تقدمت روسيا باقتراح لحل الأزمة السورية، بعيدا عن استخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد، على خلفية الهجوم الكيماوي المزعوم في الغوطتين بريف دمشق، والذي راح ضحيته أكثر من 1000 مدني سوري. ويتضمن المقترح الروسي إخضاع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية للرقابة الدولية، لضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية مرة الأخرى، الأمر الذي لاقى ترحيبا من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والذي كان يسعى للحشد لتأييد الهجمة العسكرية، والحصول على موافقة الكونغرس للشروع في ذلك. وأعلن أوباما أن هذا القرار يمثل إنفراجة للأزمة السورية وإنجازا كبيرا، خصوصا وأن الهدف الأساسي من الهجوم العسكري كان منع تكرار الأسلحة الكيماوية في المستقبل، واصفا الإقتراح بالخطوة الإجابية. الأمر الذي دفع رئيس الأغلبية بالكونجرس، هاري ريد، لإعلان تأجيل عملية التصويت بالكونغرس، لإعطاء الفرصة للحوار بين المجتمع الدولي لتنفيذ المقترح الروسي. من جانبه، قال السيناتور الجمهوري الأكثر نفوذا داخل الكونغرس جون ماكين، والمعارض الشديد للتدخل العسكري المحدود في سوريا، إن هذا المقترح يجب تقديمه أمام مجلس الأمن لضمان نفاذه، مضيفا في بيانا مشترك مع السيناتور ليندسي جراهام، أن مجلس الأمن يجب أن يضع الشروط التي يطلبها المجتمع الدولي من نظام الأسد، ووضع عواقب واضحة في حال تقصير الأسد وعدم إلتزامة بقوانين مجلس الأمن. من جانبه أعلن وزير الخارجة الفرنسي، لوران فابيوس ، أن فرنسا ستقدم مشروع قرار جديد أمام مجلس الأمن، والذي ينص على شروط تسليم ترسانة الأسلحة الكيماوية وخضوعها للرقابة الدولية. وأضاف فابيوس أن هذا القرار يأتي في إطار الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، والذي بدوره يدعم مشروع القرار بالتهديد باستخدام القوة في حال عدم نفاذه. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه يعمل على إعداد خطة فعالة وملموسة لإخضاع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية للرقابة الدولية، بعد نقاش هذا الأمر مع الحكومة السورية، مضيفا أن الإقتراح هذا نتاج من تضافر الجهود مع واشنطن وليس روسيا وحدها. من جانبه، أعربت الصين، الحليف الثاني لنظام الأسد في مجلس الأمن، عن رضاها بالإقتراح الروسي. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية، هونج لي" مادام هذا المقترح يساعد في تخفيف حدة الصراع في سوريا، ومفيدا لحفظ الاستقرار والسلام في سوريا، ومفيدا في الوصول لحل سياسي، يجب على المجتمع الدولي أن ينظر إليه بإيجابية" من جانبه، رحب وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، بالإقتراح الروسي، مضيفا " إن نية سوريا للتنازل عن ترسانة الأسلحة الكيماوية إنجازا جيدا"، مشيرا إلى أن تركيا كانت تبذل جهودا كثيفة لتحقيق ذلك. إلا أنه شدد على ضرورة معاقبة الأسد على الهجوم الكيماوي المزعوم، مضيفا أن تراجع أوباما عن قرار التدخل العسكري من المحتمل أن يجرأ الأسد والديكتاتوريين في العالم لإستخدام هذه الأسلحة. من جانبها، شككت إسرائيل في قبول سوريا لتسليم ترسانة الأسلحة الكيماوية للرقابة الدولية، معربة عن شعورها بخيبة أمل وإحباط، بعد تراجع أوباما عن قراره بتنفيذ الهجمة العسكرية ضد نظام الأسد. وأوضح موقع "ديبكا" الإستخباري الإسرائيلي أن المسئوولون في إسرائيل يرون أن إسرائيل هي الخاسر الوحيد من وراء هذا الإقتراح. وقال رئيس لجنة الشئون الخارجية بالكنيست الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، إن هذا الإقتراح وسيلة لإضاعة الوقت مشككا تعاون سوريا لتنفيذه. وأشار الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، إلى أن هذا القرار سيكون صعب تنفيذه، واصفا النظام السوري بأنه غير جدير بالثقة.