"نظرية المؤامرة هى الحل".. شعار جديد اتخذته جماعة الإخوان وأنصارها لأنفسهم، فى محاولة فاشلة لإزاحة التهم التى تشير كل الأدلة والمشاهدات وفيدوهات التحريض إلى تورطهم فيها بشكل أو بأخر. أخر تلك التفسيرات التأمرية البعيدة عن المنطق والاستيعاب، أطلقها تحالف دعم الشرعية الذى يضم الإخوان وأنصار الرئيس المعزول من الفصائل الإسلامية الأخرى، مشيعاً أن السلطة هى التى دبرت محاولة الاغتيال لاتخاذها ذريعة لتمديد الطوارىء والمزيد من تكميم الأفواه والاعتقالات، والدليل الذى ينشره أنصار المعزول على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، هو سرعة وصول سيارات المطافىء إلى مكان الحدث ونجاة وزير الداخلية، فى حين غضوا البصر عن حالة الرعب والفزع التى عاشها سكان المنطقة وعلى رأسهم أسرة الوزير، والأذى الذى تعرض له طاقم حراسته وجيرانه بين بتر أقدام وأصابع واستشهاد وتلف منشآت. ألم يكن من الأفضل – إذا ما افترضنا صحة نظريتهم- أن يقوم الوزير بترتيب محاولة اغتياله فى غير مكان سكنه، حيث يعيش أبناؤه وزوجته وجيرانه؟؟! ولكن سنجد البعض منهم يرد على ذلك بأنه أراد من ذلك مزيد من الحبكة، لتصديق رواية اغتياله، ويستبعد كل البعد وقوف جماعته وراء عملية الاغتيال الإرهابية ردا على فض اعتصاماتهم الغير سلمية، على الرغم من وجود دلائل إدانة سابقة ظهرت من خلال استهداف عدد غير قليل من أقسام وضباط الشرطة بالحرق والقتل!! حادثة رفح الثانية، التى أودت بحياة 25 مجندا برصاص مسلحين على الحدود المصرية، كان لها تفسير شبيه من قبل "الإخوان" رددوه على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، لكن المتهم هذه المرة بالتخطيط والتنفيذ هو "الجيش المصرى"الذى يصفوه بأبشع الألفاظ والتهم، ويختصون الفريق عبد الفتاح السيسى بسبابهم وتهديداتهم التى يلوثون بها حوائط المنشآت العامة. نفس التفسيرات التأمرية الخائبة استخدموها ليزيحوا عن أنفسهم تهم حرق الكنائس والسيارات والمحلات وإطلاق النار على المواطنين من فوق الكبارى، حيث روجوا أن أعمال العنف والتخريب التى اندلعت منذ اليوم الأول لفض اعتصام ميدانى رابعة العدوية والنهضة، يقف ورائها بلطجية مأجورين من السلطة لتهيج الشعب ضدهم وعدم تعاطفه معهم إزاء ما تفعله السلطة. أستاذ العلوم السياسية دكتور يسرى العزباوى قال لليوم السابع، إن نظرية المؤامرة تستخدم فى عدة حالات ومنها أن يبعد المتهم الأصلى التهمة أو الشبهات عن نفسه، فإلهاء الناس بالبحث عن طرف ثالث يصب فى مصلحته أكثر من قراءة الواقع، ويشير إلى أنه منذ اندلاع ثورة 25 يناير والنظام الحاكم وقتها برر قيام الثورة بالمخططات الأجنبية، وحين تم اقتحام السجون وتهريب المساجين تم الترويج، أن الداخلية هى التى قامت بذلك لنشر الفوضى واتضح فيما بعد أن الهدف من ذلك كان تهريب "الجماعة" لمعتقليها. مشيرا إلى أنها نظرية متأصلة فى العلوم السياسية وتستخدم أيضاً فى الدول التى تغيب عنها الشفافية فتلجأ لتفسيرات تأمرية، وفى بعض الأحيان تثبت الأيام صحة تلك التفسيرات مثل الحرب على العراق التى تمت بدعوة وجود أسلحة دمار شامل، وكانت نظرية المؤامرة تقول أن هذه مجرد حجة لغزو البلد وتأكدنا أن أسلحة الدمار الشامل كانت مجرد"تلكيكة سياسية".