سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤسسة التراث الأمريكية: "الإخوان" أكثر استبداداً من "مبارك".. وعلى "الكونجرس" التحرك سريعاً نحو تجميد المساعدات المقدمة لمصر.. وتقول: تصرفات "أوباما" شجعت "مرسى" على قمع المعارضة والإعلام والأقباط
قالت مؤسسة التراث الأمريكية إنه بعد فشل إدارة الرئيس باراك أوباما فى ربط المساعدات الأمريكية بالسلوك الاستبدادى المتزايد للرئيس محمد مرسى وحكومة الإخوان المسلمين، فإنه يتوجب على الكونجرس التحرك نحو تجميد المساعدات المقدمة لمصر ما لم تتراجع حكومة مرسى سريعاً عن نتائج المحاكمات المدفوعة سياسياً لموظفى المنظمات غير الحكومية التى تعمل فى مجال دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان. وقال "جيمس فيليبس"، الزميل البارز بمركز الدراسات السياسة الخارجية فى المؤسسة الأمريكية، إن محاكمة موظفى ومسئولى المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية فى مصر وإصدار أحكام قاسية ضدهم، يؤكد حقيقة هامة، وهى أن حكومة الإخوان المسلمين أصبحت أكثر استبدادا من نظام حسنى مبارك، الذى سمح لتلك المنظمات بالعمل فى مصر قبل الإطاحة به فى 2011. وفى إطار موجة الشجب الدولية، قال "فيليبس" إن الإدانات غير العادلة التى صدرت بحق 43 من الموظفين العاملين فى مجال حقوق الإنسان ودعم الديمقراطية، تمثل عقبة رئيسية فى طريق التحول الديمقراطى الهش فى مصر، وتعد اعتداء صارخ على المصالح الأمريكية، التى تشمل حماية مواطنى ومؤسسات الولاياتالمتحدة من الاعتقال التعسفى، فلقد تم غلق مكاتب أربعة من المنظمات الأمريكية غير الحكومية ومصادرة أصولها. وأضاف أن حكومة الإخوان مُصرة على تعقب وسحق المجتمع المدنى فى مصر، لافتاً إلى استخدم الرئيس مرسى لتهمة "إهانة الرئيس" من أجل محاكمة منتقديه، مضيفاً أن المنظمات غير الحكومية عملت فى مناخ مفتوح لسنوات تحت حكم مبارك. وأوضح أن قانون "المنظمات الجديد" يفرض قيودا أكثر صرامة على عمل المجتمع المدنى، وتصف المؤسسة الأمريكية البارزة رد وزير خارجية الولاياتالمتحدة "جون كيرى" على الحكم بأنه ضعيف.. وتقول إن وزير الخارجية الألمانى "جيدو فسترفيله" لم يتوان فى أن يعلن بلهجة شديدة أنه "غاضب بشدة بسبب هذه الأحكام القاسية" التى شملت مؤسسة كونراد الألمانية، بينما أصدر كيرى بيان ضعيف يقول إن واشنطن تشعر بقلق عميق من الأحكام الصادرة. وأكد "فيليبس" أن رد فعل "كيرى" تبعث إشارة خطيرة بأن إدارة أوباما لن تقوم بالكثير للدفاع عن الأمريكيين العاملين فى مجال دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر، وكذلك المصريون الذين يتقاسمون تلك الأهداف. وعلاوة عليه فإنه من المحتمل أن يكون مرسى قد فهم رد "كيرى" على أنه ضوء أخضر لمواصلة السير فى طريقه الاستبدادى على نحو متزايد. وأشار الكاتب إلى صدمة قادة الكونجرس حيال قيام وزير الخارجية الأمريكية فى 10 مايو الماضى، بالتنازل عن الشروط التى فرضها الكونجرس على المساعدات الخاصة بمصر.. ويقول "فيليبس" إن أحكام الأسبوع الماضى كشفت أكثر المفاهيم الخاطئة لدى الإدارة الأمريكية حول طبيعة النظام الإسلامى فى مصر. ويؤكد أنه ينبغى الآن أن يغير "كيرى" اتجاهه، ويذهب نحو تجميد المساعدات الأمريكية لمصر ووضع حد لها إذا ما واصل مرسى حملته المعيبة ضد حقوق الإنسان فى مصر، وإذا ما فشل وزير الخارجية الأمريكى فى القيام بذلك، فينبغى على الكونجرس أن يتجه بالتعاون بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى لمنع تدفق المزيد من المساعدات المالية لمصر. وتابع أنه: "يمكن تجديد هذه المساعدات فقط فى حالة تراجع الحكومة المصرية عن الأحكام ضد موظفى المنظمات غير الحكومية، والسماح بإعادة فتح مكاتبهم فى مصر والالتزام العلنى بتوفير الحماية الكاملة للمواطنين الأمريكيين وممتلكاتهم، خاصة السفارة الأمريكية، وتنفيذ سياسات تحمى حقوق مواطنيها، بما فى ذلك حرية الدين والتعبير وتكوين الجمعيات". إضافة إلى الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل والتعاون فى مكافحة تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى، كما يجب على الكونجرس ممارسة صلاحياته الرقابية لتقييم سوء تعامل الإدارة الأمريكية على صعيد العلاقات الثنائية مع مصر. وخلص "فيليبس" بالقول إن: "تصرفات إدارة أوباما شجعت نظام مرسى على افتراض أن واشنطن ستواصل كرمها على الرغم من المعاملة القاسية على نحو متزايد حيال المعارضة السياسية ووسائل الإعلام والأقلية الدينية وخاصة الأقباط"، على حد قوله.