وقع مندوبون عن 186 بلداً عضواً فى المنظمة العالمية للملكية الفكرية على معاهدة دولية تقضى بتسهيل وصول المكفوفين والمعاقين بصرياً إلى الكتاب على المستوى العالمى، وذلك فى أعقاب المناقشات التى تمت بين الدول الأعضاء فى المؤتمر الدبلوماسى للمنظمة العالمية للملكية الفكرية الذى عقد نهاية الشهر الماضى فى مراكش بالمغرب. وتم التوصل إلى الاتفاقية التى تُعتبر إنجازاً كبيراً للمعاقين بصرياً بعد فترة من الإعداد والتحضير تواصلت على مدار عقد كامل، قبل أن يتم التوافق على إبرام الاتفاقية فى المغرب خلال انعقاد المؤتمر الدبلوماسى للمنظمة العالمية للملكية الفكرية فى مراكش بالمغرب، والذى شاركت فيه الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى المؤسس والرئيس التنفيذى لدار "كلمات" للنشر والتى أكدت بدورها على أهمية العمل والسعى لجعل القراءة متاحة للجميع، وخاصة لشريحة ذوى الإعاقة. وجاءت مشاركة الشيخة بدور القاسمى، استجابة لدعوة تلقتها لإلقاء كلمة خلال المؤتمر تقديراً لدورها فى دعم تطوير ونشر كتب الأطفال والمعاقين فى العالم العربى، ومساهمتها كوسيط للتواصل مع المنظمات والمؤسسات الدولية المختصة للمساعدة فى دعم وإغناء المكانة الثقافية للأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة، وركزت الشيخة بدور خلال المؤتمر على تسليط الضوء على الحاجة إلى وضع الكتاب فى متناول الجميع. وقالت الشيخة بدور فى تعليق لها حول اعتماد الإتفاقية: "سررت بنتائج هذه الاتفاقية التاريخية التى تعنى وصول كل شخص كفيف أو معاق بصرياً أو يعانى من صعوبة فى قراءة النصوص المطبوعة إلى الكتب التى يحتاجها للتعليم أو العمل أو الإندماج مع المجتمع". وطبقاً للإحصائيات المتوفرة لدى منظمة الصحة العالمية حول العمى وأمراض العيون، ثبت أن الإعاقة البصرية فى تزايد مستمر والمقلق فى الأمر أن شخص واحد فى العالم يصاب بالعمى كل خمس ثوان، وفقا لأحدث إصدارات منظمة الصحة العالمية هنالك أكثر من 285 مليون شخص على مستوى العالم مصاب بالإعاقة البصرية، منهم 39 مليون شخص مصاب بالعمى، و246 مليون شخص يعانون من ضعف النظر لمستويات الإعاقة. وستزيل الاتفاقية التى وقعها مندوبون عن 186 بلداً عضواً فى المنظمة العالمية للملكية الفكرية العقبات المتعلقة بحقوق التأليف والنشر والتى أعاقت وصول النصوص المطبوعة وغيرها من الأعمال المنشورة على المستوى العالمى فى صيغ تتيح للمكفوفين الإطلاع عليها من قبيل طباعة "برايل"، والطباعة بأحرف كبيرة، والملفات الصوتية. ويتعين على جميع الدول التى صادقت على الاتفاقية تقديم إعفاءات من حقوق التأليف والنشر داخل كل دولة بما يتيح للهيئات الحكومية والمنظمات غير الربحية تحويل المصنفات المنشورة إلى نسخ يمكن للمكفوفين والمعاقين بصرياً الولوج إليها، وتوزيعها عالمياً إلى هذه الشريحة من القراء. وتنص الاتفاقية على منح المنظمات المختصة بالمكفوفين حرية المشاركة خارج حدود بلدانها فى قوائم الكتب المتاحة بصيغ تتيح للمعاقين بصرياً الإطلاع عليها، وبشكل خاص ضمن البلدان النامية، حيث يتواجد ما نسبته 90 بالمائة من المعاقين بصرياً حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. وأضافت الشيخة بدور القاسمى: "نحن كناشرين نؤيد أهداف المعاهدة فى تعزيز وصول شريحة المعاقين بصرياً إلى المواد المطبوعة، ولكن ما زال هناك بعض المخاوف من إحتمال تأثير هذه المعاهدة على حقوق الناشرين، حيث هناك العديد من القضايا ما تزال قيد التفاوض فى هذا الشأن، وفى الوقت نفسه نشعر بارتياح تجاه بنود المعاهدة التى أكدت للمؤلفين والناشرين بأن هذا النظام لن يعرض أعمالهم المنشورة إلى أى سوء استخدام أو توزيع لأى جهة كانت سوى الشريحة المعنية بهذه الاتفاقية".