سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صنداى تليجراف: السيسى أبلغ مرسى: لا يمكنك إقالتى لأنك لم تعد تتمتع بأى شرعية.. ليرد: أمريكا لن تسمح لك بالانقلاب.. الصحيفة البريطانية: يبدو أن الجيش المصرى يستطيع تغيير الموقف الدولى
نقلت صحيفة صنداى تليجراف عن مصدر مقرب من اللقاء الأخير بين الفريق عبد الفتاح السيسى والرئيس المعزول محمد مرسى بعض من الحوار الساخن بينهما. وقال مرسى: "أنا الذى عينتك وزيرا للدفاع ويمكننى إقالتك إذا أردت"... وكان رد السيسى عليه: "لا يمكنك إقالتى لأنك لم تعد تتمتع بأى شرعية"، ثم تابع: "أنت الآن تحت الإقامة الجبرية"، لينهى السيسى أى مزاعم بشأن انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين. ومع ذلك رد الرئيس المعزول بتحد: "هذا انقلاب وأمريكا لن تسمح لك بذلك"... وتشير الصحيفة إلى أنه ربما بالفعل كانت إطاحة الجيش بمرسى تلبية لرغبة أولئك المحتجين الذين خرجوا بأعداد ضخمة إلى الشوارع على مدار الأسبوع الماضى، لكن سوء التقدير السياسى خلال الأسابيع الأخيرة لمرسى كلفته دعم من وصفتهم "رجاله داخل الجيش". وتقول الصحيفة إن الفريق السيسى يتمتع بالذكاء والتفكير العميق، وفقا لمعايير الحكم السياسى والنخبة العسكرية فى مصر... فالجيل الأصغر داخل الجيش المصرى يتمتع بتفكير مستقل ويكره فساد النخبة فى عهد مبارك كما لا يبدو أنه راض عن اعتماد مصر الطويل على المساعدات العسكرية من الولاياتالمتحدة. وتقول صنداى تليجراف إنها علمت أنه منذ الإطاحة بمرسى من منصبه، فإنه الجنرالات يقومون بجوله داخل السفارات الغربية ليوضحوا مدى أهمية خطوتهم الحاسمة ويشددوا على أنهم يتجهون نحو إجراء انتخابات حرة نزيهة. وتضيف أنهم يسعون بالأخص للحصول على التأييد البريطانى، لتمتعها بالتأثير على كل من الاتحاد الأوروبى وواشنطن، وتؤكد الصحيفة أن المساعدات لا تشكل أهمية للجيش المصرى بقدر الشرعية التى يمنحها الدعم البريطانى والأوروبى والأمريكى للتحرك ضد مرسى. وتشير إلى أنه كانت هناك علامات الليلة الماضية على نجاح هذا المسعى، فلقد تجنب الرئيس الأمريكى وصف تحرك الجيش ضد مرسى بأنه "انقلاب"، كما أجرى رئيس الأركان الأمريكى مارتن ديمبسى اتصالا شخصيا بنظيره المصرى. كما خلصت بريطانيا، التى ارتبطت بعلاقات طويلة الأمد مع بعض قادة الإخوان المسلمين، وفق وصف الصحيفة، والتى لم تتضايق عندما فاز مرسى بالرئاسة، إلى أن الرئيس الإخوانى ارتكب أخطاء كثيرة جدا تستدعى الإطاحة به. وتقول صنداى تليجراف إنه من الصعب تحديد الوقت الذى قرر فيه السيسى ضرورة رحيل الإخوان المسلمين عن الحكم. لكن كان هناك العديد من الحوادث الرئيسية فى الشهر الماضى، لاسيما عندما أظهر مرسى، الذى كان دائما أصم الأذن تجاه المعارضة السياسية، تجاهلا لمخاوف الجيش. وكان أول هذه الحوادث قيامه بتعيين محافظ للأقصر من الجماعة الإسلامية التى ارتكبت مذبحة إرهابية فى التسعينيات داخل نفس هذه المحافظة السياحية الهامة، مما كان سيوجه صفعة لصناعة السياحة. وخلال حشد لدعم المعارضة السورية حضره الفريق السيسى، أعرب مرسى عن دعمه للشباب المصرى الذى يرغب للتطوع للقتال ضد الرئيس بشار الأسد وذهب إلى حد أنه يمكن أن يرسل قوات الجيش هناك... ورغم أنه لم يتضح بعد ما الذى أزعج السيسى على نحو كبير، عما إذا كان توريط الجيش فى حرب خارجية أم إرسال الشباب المصرى ليصبحوا جهاديين مقاتلين ومن ثم يعودون لمهاجمة مصر نفسها، لكن الخطاب بشكل عام أغضب الجيش. ومن ثم تجلت خيبة الأمل الشعبية حيال حكم مرسى، الأحد 30 يونيو، حيث خرج المصريون إلى الشوارع بالملايين. وذهب الفريق السيسى إلى قرار غير عادى، ليسمح للمخرج السينمائى البارز خالد يوسف بالتحليق فى طائرة هليكوبتر عسكرية لتصوير حجم الاحتجاجات والاحتشاد الشعبى. ومن ثم عرضت محطات التليفزيون المختلفة هذه المشاهد من المحتجين الذين يفوق عددهم أى احتشاد سابق حتى للإخوان أنفسهم. وتخلص الصحيفة أنه بدا من خلال الإعلام المصرى كيف جعل السيسى من الإطاحة بمرسى أمرا مشروعا، وقد سأل وزير الدفاع الرئيس المعزول: "ما هى شرعيتك؟" ليرد الثانى: "هذا انقلاب وأمريكا لن تسمح لك بذلك". فكما يبدو فإنه الموضوع كان سوء تقدير من جانب الإخوان.