سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السودان يواصل انتفاضته ضد البشير.. الصحفيون يبدأون إضراباً عن العمل بسبب عمليات القمع والصحف تحتجب لليوم الثالث.. ونشطاء يتداولون أنباءً عن فتح النظام للسجون لبث الفوضى والنهب فى الشوارع
استمر السودانيون فى ثورتهم ضد نظام الرئيس عمر حسن البشير، بعد أن قتل العشرات من المتظاهرين السلميين فى عدد من شوارع العاصمة الخرطوم والمدن السودانية. فيما تداول عدد من نشطاء "الفيس بوك" السودانيين أنباءً عن إﻃﻼﻕ الحكومة السودانية سراح عدد كبير من المساجين المعتقلون بتهم سرقة وجرائم قتل من السجون السودانية، لإثارة الفوضى والقيام بعمليات نهب واسعة فى الشوارع وإرهاب المتظاهرين. واستجاب عدد من الصحفيين السودانيين لدعوة الإضراب عن العمل، ولم يذهبوا إلى مقرات الصحف التى يعملون بها، احتجاجاً على عمليات القمع والتضييق على الإعلام. ودعت شبكة الصحفيين السودانيين، وهى تجمع موازٍ لنقابة الصحفيين التى يقول صحفيون إن موالين للنظام الحاكم يسيطرون عليها، جميع الصحفيين بالبلاد إلى الدخول فى إضراب مفتوح عن العمل، اعتباراً من اليوم السبت، لعدم تمكن الصحفيين من تغطية الأحداث (الاحتجاجات الشعبية على رفع أسعار الوقود) بحرية، ومنع الصحف من نشر الحقائق، بحسب ما جاء فى بيان لها أمس الجمعة. ولا تزال صحف "القرار"، و"الأيام"، و"الجريدة"، وكلها مستقلة، ممتنعة عن الصدور لليوم الثالث على التوالى، احتجاجاً على التضييق الأمنى على الصحف. ولم تصدر صحيفة "المجهر السياسى"، المقربة من الحكومة، وذلك بعد أن تم مصادرتها أمس بعد طباعتها، وصدر لها أمر بعدم الصدور لمدة 5 أيام، بحسب عاملين بها، وبالمثل لم تصدر صحيفة "السودانى"، المقربة من الحكومة، التى تم مصادرتها وصدر لها أمر أيضا بعدم الصدور لمدة 3 أيام. فيما لم تصدر تصريحات رسمية حول عدم صدور الصحيفتين، أو سبب مصادرتهما أمس، قال الصحفى بصحيفة "المجهر السياسى"، طلال إسماعيل، لوكالة الأناضول، إن "جهاز الأمن أوقف صدور المجهر لخمسة أيام على خلفية تغطيتها للاحتجاجات. وكان جهاز الأمن والمخابرات قد عقد اجتماعاً موسعاً مع رؤساء تحرير الصحف السودانية، ومديرى الأجهزة الإعلامية المختلفة بالبلاد، مؤخراً، وطالبهم فيه بتحويل الخطاب الإعلامى إلى "خطاب أزمة"، مشدداً على عدم تناول أخبار المظاهرات إلا عبر البيانات الرسمية، بحسب مواقع إخبارية سودانية، ولم يتسن الحصول على تأكيد أو نفى من السلطات حول هذا الأمر. ويحتل السودان المرتبة 170 من أصل 179 دولة فى مؤشر حرية الصحافة الخاص بمنظمة "مراسلون بلا حدود" الدولية الذى أصدرته فى يناير الماضى. وبدأت احتجاجات شعبية فى السودان الاثنين الماضى، إثر رفع الدعم عن الوقود، فى أسوأ اضطرابات يشهدها نظام الرئيس السودانى عمر البشير منذ سنوات. وكانت قد تجددت الاحتجاجات اليوم السبت، فى العاصمة السودانية، بعد تشييع المئات من منطقة برى (شرق الخرطوم) قتيلاً، قال محتجون، إن الشرطة أطلقت الرصاص عليه خلال مظاهرات أمس. وبحسب شهود العيان، فإن المشيعين رفعوا لافتات تطالب ب"القصاص"، ورددوا هتافات "نحن مرقنا (خرجنا) ضد الناس، اللى سرقوا عرقنا"، وكذلك "نحن مرقنا وما فى رجوع ضد الخوف وضد الجوع". وأفاد شهود عيان بأن عناصر الأجهزة الأمنية انتشرت بكثافة فى محيط منطقة التشييع، والمقبرة التى دفن فيها القتيل "دون وقوع اشتباكات مع المشيعين"، حسب قولهم. وفى سياق متصل تشهد الخرطوم، اليوم، انتشاراً أمنياً كثيفاً، خاصة فى مدينة أم درمان، غربى الخرطوم. من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية التركية تحذيرا بشأن السفر إلى السودان بسبب الاضطرابات الأخيرة التى تشهدها وتركز معظمهما فى العاصمة الخرطوم والمناطق الحضرية، والتى فجرها إلغاء دعم الوقود من جانب الحكومة. كما رصدت شبكة مراقبون بلا حدود "راصد" بمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان، فى تقريرها الأول عن المظاهرات والاحتجاجات السلمية بالسودان، وتعامل قوات الأمن معها من خلال التواصل مع عدد من النشطاء الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدنى والإعلاميين ووسائل الإعلام بالسودان.