صدرت عن دار "ملامح" للنشر المجموعة القصصية "رجل العواطف يمشى على الحافة" للكاتب "عبده جبير". تشتمل المجموعة على 25 قصة قصيرة من بينها: "المقابلة"، "القلب من الداخل"، "فى ظل قصة ما"، "تليفون"، "نهاية اللعبة"، و"رجل العواطف يمشى على الحافة" التى اختارها اسما لمجموعته. تمثل "رجل العواطف" نقلة نوعية فى مسار الكاتب الذى اختط التجريب كأحد أهم ملامح أعماله التى تنوعت ما بين القصة والرواية. إذا صنفت كتابات "جبير" الذى ينتمى إلى جيل السبعينيات فنراه فى محطته الأخيرة "رجل العواطف"، يرصد تجربة واقع اليوم، وأكثر التوجهات حداثية فى المرحلة التى أطلق عليها النقاد "ما بعد الحداثة" هى تلك المرحلة التى تميل إلى التفكك، فكل كيان كبير يفكك إلى جزئيات وكيانات أخرى صغيرة لتجد نفسك أمام عدد لا نهائى من المعطيات والعناصر التى هى نتاج كل واحد مع اختلاف الأسماء، تتداخل وتتناقض فى كل مجالات الحياة فى الفكر الفن والأدب لتعبر بوضوح عن المزج الواضح بين الفن والحياة. استطاع "جبير" أن يلتقط طبيعة المرحلة التى يعيش فيها ويمسك ببوصلة الواقع ويعرف أين يذهب؟ وأين يأتى؟ فهو قادر على فهم طبيعة التوجه الذى يتوجه إليه المجتمع ومن ثم التعبير عنه. ركز "جبير" على ملامح اللحظة وما يعيشه الإنسان المصرى المعاصر من ملل وفراغ وخواء روحى وهو ما يمثل التيمة الأساسية لهذا الكتاب فتشعر أنه كتب لك أو يعبر عنك. "رجل العواطف" نقلة نوعية فى مسار الكاتب وتجاربه العديدة فتبدو الأشكال الفنية كالمسرح والسينما لوحة متناهية مع شكل القصة القصيرة ويبدو "جبير" كاتبا يمشى على حافة عصره.