سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طبول الحرب تدق على رؤوس السوريين..والجيش النظامى يُعلن حالة النفير العام والتعبئة العامة استعداداً للمعركة..وأهالى سوريا يتصارعون على تخزين السلع التموينية ويلجأون للمساكن البعيدة عن المنشأة العسكرية
بعد صحوة مفاجئة من المجتمع الدولى تجاه القضية السورية جاءت فى الساعات الأخيرة من التقاط الشعب السورى أنفاسه الأخيرة، على يد نظام يتعامل معه على أنه أسير لبلاده، ليأتى إعلان التحالف الدولى بين الولاياتالمتحدة وفرنسا وتركيا وألمانيا والأردن والسعودية والإمارات وبريطانيا، لتوجيه ضربة عسكرية بعيدة تماما عن أهداف تلك الدول المعلنة بنجدة الشعب السورى من استخدام النزاع السورى للأسلحة الكيميائية ضده. وتأتى نوايا الضربة وفقا لمحللين دوليين لإنهاك نظام الأسد وإجباره على وقف استخدام السلاح النووى من جانب وإلى الدفع لعقد مؤتمر جينيف 2 من جانب آخر، إلا أنه سيأتى هذه المرة وهو منهك القوى، خاصة مع إعلان التحالف الدولى عن توجه لضرب منشآت الأسد العسكرية وضرب قواه اللوجستية، بحيث يتم تكسير قاعدة النظام، دون الاعتبار لفض أركان النزاع بين أطراف القوى السياسية فى سوريا فهو أمر ثانوى لا يعنى دول التحالف الدولى. وفى الوقت الذى يسعى فيه الرئيس السورى بشار الأسد إلى تقديم صورة الزعيم الهادئ والمستعد لمواجهة التحدى الأكبر منذ تسلمه السلطة قبل 14 عاماً، خاصة مع تزايد الاستعدادات الغربية لتوجيه ضربة عسكرية لسورية، تسيطر حاله من الخوف والرعب على الشعبى على أهالى سوريا، حيث يسابق سكان العاصمة السورية الزمن للاستعداد لهجوم أجنبى فيلجا الجميع لتكدس الإمدادات التموينية، والاحتياجات الأساسية للمنازل، حيث يزدحم فى محال البقالة أهالى دمشق يحملون الخبز والأغذية الجافة والمعلبات خشية أن يواجهوا نقصا إذا تعرضت المدينة لهجوم. وكان الإقبال أكبر على البطاريات الجافة والمياه، فى حين يتزاحم آخرون للعثور على مأوى بعيدا عن الأهداف العسكرية المحتملة، أما على مشارف دمشق فالوضع أكثر سوءً فأهالى مناطق "الحمة وجمرايا والقادسية" يشعرون بشكل خاص بالخوف والقلق، لأن أحيائهم تعتبر مواقع لعدد من المنشآت البحثية العسكرية ومخازن السلاح، إضافة إلى القواعد العسكرية، المتواجدة بها، كما تم إجلاء "كفر سوسة" كاملاً. ويقول أحد المعارضين، فى حديث لأحد الوكالات الدولية: "يمكنك سماع دوى إلقاء الإبرة فى كفر سوسة"، وفى مدينة تنتشر فيها عشرات المواقع العسكرية بين السكان المدنيين يخشى كثيرون أن تصبح دمشق مكاناً خطراً بشكل خاص إذا حدثت ضربة يقودها الغرب، ردا على استخدام للأسلحة الكيماوية الأسبوع الماضى، مما أدى إلى قتل المئات فى ضواحى دمشق. على الجانب الآخر، أطلق قوات الأسد نفير الاستعداد للحرب، حيث أخلت قوات الرئيس أغلب الأفراد من مقار قيادة الجيش والأمن فى وسط دمشق استعداداً لضربة عسكرية غربية محتملة. وقال أحد مصادر الجيش النظامى السورى، فى تصريح صحفى لأحد وكالات الأنباء، إن وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت عددا من الشاحنات لاستخدامها فيما يبدو فى نقل أسلحة ثقيلة إلى مواقع بديلة، على رغم أنه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية، فيما قد يرجع إلى القتال العنيف قرب الطرق السريعة الرئيسية. ووفقا لشهود عيان نقلت عنهم صحيفة الحياة اللندنية، قولهم: "مركبات مدرعة وشاحنات تقل جنوداً من قوات الحكومة شوهدت أمس الأربعاء وهى تغادر منطقة مطار دمشق الدولى التى يوجد بها ثلاث قواعد للجيش متجهة نحو بلدة حران العواميد القريبة". وذكر أحد مقاتلى الجيش السورى الحر المعارض أن من بين المبانى التى أخليت جزئياً مبنى القيادة العامة للأركان فى ساحة الأمويين ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الأمنية فى حى كفر سوسة الغربى. وقالت المصادر إن الشاحنات شوهدت فى الساعات الثمانى والأربعين الماضية عند المدخل المطوق للعديد من المبانى لتنقل فيما يبدو مستندات وأسلحة خفيفة، كما قامت وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها فى ما يبدو فى نقل أسلحة ثقيلة إلى مواقع بديلة، رغم أنه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية فى ما قد يرجع إلى قتال عنيف قرب الطرق السريعة الرئيسة. وفى وسط المزاج الكئيب حاول بعض المؤيدين ل"الأسد" إثارة شعور وطنى، فسيارات الدفع الرباعى تجوب أحياء وسط دمشق وتذيع الأغانى الوطنية، ولوّن شبان الكتل الخرسانية التى تسد الطرق بألوان العلم السورى. ومع اقتراب موعد رحيل الوفد الدولى للتفتيش عن الأسلحة الكيماوية عن سوريا، وفقا لتصريح الأمين العام للأمم المتحدة "بان كى مون"، عن اعتزام الفريق الدولى مغادرة سوريا صباح السبت، مما يمثل التوجس الأكبر عن اقتراب موعد العملية العسكرية فى سوريا، والتى لا يعلم احد إلى الآن مداها وإلى متى ستظل، هل كما تنبأ بعض التحليلات أنها لن تعترض إلا المنشآت العسكرية الحيوية فى سوريا، كالمطارات وبعض المراكز الحربية للجيش السورى، لشل النظام السورى تماماً وردعه عن المزيد من العمليات العسكرية، وعدم التوغل فى حرب برية أم ستفرض الحرب وقتها أدواتها وتخرج عن السيطرة، كما حدث فى تجارب الاعتداءات الدولية السابقة، كما كان فى العراق على سبيل المثال.