غيرت أحداث 16 أغسطس الكثير من ملامح منطقة "بولاق أبو العلا" بعد مقتل الكثير من شباب المنطقة فى الاشتباكات التى دارت فى منطقة كوبرى 15 مايو، أثناء مرور تظاهرة للإخوان المسلمين، ومؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، فلا تكاد تمر من شارع دون أن تلمح لافتة تنعى شهيدًا، أو تلعن الإخوان، وتطالب الجيش بتطهير البلاد من "الإرهاب". ووسط كل هذه اللافتات السياسية التى تحمل شعارات مع أو ضد تيار ما، تجد لافتة مختلفة تمامًا ومميزة عن غيرها، ترفع شعار "كله بالحب"، وتقول "لو كان لك صاحب يتصاحب اسأل عليه، ما تسيبوش يضيع من إيديك" وعدد من أبيات الشعر المكسورة الوزن والقافية، مذيلة بتوقيع "النزيه"، بعدها تتكرر لافتات متنوعة تحمل "حكم النزيه" معلقة فى أماكن مختلفة من المنطقة. ففى الوقت الذى يجد الشباب فى مثل سنه، فرصًا متنوعة للتعبير عن أنفسهم ومشاعرهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، أو المنتديات، أو المدونات، لم يجد نزيه طريقة للتعبير عن نفسه، وأفكاره، إلا اللافتات التى يهوى تعليقها فى الشارع، فى المنطقة التى يقف بها لبيع الملابس إلى جوار كوبرى 15 مايو، وكذلك فى الشوارع والحارات المحيطة بها. "نزيه" يؤكد أنه صاحب نظرية "كله بالحب" التى انتشرت منذ سنوات، ويقول "أنا شايف إن أى حاجه فى الدنيا ممكن تتعمل بالحب، وما بحبش الناس تشيل من بعضها"، ويكلف نزيه اللافتات التى يعلقها، فهى مصممة بالفوتوشوب ومطبوعة بالألوان على ورق مصقول جيد، ويقول نزيه "أنا غاوى أعلق يُفط عليها اسمى وكلامى وصورتى ساعات"، ويضيف "أنا اللى مألف الكلام دا"، وحين يلمح الاندهاش على وجهك يعترف "الصراحة مش كله أول جمله دى شوفتها على النت وعجبتنى فأخدتها بس باقى الكلام أقسم بالله بتاعى". نزيه لا يعرف الكتابة ولا القراءة وهذا ما تؤكده الأخطاء الإملائية فى لافتاته، لكنه رغم ذلك يطالع الإنترنت عن طريق صديق له، ويصمم له لافتاته ب"الفوتوشوب".