العقل الواعى هو القادر على احترام الفكرة واستيعابها حتى لو لم يؤمن بها، فقدرتنا على تقبل الآخر هى الديمقراطية الحقة، فسماع الآخر وتعليقنا على حديثه وتقبل الآخر للتعليق من شيم الديمقراطيات التى يجب أن ننشئ أولادنا عليها، فسماعنا للرأى يسهل للعقل هضم المفردات وتحليلها، ولا نستبق الرد لأن الرد فى هذه اللحظة يكون ردًا غير واعٍ، وقد يكون غير مسئول لأن الأوعى يسبق الوعى وبينهما فارق زمنى للاستجابة تختلف من شخص لآخر. وتوجد فى عالمنا المعاصر ما يسمى بالممارسة الواعية، فإذا ما اتفق مجموعة على الممارسة الواعية خلقت وعيًا خلاقًا وضمت حوله الممارسين الداعمين لقضية الوعى. فالذى يفصل أمة عن مجد أنهم اتفقوا على أن يتحاوروا بوعى ويختلفون بوعى ويتفرق على وعى، بأنهم يصنعون وعى البنية التحتية لمن يأتى بعدهم، والوعى يخلق أمة واعية تدرك ما يجول حولها وتخطط لاستهداف مجتمع الوعى وتنميته، فنحن نحتاج إلى مجتمع الوعى وإدراك لمسئولية الكلمة، وحوار يستهدف البناء لا الهدم. ومعايير العقل الواعى هى مناهج تحث على استبصار العلوم والأخذ منها مايناسب مجتمعات التعلم الحالية واستهداف مجتمعات الحرمان التى لا نلقى لها بالا ونتركهم فريسة التطرف والعنف ليس لهم ما يقتاتون به من علم وملبس ومشرب بعيدون عن تجماعات سكانية واعية وثقافة تحيط بهم وتنتشلهم من العنف، وتبعدهم عن ظلام عقول يستهدف أرواحهم تحت دعاوى التأسلم والبعد عن صحيح الدين. نحتاج إلى إستراتيجية من هيئات الدولة لاستهداف الفئات المحرومة من الوعى على حدود البلاد لا تعرف عن وطنها إلا ما يبس وما يندس فى عقولهم من مستغلين لظروفهم. أين دولة الوعى من هؤلاء الأشخاص الذين لا يلقون لهم بالا ومن ثم يصبحون قنابل موقوتة فى وجة الدولة غير راغبين فى العيش، تقطعت بهم السبل حتى وصلوا لشياطين الظلام ومستغلى الحاجة وأثروا على وعيهم، أفيقوا واتجمع شتاتهم ولندمجهم لصالح مجتمع الوعى.