تصدر قريباً عن دار "ليليت" للنشر والتوزيع، المجموعة القصصية "هذيان كل يوم" للكاتب مأمون المغازى، وتصميم الغلاف ل"فاطمة عشرى". ويقول المغازى فى مجموعته: سألوذ بالصمت دهرًا لأننى، أعييت قولاً وسكوتًا، ألوم فى الحب نفسى، أم ألوم الحب أننى بعض من جراحٍ، وإننى لراحل عن فضاكِ إلى فضاكِ، وإننى لزارع فى التيه حقلاً، فهل كنت مثلى فى التيه تزرعين أعنابًا وزيتونًا، أم أننا عاينا الحقائق أنهرًا، وروينا النهر من حنانٍ ومن هوانا... يا ليت صد الأحبة مؤلمٌ؛ إذًا لهان الصد والملال، ولكن الصد قتل، وقتل الحبيب للحبيب جرم لا كفارة له ولا قصاص، كلاهما معلق من هدب عينه... لا الروح راجعة، ولا الجفن يهنأ ولو دهرًا غفا ونام، لكننى عُلِّمت أن المحب مهما توارى يسكر بدمعه سكرًا لا هو بالمضل، ولا هو الشافى جراحًا مهما قال كلاهما إنه استبرأ وتاب، فتوارى بدمع عينيكِ عله الغسول، وعله يدنيكِ من الصواب، وعلمينى كيف التطهر فى هواكِ، وعلمينى كيف أرتاد الأعالى وقد مددت يدى، فهاتى يديكِ؛ لا بالراح مدى، وإنما فى عمق القلب درر فانتقى منها ما يشفى جراحكِ والغيابَ، وتوسدى حرفى ما حييتِ، وإن متُّ فتوسدى منى إهابًا وإن بقى للذارياتِ ترابًا.