ألقت الأزمة السياسية التى تعيشها مصر بما تخلفه من بحور للدم بظلالها على "فرحة رمضان"، هذا الشهر الكريم الذى ينتظره الملايين كل عام لما فيه من أجواء روحانية وترفيهية معًا.. لكن هذا العام ووسط حالة الزخم السياسى، نسى أو تناسى المصريون فرحة شهر رمضان حتى أن البعض نسى تبادل التهانى بمناسبة الشهر الكريم. كما أن حالة الركود الاقتصادى التى تعيشها مصر بشكل عام والطبقة الوسطى والفقراء بشكل خاص أثرت سلبا على الأسرة بأكملها، فحرم الأطفال من أبرز سمات الشهر الكريم وهى "الفوانيس"، وعزف الأهالى عن شراء "ياميش رمضان" وربما اكتفى البعض بشراء قسط قليل من البلح، وأصبح لسان حال المصريين "رمضان هذا العام حزين". فى البداية يقول محمد عاطف 28 سنة،- تاجر أدوات مكتبية- إنه لم يشعر بفرحة رمضان هذا العام رغم أنه حاول إدخال الفرحة على أسرته من خلال بعض الياميش وفانوس لابنه، مضيفا أن حالة الزخم والتناحر السياسى التى تعيشها مصر ومشاهد العنف التى يبثها التليفزيون بصورة شبه يومية، أفسدت عليه الفرحة هذا العام. يتفق معه عيد فاروق 29 سنة بائع ملابس، الذى يرى أن حالة التناحر على السلطة وتسابق كل فصيل سياسى لجذب المؤيدين له طغت على الجو الروحانى الذى كان يسبق رمضان بأيام كثيرة، حتى أن مظاهر الفرحة بقدوم الشهر الكريم تكاد تكون اختفت من ملامح الشعب بأكمله، قائلاً:" كنا نعد للشهر الكريم منذ منتصف شعبان حيث تعم الفرحة والزينة فى الشوارع وتعلق الأنوار ويلعب الأطفال بالفوانيس، ولو أن شخصا كان فى غيبوبة واستيقظ لتيقن على الفور أنه فى شهر رمضان بسبب تلك الأجواء الرمضانية التى تحيطه، كما أن من لم ير رمضان فى مصر لن يعرف طعم رمضان بعد". ويقول أحمد سعيد 29 سنة- بائع ياميش رمضان– ضعف الإقبال هذا العام على شراء الياميش، مؤكدا أن ارتفاع الأسعار ليس السبب الرئيسى فى عزوف الناس عن الشراء، قائلاً:" الناس لم تشعر بقدوم رمضان بسبب الأحداث السياسية المتراكمة والتى أدت لكآبة حادة لدى الشعب بأكمله فقير وغنى"، لافتًا إلى أن تجار الياميش سيخسرون أكبر خسارة لهم هذا العام. ورصد عبد الرحمن محمود- 63 سنة موظف– ضعف وقلة محلات الياميش وفوانيس رمضان، هذا العام خاصة فى منطقته– الوراق بالجيزة– التى اعتاد أن يرى فيها العشرات من المحلات وغيرها ممن يفترشون الأرض لبيع الياميش والفوانيس. يؤكد رأيه محمود عبد الحى- 29 سنة تاجر ملابس– والذى يؤكد قلة محلات الحلوى والكنافة التى تعتبر مصدر رزق للكثير فى هذا الشهر الكريم، قائلاً: "كنا نرى العشرات يصنعون "فرنًا" بالطوب لصناعة الكنافة والقطايف فى الشوارع وتعتبر مصدر رزقهم الوحيد، لكن هذا العام رأيت أناسا كثيرة من هؤلاء قد عزفوا عن هذا بسبب ضعف الإقبال الذى لاحظوه". ويضيف كمال أبو الغيط 41 سنة- بائع– أن التجار حاولوا مثل كل عام أن يضفوا روح السياسية والأحداث الجارية على الأصناف لحث الناس على الإقبال، مثل إطلاق أسماء "مرسى، تمرد، 6 أبريل، السيسى"، على أنواع البلح إلا أنها لم تجد بسبب بحور الدم التى أصبحت تسال لتؤثر سلبا على الأهالى