قالت مصادر دبلوماسية صينية، مساء اليوم الثلاثاء، إن وفد منتدى الحوار الوطنى السورى المعارض الذى يضم 6 أعضاء، يقوم حاليا بزيارة إلى الصين تلبية لدعوة من معهد الشعب الصينى للشؤون الخارجية الصينية فى إطار الجهود الصينية بالتعاون مع المجتمع الدولى للبحث عن حل سياسى للأزمة المتفاقمة فى سوريا. وأضافت المصادر أنه من المقرر أن يجتمع الوفد مع مسؤولين من وزارة الخارجية الصينية ويتبادلون وجهات النظر، حول تطورات الأوضاع بشأن القضية السورية والتطورات الأخيرة بشأن الضربة العسكرية الأمريكية والمبادرة الروسية الأخيرة لنزع فتيل الأزمة. يذكر أن الصين تؤكد من خلال مناسبات عديدة أن الحل السياسى هو الطريق الواقعى الوحيد للقضية السورية، وأنه يجب التمسك به بشدة خاصة فى ظل الظروف الحالية، فى وقت رحبت الخارجية الصينية اليوم بالاقتراح الروسى لحث سوريا على وضع أسلحتها الكيميائية تحت الرقابة الدولية، ودعت المجتمع الدولى إلى "التفكير بفعالية" فى الاقتراح. على جانب آخر، قال محللون سياسيون صينيون إن العوامل المحركة للقضية السورية أخذت منعطفا إيجابيا مع ظهور بارقة أمل بأنه يمكن تفادى توجيه ضربة عسكرية أمريكية محتملة للدولة العربية، بعدما اقترحت روسيا أن تضع دمشق ترسانتها الكيميائية تحت المراقبة الدولية، فيما حظيت المبادرة على الفور بدعم معظم المجتمع الدولى، وذلك لتلهف العالم أجمع على إيجاد تسوية سياسية للأزمة. وأضاف المحللون أن إخضاع الترسانة الكيميائية لسوريا للمراقبة الدولية يعد أكثر الخطط ملائمة حتى الآن لتفادى مواجهة عنيفة ودموية بين الولاياتالمتحدة وسوريا، فهى تقدم حلا لمأزق كل من دمشقوواشنطن.. موضحين أنه بالنسبة لأوباما، فإذا كان الدافع للضربة العقابية المخططة هو وقف استخدام أسلحة كيميائية كما يزعم، فإن المقترح الروسى يمكنه تحقيق هذا الهدف دون هدر نقطة دم، وعليه تتجنب واشنطن شن هجوم عسكرى غير مستحب فى الداخل والخارج. وأشار المحللون الصينيون إلى أنه بالنسبة للحكومة السورية، فإن التخلى عن ترسانتها النووية سيظهر للعالم أنها ليس لديها نية لاستخدام أسلحة محظورة، كما يمكنها تقليل المخاوف الدولية من أن ينتهى الأمر، نظرا للفوضى الحالية فى سوريا بوصول تلك الأسلحة إلى الأيدى الخاطئة، موضحين أن الأمر يعود فى النهاية إلى كل من واشنطنودمشق ليظهرا صدقهما، وأن يتخذا خطوات ملموسة من أجل تنفيذ المبادرة رغم الصعاب. وقال المحللون إنه بالنسبة للجانب الأمريكي، فإن الولاياتالمتحدة تحتاج إلى التراجع عن خطة الهجوم قليلا والتعهد بألا تقوم بأى عمل أحادى الجانب، ومن شأن ذلك أن يعطى سوريا مساحة للتنفس من أجل التخلى عن الأسلحة الكيميائية، أما سوريا، فيتعين عليها أن تظل متعاونة وصادقة مع الأممالمتحدة، وأن تقدم جدولا زمنيا مفصلا لتسليم أسلحتها الكيماوية فى أسرع وقت ممكن. وأشار المحللون الصينيون إلى أنه على المجتمع الدولى أن يقوم بدور إيجابى بدعم منظمة الأممالمتحدة بفاعلية فى تقديمها كافة المساعدات الضرورية لتحويل هذا المقترح الروسى لحل الأزمة السورية إلى خطة سلام ملموسة ذات نتائج فعالة.