أكد الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، أنه لا يوجد شيء الآن اسمه "مظاهرات سلمية"، مضيفاً: "لم يعد من نتيجة لهذه المظاهرات إلا تخريب البلاد وتحويلها لفوضى يعم فيها القتل والجراح والنهب، وتزداد أعداء المسجونين ويعود البطش، وتتوقف الدعوة، وأنتم بمشاركتكم فى مظاهرات فيها مسلحين تصنعون الطواغيت من جديد، وتدفعون مَن كان طاغيًا فى الأصل إلى مزيدٍ من الطغيان". وأضاف "برهامى" فى فتوى له مساء الثلاثاء: "لا يوجد شيء الآن اسمه مظاهرات سلمية، والدليل ما رأيتَ أن واحدًا لا تعرفه أراد قتل هذا الشخص، فهو يحمل سلاحًا إذن، والمظاهرة التى فيها البعض يحمل السلاح ليست مظاهرة سلمية، ولوكانت سلمية تمامًا وتعلم أنهم مقتولون أو يُقتل منهم من قِبَل المجرمين والظالمين؛ فأين فى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن تدخل صدامًا كهذا بلا عدة؟! ولوقلتَ: عندنا عدة! فيا عجبًا مِن موازين مختلة فى عقول قد غابت عن الوعى والواقع، ولم تجزم بعد بأن العدة غير متكافئة بالمرة؛ وقد كنتُ أقول إنها واحد إلى مائة، والآن أقول: بل واحد إلى ألف وأقل!". ورداً على من يبحون قتل المخالفين، قال نائب رئيس الدعوة السلفية: "أما مَن يقول لك: "دمه حلال" فكاذب؛ لأن القتال بهذه الطريقة ليس مشروعًا، بل هو من نوع ما قال موسى - عليه السلام - فى قتله للفرعونى: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُومُضِلٌّ مُبِينٌ) (القصص:15)، مع أنه كافرٌ بلا شبهة، مِن أعداء الإسلام؛ فكيف بمسلمين "إلا أن تكفروهم بالباطل والعقيدة الفاسدة! ولوكان فيهم منافقون، بل لوكانوا كلهم منافقين؛ لكان لابد من إعمال ميزان المصالح والمفاسد فى تنفير الناس عن الدين: (لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ) (متفق عليه). وتابع برهامى: "لا شك فى وجود تأويل لدى الجنود - ولوكان خطأ أومخطئًا - فهناك من يقول لهم بأنهم يحمون البلاد من الفوضى والخراب والتقسيم ضد جماعات إرهابية تكفيرية؛ قد سمعوا هم ورأوا قرائن ذلك فى الخطاب المدمر فى "رابعة العدوية" وغيرها، وعمومًا نحن ننهى الجميع عن القتل والقتال بيْن أبناء الوطن الواحد، وعامتهم أبناء الدين الواحد "الإسلام"، ونقول: "هذه فتنة من أعظم الفتن فطوبى لمن ربأ بنفسه عنها". وقال نائب رئيس الدعوة السلفية: "أؤكد على إخوانى وأبنائى فى كل مكان ألا يشاركوا فى هذه المظاهرات ولا فى أى عمليات قتل أو اغتيال أو تفجير، ويتحملوا أذى الناس ويكفوا أذاهم عنهم، وأن يجتهدوا فى إصلاح صورة العمل الإسلامى النقى بالدعوة إلى الله – تعالى - وسط الناس والمجتمع الذى نحن جزء منه؛ فهذا وقت الدعوة ووقت (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) (النساء:77)، وقت: (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف:128)؛ لا وقت القتال المُهلك للعمل الإسلامى الذى يؤدى إلى كسرته، وذلة المسلمين وقتلهم وحبسهم، وتشويه صورتهم، بل واستئصالهم إذا لزم الأمر!".