفة إن أكثر من 75 ألف عامل مصرى مغترب عادوا من المملكة العربية السعودية والكويت ودول الخليج الأخرى منذ أكتوبر الماضى، وهو الأمر الذى يؤكد كيف أثر الركود العالمى بالسلب على سوق العمل فى دول الخليج، التى على الرغم من ثرائها وتمتعها بوجود احتياطى نقدى كبير لم تسلم من الشعور بهذه الأزمة، وانخفضت أسعار النفط ليصل سعر البرميل إلى 45 دولارا فى يناير الماضى، بعدما وصل سعره إلى 140 دولارا، مبدداً معه أحلام وتوقعات الكثيرين الذين جاءوا بحثاً عن شىء فقد أثره فى بلادهم. وتشير الصحيفة إلى العمالة المصرية تأثرت كذلك وفقد الكثير وظائفهم، وكان من بينهم المهندس أحمد أمين، 29 عاما، الذى طرد من عمله فى الإمارات العربية المتحدة، ويقول "الأربعة أشهر الأخيرة قلبت حياتى رأساً على عقب، فقدت خسرت عملاً كنت راضياً به بعدما وضعت خططا لمستقبلى ومستقبل أبنائى. اعتقدت أن هذا سيستمر للأبد، ولكنى كنت مخطئا". وهؤلاء المصريون الذين سلموا من الطرد وفقدان وظائفهم باتوا يعيشون تحت وطأة ضغط كبير خوفاً من أن يلاقوا نفس مصير قرنائهم، فالعودة إلى مصر لن تغنى أو تسمن من جوع من الناحية المادية. تقول الصحيفة إن العمل بالخارج كان دائماً جزءا من مسار حياة المصريين، الذين لم يجدوا سبيلاً لرفع مستوى معيشتهم والتصدى للبطالة فى مصر سوى العمل بالخارج كعمال أو سائقين أجرة أو مهندسين أو أطباء. ويقدر أبناء مصر الذين يعملون بالخارج بخمسة ملايين عامل، من بينهم 1.5 مليون عامل فى منطقة الخليج. وتعتبر التحويلات التى يرسلها هؤلاء فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا والخليج الفارسى مصدر رئيسى للعملة الأجنبية فى مصر، فالمصريون أرسلوا ما يقرب من 8.56 مليار دولار فى صورة تحويلات مالية فى عام 2007-08 المالى، بعد أن بلغت قيمتها 6.32 مليار دولار العام الذى سبقه، ولكنها انخفضت من جديد فى الربع الثالث من العام المالى 2008-09 بنسبة 24%. ويضيف أمين "الكثير من شركات الخليج اضطرت إما أن تقلص حجم عمالتها أو تخفض الرواتب، ولكنها اضطرت فى نهاية المطاف إلى تسريح بعض العمالة، وحتى المصريون الذين لا يزالون يحتفظون بوظائفهم لا يحققون الكثير من المال لإرساله لأسرهم فى مصر". وتشير الصحيفة إلى أن المصريين الذين عملوا فى الخليج لطالما نظر إليهم أصدقائهم وأسرهم كأبطال، ولكنهم عادوا الآن بخفى حنين حانقين ومحبطين، خاصة مع توقعات ارتفاع معدل البطالة فى مصر ليصل إلى 10%.