واصل عصام العريان القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، التحريض ضد الجيش والشرطة عبر رسالة على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وقال: "معركتنا طويلة وتحتاج إلى نفس طويل". وقال العريان فى نص رسالته مخاطباً الشعب: "لقد أثبت بحق أنك تدافع عن حقوقك الإنسانية والدستورية وأنك تغيرت بالفعل، فحق لك أن تفخر بين الأمم والشعوب وأن تواصل مسيرة الجهاد والكفاح من أجل استكمال ثورتك التى سجلها التاريخ كثورة من أعظم ثورات الشعوب، ثورة 25 يناير 2011 لتحقق كامل أهدافها، وتقضى على نظام الاستبداد والظلم والفساد والديكتاتورية والتبعية، الذى عاد ليطل برأسه ورموزه وسياساته من جديد فى الانقلاب الدموى الفاشى الذى يقوده عسكريون وقضاة وساسة ورموز المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية وخطط لها رجال مخابرات العدو الصهوينى والمخابرات السعودية ومولته خزائن الإمارات العربية المتحدة، وشارك فيه رجال المخابرات المصرية من أجل تحطيم النجاحات التى حققتها الثورة المصرية، والتى كانت فى طريقها لإصلاح الأخطاء التى وقعت فيها ولم يكن أمامها إلا شهور قليلة وسنوات بسيطة ترسخ فيها قيم التغيير الحقيقى وفق خريطة طريق واضحة قادرة على تصحيح كل الأخطاء وفى ظل الدستور الذى أقره الشعب ومع الرئيس الذى اختارته غالبية الشعب، وذلك بانتخاب السلطة التشريعية بمجلسيها "النواب والشورى"، وبذلك يستطيع الشعب عبر ممثليه أن يُخضع كل مؤسسات الدولة لمنهج الثورة ويحقق المحاسبة وفى ظل الشفافية يعلم الناس كل الحقائق ويتم بصورة دستورية ديمقراطية تحقيق أهداف ثورة 25 يناير". وتابع: "إننى وقد غبت عنكم منذ الانقلاب أشدّ على أياديكم، أُقبل الأرض تحت أقدامكم، مكانى أن أكون وسط الجموع الغفيرة التى تستجيب لنداءات وبيانات التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وأُعظّم تفانيكم وأفكاركم لذواتكم فى هذه المرحلة العصيبة التى يمر بها الوطن وتعانى منها الأمة، فاليوم نحن شركاء فى هذا التحالف، وبقيادته المتماسكة الصلبة سنعبر هذه المرحلة، وبفضل أهداف التحالف وسياسته التى أقرناها جميعاً وقبول كل المبادرات التى تنطلق من احترام إرادة الشعب وتطبيق الدستور الذى قبله غالبية الشعب وقى ظل الشرعية الدستورية من أجل الخروج من الأزمة الطاحنة التى تعصف بمصر وبالعالم العربى كله". وقال العريان: "الأخوات والإخوة فى كل المحافظات والمراكز والقرى فى مصر: إننى وإذ أثمن جهودكم خاصة مشاركة المرأة المصرية وابتكارات الشباب الواعد الذى يصنع المستقبل الذى ينتظره اليوم من أجل أجيال قادمة، أوصيكم بتلك الوصايا والنصائح: * أولاً: الثبات والصبر والمصابرة والرباط وتقوى الله تعالى مع إنكار الذات وتفعيل التحالف الشرعى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وتوسيع قاعدة الرافضين للانقلاب وسياساته الاقتصادية والأمنية والاجتماعية. * ثانياً: رعاية أسر الشهداء والمصابين والمعتقلين وتشكيل لجان نوعية لتقديم كل صور الدعم المعنوى والمادى والإنسانى والاقتصادى لهؤلاء جميعاً الذين قدموا فى سبيل الله أغلى ما يملكون.. حياتهم وحريتهم وأجسادهم نصرة للمستضعفين فى الأرض من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها. وضرورة تشكيل لجان قانونية وإعلامية واجتماعية وسياسية..إلخ، لرفع الظلم عن هؤلاء الذين يُصر إعلام النظام والساسة الفاشيون الفاشلون على اتهامهم ظلماً وعدوانا بالعنف والإرهاب. * ثالثاً: إتاحة كل الفرص للقيادات الشبابية والنسائية والقيادات الميدانية فى كافة النواحى لأخذ دورها لأن معركتنا طويلة وتحتاج إلى نفس طويل، فبعد دحر الانقلاب وهزيمته سنكون أمام مرحلة إعادة البناء وتفعيل المجتمع كله من أجل مصالحة وطنية شاملة تبنى الوطن فى ضوء ثورة 25 يناير 2011 وليس فى ظل نظام بديل أبداً. * رابعاً: الإخلاص لله تعالى ونزع الدنيا من قلوبنا كلها واليقين بأن النصر إنما هو من عند الله تعالى، وأننا ليس لنا من الأمر شىء، فنحن نستر قدرة الله بتنفيذ تعاليمه والاهتداء بهدى نبيه صلى الله عليه وسلم والسير على سنة سلفنا الصالح الذى رفض الظلم والطغيان وكان شعاره "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر وأعظم الشهداء حمزة رضى الله عنه ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله". * خامساً: الوحدة وعدم التنازع لأن الله أمرنا بالثبات والطاعة لله ولرسوله وبعدم التنازع الذى يؤدى إلى الفشل والعياذ بالله. وأضاف: "إننى أعلم أن ما قدمته لكم من تحية واجبة ونصائح ليست إلا تذكيراً لكم فإن الذكرى تنفع المؤمنين، وأن ما أقوله لا يتساوى أبداً مع حجم التضحيات التى تقدمونها طواعية ورضا، ولكنه الواجب الذى أشعر به ويثقلنى، وكم كنت أتمنى أن أكون كما كنت طوال اعتصام "رابعة العدوية" وسطكم أتجول بين الخيام وأشدّ على أياديكم وأتلقى نصائحكم وكان ختام ذلك يوم المجزرة والمقتلة البشعة فقد رأيت الموت وملائكته يحلقون فوق رؤوسنا ونحن فى الميدان معاً ورأيت المصابين يئنون من الجراحات البشعة ورأيت زملائى وزميلاتى الأطباء يجتهدون للقيام بواجبهم الإنسانى ورأيت الإعلاميين ينقلون صورة ما حدث للعالم كله فيفقد بعضهم حياته لمنع نقل أحداث المجزرة إلى المصريين والعالم كله". وقال: "عشنا معاً أكثر من شهر ونصف بين صيام وقيام وذكر ودعاء وتلاوة قرآن وكلمات من المنصة العظيمة، كان ذلك إعداداً لنا كى نواصل المسيرة ونستمر فى الجهاد حتى تتحقق أهداف ثورتنا العظيمة، ثورة 25 يناير وموجتها الثانية ضد الانقلاب العسكرى الدموى. تقبل الله شهداءنا، وأتم شفاء مصابينا، وأطلق سراح إخواننا وأخواتنا وربط على قلوبنا جميعاً، وأنزل السكينة فى قلوب شعب مصر أجمعين، خاصة أسر الشهداء والمصابين والمعتقلين والمسجونين". أيها المصريون.. أيها الشعب المصرى العظيم.. لقد فشل الانقلابيون فى فرض انقلابهم كأمر واقع، فقد رفضه قطاع كبير من الشعب المصرى يتزايد أعدادهم يوماً بعد يوم بسبب انكشاف الحقائق أمام الشعب. لقد ثبت أن مجموعة متآمرة منذ اندلاع ثورة 25 يناير خططت ونفذت مؤامرة تتضح معالمها كل ساعة لتشويه الثورة وكما أعلنت وزارة الداخلية يومها أنها ثورة الأخوان المسلمين وأنهم فى يوم 28 يناير "جمعة الغضب الأولى" قد نزلوا الميادين بكل قوة ليستولوا على ثورة الشباب، وأنهم قاموا فى موقعة الجمل بالدفاع عن الثورة ليقودوا الثورة ويقصوا الشباب، واليوم وبعد مرور سنتان ونصف عادت نفس الرواية لتقول ما هو أخطر (لم تكن هناك أصلاً ثورة بل كانت "أحداث يناير") كما يصفها بعض القضاة والساسة والإعلاميين والكتاب والصحفيين. وأضاف: "ومع اتضاح الرؤية بعد إعلان المتآمرين عن مؤامرتهم بعدما ظنوا أن الانقلاب نجح فى الإطاحة بالرئيس الشرعى المنتخب وأعلنوا عن مواقفهم الصريحة، فهؤلاء من العدو الصهيونى وأولئك من حكام السعودية والأمارات والتابعين من أنصار "أوسلو" وحكام الأردن هم الذين أيدوا الانقلاب العسكرى الدموى وشجعوه ومولوا خزائنه". واستطرد: "لقد أثبتم أيها الشباب والنساء والرجال والشيوخ فى كل قرية وشارع وميدان أنكم استطعتم إفشال المؤامرة وكشف حقيقة الانقلاب، ونحن اليوم كوطن على شفا هاوية اقتصادية ومالية قد تكون هى النهاية لذلك الانقلاب، فلا أمن ولا استقرار ولا استثمار ولا إدارة محلية ولا حكومة قادرة على العمل، وهذا هو جوهر "العصيان المدنى" وهنا تكمن "مقبرة الانقلابيين" ونهاية المؤامرة الانقلابية. لقد دبّ الخلاف سريعاً وبأسرع مما يتصور البعض بين أجنحة الانقلابيين، فخرج بين صفوفهم السياسى الذى أقنع الغرب وأمريكا بدعم الانقلاب بعد أن خشى على نفسه وصورته وجائزة نوبل أن يُلون بالدموية والفاشية والنازية.. وهذا موقف يُحمد له. وستتوالى الخلافات الشديدة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بين أركان الانقلاب، فهم لم يجمعهم إلا كراهية الشعب واحتقاره وكراهية فصيل سياسى آمن بالتعددية واحترام القيم والتقاليد والوسائل الديمقراطية، واقتنع بعد تجارب طويلة فى ضرورة قيام دولة مدنية ديمقراطية دستورية على أساس الدستور والقانون وتطبق بإرادة شعبها والتزاماً منه وفق إيمانه بقداسة الشرعية الإسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان وأثبتت ذلك الاستحقاقات الانتخابية المتتالية بدءاً من استفتاء 19 مارس 2011 وانتهاءً بالاستفتاء على مشروع الدستور فى ديسمبر 2012. وتابع العريان: "إن الكراهية لا تقيم مجتمعاً وإن الإقصاء والعزل السياسى لا يحقق نظاماً ديمقراطياً، وأن العقلية الأمنية القمعية لا تحقق أمناً ولا سلاماً اجتماعياً، وإن التبعية لا تحقق استقلالاً وطنياً، وإن التمييز والسياسات الاقتصادية الليبرالية المتوحشة لا تحقق عدالة اجتماعية، وإن العلمانية لا يمكن لها أن تحكم مجتمعاً مؤمناً متديناً مسيحياً وإسلامياً، وأن الفساد الذى ينخر أهم مؤسسات الدولة فى القضاء والشرطة والجيش والمخابرات ووصل إلى المؤسسات الدينية لا يمكن أن يحقق استقراراً ولا أمناً ولا عدالة". واختتم :"إن أهم ميادين العمل اليوم هو الإعلام فى الداخل والخارج وإن الوصول إلى قطاعات أخرى من الشعب هو الواجب الأهم، وإن الثبات والإصرار وتفعيل آليات "العصيان المدنى" والابتكار والتجديد فيها من أولى الأولويات الآن وعلينا أن نشرح للشعب أهمية "السلمية" وثقافة "اللاعنف" حتى لا يتم تشويه صورة الثورة والرد على كل الإشاعات والاتهامات بكل الطرق. شهداؤنا عند الله فى جنات النعيم بمشيئته ورحمته وفضله، ومصابونا سيعودون إلى ساحة الجهاد قريباً، وأسرانا ومعتقلونا سيخرجون أحراراً قريباً، موعدنا مع نصر قريب وفوز عظيم".