كشفت بيانات وزارة الداخلية فى حادثى الزيتون وتفجيرات الحسين مؤخراً، أن المتهمين فى كلا الحادثين على علاقة بجيش الإسلام الفلسطينى، وهو ما يعطى إنذاراً هاماً بأن مصر على أعتاب تنظيم جديد يختلف عن كل التنظيمات الجهادية الأخرى التى شهدتها البلاد فى السنوات الماضية. جيش الإسلام الفلسطينى يقوم على مبدأ التنظيم العنقودى، الذى يعتمد على وجود مجموعات تعمل دون أن تعرف بعضها البعض وعلى أن يقتصر التنسيق بينها عن طريق رئيس كل مجموعة، والاتصال بين أعضاء كل مجموعة ورؤساء المجموعات الأخرى يكون عبر شبكة الإنترنت، وهو ما كشفت عنه تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى تفجيرات الحسين، حيث توصلت أجهزة الأمن إلى رسالة إلكترونية على غرفة الشات "الدردشة" بين طرفين أدهما قال "شوفت اللى حصل فى الحسين"، فرد الآخر "آه باين عليهم حبايبنا"، وكان أحد أطراف الدردشة هو خالد محمود رمضان المتهم الهارب فى قضية تنظيم القاعدة عام 2007، والمنضم إلى جيش الإسلام الفلسطينى، والذى تولى مهمة رئيس المجموعة المسئولة عن تفجيرات الحسين. ويستخدم جيش الإسلام الفلسطينى وسائل متعددة فى تجنيد عناصره، أبرزها إرسال صور للاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين إلى الشباب المراد تجنيدهم على بريدهم الإلكترونى، وذلك لكسب استعطافهم مع القضية الفلسطينية، ومن ثم بث روح الجهاد بداخلهم ودفعهم إلى القيام بعمليات تخريبية، وبعد الاستقطاب والتجنيد تبدأ رحلة الاتصال الرسمى عبر الإنترنت والتكليف بالمهام واجبة التنفيذ، فالأمر والطاعة بين أعضاء المجموعة ورئيسهم لا جدال فيه، وهو ما بدا بصورة واضحة بين خالد محمود رمضان ومجموعة تفجيرات الحسين، فعلى الرغم من وجوده خارج البلاد، إلا أنه سيطر على المجموعة وقادها لإحداث التفجيرات. الأغرب أن المجموعات التابعة لجيش الإسلام الفلسطينى لا تضم مصريين فقط أو عرب فقط إنما تضم أجانب من جنسيات مختلفة مثل البلجيكيين والفرنسيين والألمان، وهو ما يدل على أن جيش الإسلام الفلسطينى له ذيول بالدول الأوروبية.