سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى أول أيام عيد الفطر المبارك.. الأطفال لا يعترفون بالهزيمة أمام الأحداث التى تمر بها البلاد.. "ملاهى البسطاء" ترسم الفرحة على وجوه الصغار فى المناطق الشعبية.. وكل الألعاب فقط بثلاثة جنيهات
على الرغم من جميع الأحداث والآلام والهموم والمشادات والدماء والانقسام والأجواء التى تمر بها مصرنا الحبيبة نجد الأطفال لا يزالون ترتسم على وجوههم البسمة والسعادة والفرحة بالعيد، فمصرنا الغالية محفوظة بأمر الله تعالى حيث قال فى كتابه العزيز ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾. أغانٍ شعبية تناسب طبيعة المكان وتنطلق من سماعات ضخمة فى صخب، ضحكات وصرخات معلقة مع أصحابها فى الهواء، بائعو حمص الشام والمأكولات الشعبية والترمس وغزل البنات والأيس كريم منتشرون فى المكان ومن حولهم يلتف الصبية والفتيات مع ذويهم أو بصحبة أصدقائهم، مجموعة ألعاب متواضعة بعضها يعمل فى الأرض والآخر فى الهواء.. هكذا هو المشهد فى "البوهى بارك" متعة البسطاء فى منطقة إمبابة والمناطق المجاورة. وسط أجواء بهيجة، سيطرت عليها ضحكات الأطفال وصيحات الشباب، وتدافع المارة فى أحياء القاهرة الشعبية، تجول "اليوم السابع" بين مناطق إمبابة وشارع الوحدة والبوهى للتعرف على أجواء العيد بها، ومشاهدة "ملاهى البسطاء"، التى تتخذ من الشوارع سكنا، ومن المارة والأطفال زبائن لها. ورصدت عدسة "فيديو 7" كل مظاهر الاحتفال بمنطقة البوهى بحى إمبابة والتقت محمد على الذى يعمل سائق "عربة كارو"، ويخرج فى الصباح الباكر ليجمع أبناء المنطقة، ويعبر بهم الطريق وهم يغنون "على عليوة"، ويهللون كلما مرت بجوارهم أى سيارة. وأضاف أنه يطوف بالأطفال فى جولة قصيرة، تستغرق نحو نصف الساعة فى شوارع إمبابة، مرورا بشارع البوهى ومدينة العمال، مقابل جنيه واحد، فى الذهاب ومبلغ مماثل فى رحلة العودة، مما جعل عربته الكارو وسيلة مناسبة للترفيه، وملائمة لظروف الفقراء، وبعد الفسحة والمرح سرعان ما يذهبوا إلى منازلهم ليتناولوا الطعام مع أفراد أسرهم ورصدنا أيضا حالة الرضا والابتسامة على وجو الأطفال الذين أكدوا أن ركوب العربة الكارو من أمتع الفسح فى العيد حيث يتم التعرف على أصدقاء جدد وأيضا السعادة بترديد الأغانى والهتافات حينما تقابلهم عربة كارو أخرى محملة بالأطفال مثلهم. أما البعض الآخر فيتجهون إلى الملاهى الموجودة فى منطقة البوهى التى تعد الأولى من نوعها تناسبا مع حالة أهل المنطقة المادية فهى الأقرب إلى أبنائهم فهم لا يحتاجون إلى ركوب مواصلات ليصلوا لها وفى شارع الوحدة وتحديدا منطقة ملاهى البوهى. والتقينا عددا من الشباب القائمين على تشغيل الملاهى وهم مجموعة من الشباب الجامعى الذين يبحثون عن مصدر للدخل لتوفير النفقات الخاصة بالدراسة. يقول خالد همام طالب بالفرقة الثالثة كلية الحقوق جامعة القاهرة: "نعمل على نصب الألعاب ونرتبها من يوم الوقفة، وحتى نهاية أيام العيد، ونشعر دائما بالسعادة لأننا نعتبر الأطفال الذين يرتادون على الملاهى هم أشقائنا فنحن حريصون على إسعادهم وعلى سلامتهم". أما عمر فهو خريج معهد بصريات ويقول أعمل على لعبة "السوستة"، التى يقبل عليها الأطفال بشغف كبير، حيث يقفون فى طوابير حولها ينتظر كل منهم دوره، وتعد هذه اللعبة هى المفضلة من قبل الأطفال لأنها سهلة وتكاليفها بسيطة لا تتعدى الجنيهان. والألعاب فى ملاهى الفقراء ليست كثيرة، لكنها تفى بالغرض، "فالعوامة والمرجيحة، والسوستة، أو الحصان اللى بيلف، أو السلاسل، ولعبة العربية والطيارة الدوارة" كلها ألعاب بسيطة، تجذب أطفالا فى منطقة شارع البوهى بإمبابة وما حولها من مناطق شعبية فقيرة. المسئولون عن الألعاب فى الملاهى، تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 25 عاما، ويستخدمون ال"دى جى" بأصوات مرتفعة جدا لجذب انتباه الأطفال والصغار، من خلال أغان شعبية وموسيقى صاخبة، لا يتمكن الشخص العادى من تفسير كلماتها نظرا، لصعوبة ألفاظها وعدم وضوحها وتداخلها وإيقاعها السريع. أما عن أبطال هذه الجولة داخل حديقة ملاهى البوهى وهم كثيرون من أبناء هذه المنطقة والمناطق المجاورة هم مجموعات من الأطفال الذين وجدوا سعادتهم فى الألعاب المتاحة بالحديقة معربين عن رضائهم وسرورهم بتواجدهم فى هذا المكان حيث الأسعار البسيطة التى تتناسب مع عيديتهم وأيضا الألعاب المختلفة مثل السوستة والحصان الدوار والمرجيحة ولعبة قيادة السيارات والحاوى والأرجوز والساحر.