نجحت ضغوط عشرات المنظمات والأكاديميين والباحثين فى الولاياتالمتحدة فى دفع ائتلاف للمكتبات الأمريكية إلى إلغاء مشاركة كاتب أمريكى معاد للإسلام فى المؤتمر السنوى الذى يعقده الائتلاف. ويأتى التطور الجديد بعد إعلان انسحاب جميع المتحدثين فى الندوة، التى كان من المقرر أن يتحدث فيها أمس الأحد الكاتب الأمريكى المتطرف روبرت سبنسر عن الإسلام، احتجاجا على مشاركته، مشيرين إلى تاريخ سبنسر الطويل من التصريحات والكتابات المعادية للإسلام. وكانت جمعية المكتبات الأمريكية، وهى أكبر منظمة للمكتبات فى العالم، قد أعلنت عن استضافة سبنسر أمس الأحد، لمناقشة الصور النمطية السلبية الشائعة عن الإسلام فى الولاياتالمتحدة، فى ندوة بعنوان "وجهات نظر عن الإسلام: بعيدا عن الصور النمطية". لكن ميرا أبيل، رئيسة الدائرة المستديرة لتبادل المعلومات الإثنية والثقافية، أعلنت فى بيان عن إلغاء الندوة، بعد إعلان انسحاب جميع المتحدثين اعتراضا على وجود سبنسر. وكان المؤتمر السنوى للجمعية قد انطلق فى شيكاغو بولاية إلينوى الخميس الماضى، ويختتم أعماله الأربعاء 15 يوليو. ورحب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" الذى شارك فى حملة الاحتجاج على مشاركة سبنسر، رحب بالإعلان عن إلغاء الندوة. وقال أحمد رحاب، المدير التنفيذى لكير فى شيكاغو: "نشكر جميع الذين ساندوا التسامح والتفاهم المشترك متحدين آراء روبرت سبنسر المعادية للإسلام". وقال نهاد عوض، المدير التنفيذى لمنظمة كير، فى بيان: "نحن ندعم بقوة النقاش المفتوح والصريح للقضايا الصعبة، لكن أجندة السيد سبنسر المبنية على الهجوم تروج للصور النمطية التى كانت جمعية المكتبات الأمريكية تسعى إلى تفنيدها". وكان من المقرر أن يتحدث إلى جوار سبنسر، بحسب برنامج المؤتمر، البروفيسور إسماعيل كوشان بور، الأستاذ بالكلية الطبية فى شيكاغو، والدكتورة مارسيا هيرمانسين، مديرة برنامج دراسات العالم الإسلامى بجامعة لويولا فى شيكاغو، والدكتورة علياء عمار، الأستاذة بجامعة لويولا فى شيكاغو وعضو المؤسسة الإسلامية الشمالية. لكن الإعلان عن مشارك سبنسر أثار احتجاجات واسعة من منظمات أمريكية وأكاديميين وباحثين، كما أعلن جميع المشاركين فى الندوة إلى جوار سبنسر انسحابهم احتجاجا على وجوده بين ضيوف الندوة. هذا ووجه عدد من الباحثين والأكاديميين خطابا مفتوحا لإدارة المؤتمر احتجاجا على وجود سبنسر جاء فيه: "إن المراجعة السريعة لأعمال السيد سبنسر توضح أنه لا مكان له فى الحقيقة فى حلقة نقاشية تهدف إلى تبديد الصور النمطية عن الإسلام". وأضاف الخطاب، الذى حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: "نحن كليبراليين وعلماء وأفراد نشعر بقلق عميق باختيار جمعية المكتبات الأمريكية.. للسيد سبنسر فى هذه الحلقة النقاشية". واستشهد الموقعون على الخطاب بكتابات لروبرت سبنسر شبه فيها الإسلام بالفاشية. حيث قال فى تعريفه للإسلام على موقعه "جهاد ووتش": "إن مصطلح 'الفاشية الإسلامية‘ الخاطئ يمثل إطنابا لا لزوم له، فالإسلام نفسه نوع من الفاشية التى لا تحقق شكلها الكامل والصحيح إلا عندما تتولى سلطة الدولة". ويُعد سبنسر من أبرز الكتاب المعادين للعرب والمسلمين فى الولاياتالمتحدة، وهو ضيف دائم على الفعاليات المناهضة للإسلام، كما أنه مؤسس ومدير موقع "جهاد ووتش" المعادى للإسلام، ومن أشهر مؤلفاته كتاب "الحقيقة عن محمد: مؤسس أكثر أديان العالم تعصبا". وتصنف منظمة "الإنصاف والدقة فى نشر الأخبار" "فير"، وهى منظمة مراقبة إعلامية مستقلة، تنصف سبنسر باعتباره واحدا ممن وصفتهم ب"المجموعة القذرة" من الكتاب المعادين للإسلام فى الولاياتالمتحدة.