بمجرد أن تغمض عينيها تنتهى رحلة الكلمات لتنطلق ملايين القصص فى معزوفات متناغمة على آلة "الفلوت" تنسجم مع حركاتها الهادئة لتحكى تجربه بنت اقتحمت عالم فرق "الأندر جراوند" متنازلة عن دنيا الكلمات التى تملأه، مكتفية بآله نفخ صغيرة تزاحم وتنافس بها عشرات الشباب الذين احتلوا أخشاب مسارح فرق الشارع لأعوام طويلة بعنوان واضح اختارته لنفسها ولفريقها الثلاثى "صولو بنت"، هذا العنوان الذى لا تتنازل عنه إلا حين تحول آلتها لأداه خيرية توزع الابتسامات فى قلوب الفقراء. شيماء عبد الحميد أو "شيموفلوت".. الأول اسمها والثانى هو عنوانها فى الحياة الذى يعرفها به الجميع عقب عشرة سنوات لم تفارق فيها آلتها الصغيرة منذ كان عمرها ستة عشر عاماً، جمعت فيهم لقب الأولى على الجمهورية فى عزف الفلوت مرتين، ومثلت مصر فى مهرجان مراكش الدولى الرابع للموسيقى، وشاركت فى اليوم العالمى للمرأة قبل أن تكون فريقها الخاص وتخوض مغامرة فى عالم فرق الأندر جراوند، لتقدم الموسيقى التى أنتجتها بنفسها، وتحول آلتها لصناعة خيرية للسعادة بين الأطفال الفقراء. "الصولو" فى الأصل هو العزف المنفرد، وهو الاسم الذى اختارته شيماء ليصبح اسم فريقها، مضافاً إليه كلمة بنت، وعن هذا الاختيار تقول "رغم أن فى عازفين معايا لكن آلتى فى الأصل بتعزف عزف منفرد، وهى الآلة الرئيسية، ده غير أن الفريق فيه بنت واحدة عشان كده اخترت صولو بنت". تضع آلتها أمامها حين تحاول تلخيص حكاية فريقها وتقول "الفريق هو خلاصة المزيكا اللى بحبها، بجمع فيه بين الموسيقى الجاز واللاتينى، مع الأنغام الشرقية والتركى، وبدأنا أول حفلاتنا فى شهر أكتوبر 2012، وطلعنا كضيوف مع فرق كثير عشان نشد الناس اللى مش متعودة تسمع موسيقى من غير أغانى لينا". رحلة شيماء فى الخير بدأت مع فريق اتجنن فى الخير، مع توزيعهم للابتسامات، والبالونات، وحتى الغذاء، قررت هى أن تضيف لهم توزيع الموسيقى، فتقول ببساطة "الموسيقى هى الأداة الحقيقية للفرحة، يمكن الفقراء عندهم أولويات محتاجينها زى الأكل والملابس، لكن يمكن السعادة إلى تقدمها ليهم الموسيقى وإحساسهم أن فى حد مهتم بهم تخفف عنهم حاجات كثير". "أن تكسر حدود الفرق الغنائية لتصنع فريقاً جماهيرياً ضخماً يقدم الموسيقى فقط ويجتذب الجماهير، وتتخطى هذا بأن تصبح موسيقية مصرية يعرفها العالم".. هى أحلام تذكرها "شيموفلوت" بكلمات واثقة من الوصول لها، الخطة وضعتها منذ عشر سنوات بالضبط "الموسيقى هى بيتى إلى بعيش فيه، فى الأول كان الحلم صعب لكن بدأت أوصل ليه جزء جزء، وفعلاً مثلت مصر والمرأة فى مهرجانات كثير، وأكيد كل حاجة ليها وقت".