اعتقد البعض أن الشعب المصرى شعب خنوع، يركن إلى الذل ويرضى به كطبيعة من طبائعه، ورسخ هذا الاعتقاد الخاطئ فى عقول وضمائر الإخوان المسلمون وخاصة القطبيون منهم، وكنت أتسامر كثيرا مع المرحوم الأستاذ أحمد رائف الناشر والمؤرخ الإخوانى، رحمه الله، قبل وفاته "حيث إنه صهر ابنى المهندس محمد، وكنت أرفض تماما أن يتصف الشعب المصرى بالجبن فى سبيل حريته واستقلاله وكنت أشرح له أن من هربوا من مصر وذهبوا للبحث عن المال فى أحضان دول الخليج البترولية الذين كانوا يخشون من السياسة الجديدة للمصريين متمثلة فى جمال عبد الناصر، إنهم هم القطبيون الذين خانوا الأمانة بالنسبة لهذا الشعب العظيم لأنه كمبدأ فى العلوم السياسية أن أى شعب أو تجمع لابد له من راية يحملها قواده ليسير خلفها الشعب فإذا سقطت تلك الراية أصبح التجمع أو الشعب مبعثرا ويسهل هزيمته لأنه يفقد هويته، وكان الإخوان المسلمون يسعون لأن يكونوا حاملى الراية فى ذلك الوقت وكانت غالبية الشعب تسير خلفهم، خلف راية الإسلام التى أعطاها لهم الشعب كأمانة، ومع ذلك كانوا أول من هرب من مصر بعد الصدام مع عبد الناصر وتركوا شعب مصر الذى وجد قائدا بطلا عظيما مسلما، هو جمال عبد الناصر ووجدوا جيشا وطنيا مسلما يدافع عنهم ويدافعون عنه وحققوا الانتصارات العالمية بنشر الروح الثورية فى ربوع أفريقا والعالم، وكانت فرصة الشعب لينضم إلى القائد البطل. أما هؤلاء الذين خانوا ثقة الشعب الذين يخدعون وخدعوا بسطاء مصر "الجبناء الذين هربوا، أخذوا يبحثون عن ضالتهم فى الاستيلاء على حكم مصر بدون تضحيات والانتقام من شعب مصر فى نفس الوقت بأى وسيلة فذهبوا إلى أمريكا وعرضوا عليها خدماتهم بلا حدود حتى ولو كان منح أرض مصر وتحقيق أحلام أمريكا وإسرائيل بإقامة الشرق الأوسط الكبير أو"إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات". وأعد الجميع الخطط لتدمير الجيش المصرى حامى المصريين ودرع الوطن وسيفه وحامى الإسلام فى مصر وكادت الخطوات أن تتم، ولكن إرادة الله كانت لهم بالمرصاد، فأفسدت ما مكروا له وانقلب السحر على الساحر، وتحول الأبطال الكارتون الذين ظنوا أنهم خدعوا الله وخدعوا بسطاء مصر، وحدث لهم ما حدث والآن ومرة أخرى لا يتورعون عن التورط فى قتل أطفال مصر الذين خدعوهم، بتقديم العون لفقرهم وحاجتهم، واتخذوهم دروعا بشرية لحمايتهم وليعيدوا الكرة بعدها ضد الشعب المصرى، ولكن هيهات "ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين" صدق الله العظيم.