قام اليوم الثلاثاء، الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية بجولة ميدانية لمتحف راتب صديق تفقد خلالها المراحل التى وصلت إليها الأعمال الإنشائية الجارية به، رافقه خلالها عدد من القيادات الإدارية والهندسية بالقطاع وبجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة القائم على تنفيذ هذا المشروع الثقافى الطموح، أتت الزيارة فى إطار سياسة قطاع الفنون التشكيلية الرامية إلى إعادة الحياة لجميع مواقعه القومية والفنية المغلقة حتى تعود فى أبهى صورة صروحاً ثقافية تشع فكراً وإبداعاً. وخلال جولته بالموقع أعرب أ.د. صلاح المليجى عن شكره وتقديره لجميع العاملين بالموقع والقائمين عليه مثنياً على الدور الوطنى المهم والمشرف الذى يقوم به جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وعلى أدائه، وبحث معهم الاحتياجات الفنية اللازمة لتحويل هذا الموقع إلى صرحٍ ثقافى مُتكامل، بعد أن عانى من التجاهل لمدة 20 عاماً تقريباً منذ تبرع الفنان الراحل راتب صديق بمنزله الكائن بحى العمرانية بالجيزة، وذلك عام 1994 ليكون متحفاً يضم مجموعة من روائع أعماله الفنية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى بدء العمل بالموقع، ظل المكان مغلقاً ومهجوراً مما تسبب فى تدهور حالة المبنى والخدمات به، إلا أن مقتنياته كانت مصونة ومحفوظة بحالة جيدة. وصرح المليجى: "إن عملية التطوير تسير بخطى أسرع من الجدول الزمنى المُحدد، حيث تم إسناد المشروع للجهاز للتنفيذ فى مدة 11 شهراً، بدأت فى 23 مايو2013، بهدف إنشاء متحف ومركز ثقافى متكامل يخدم أهالى المنطقة التى تفتقر لهذه النوعية من المُنشآت الثقافية ودورها المهم كنوافذ للطاقات الخلاقة والمواهب، وإسهامه فى نشر الثقافة البصرية والذائقة الفنية، وإعلاء قيم الوعى بالجمال والإبداع، وما يعكسه ذلك من مردود إيجابى على سلوكيات الأطفال والنشء فى منطقتى العمرانية والمنيب، فخلال هذه المدة القصيرة من بدء العمل فقد تم تنفيذ حوالى 60% من حجم المتفق عليه". هذا وقد تم الحرص فى تصاميم عمارة المتحف، والذى تبلغ مساحته الكلية 4200م2 أن تتلاءم وتتناغم مع البيئة المحيطة وطبيعة سكانها، لذا لجأ المصممون إلى مدرسة الراحل العظيم حسن فتحى، والتى اشتهرت بعمارة الفقراء والبسطاء، وهى المدرسة التى ينتمى إليها منزل الفنان راتب صديق، وهو ما حرص القطاع على المحافظة عليه، فيما تم استحداثه بالموقع من إنشاءات وإضافات مهمة تكتمل بها منظومته الثقافية والخدمية لأهالى المنطقة، حيث يتم إنشاء مركز للورش الفنية، وقاعة للعروض الفنية المتغيرة، ومسرح مكشوف على غرار ما تم بناؤه فى الجناح المصرى ببينالى فينسيا للعمارة 2012، ومكتبة للطفل، ومبنى للمخازن، وكافتيريا وخدمات عامة لرواد المكان، مع تزويد الموقع بنظم الأمن والحماية على أعلى مستوى تقنى ضد الحريق والسرقات وشبكات الكهرباء ومولدات للطوارئ، وكذلك نظم الصرف ومعالجات للتربة ضد عوامل المياه الجوفية والرطوبة، وهو ما يؤكد على حرص الدولة على إيصال رسالة إيجابية للمواطن العادى مفادها إنك محل اهتمام وتقدير ورعاية".