ولاء عادل عبد الله، الشهيرة ب"ولاء طيارة" داست على الرابع بشعار "بطلنا اللى يعطلنا"، تحدت كل الظروف ولم تعط لكلام الناس وتعليقاتهم السخيفة أكبر من حجمها، بعد قرارها أن تكون أول بنت دليفرى فى مصر، وانطلقت ب"موتوسيكلها" إلى شوارع مصر القديمة حتى توصل "الأوردر" سخن ولذيذ وبالهناء والشفاء، تاركة وراء ظهرها "قالوا وقولنا". ولاء قررت مسح كلمة عادات وتقاليد من قاموسها بأستيكة ولم تلتفت إلى انتقادات المجتمع السطحية، وعلى الرغم من أنها تعيش بمنطقة "الجيارة" الشعبية بحى مصر القديمة، والتى ترفض مجرد نزول المرأة إلى الشارع للعمل إلا أنها واجهت هذا بعزيمة الرجال، ولم تكتفى فقط بالعزيمة إلا أنها تظهر بمظهر أقرب للرجال فعندما تراها للوهلة الأولى تعتقد أنها ولد فهى ترتدى "الطاقية" لتخفى بها شعرها الذى هو عنوان الأنثى وتاجها، فتقول "أنا قررت أحوش أنوثتى ليوم أجازتى". وأما عن رحلتها فى العمل فتقول ولاء إنها بدأت العمل مع خالها من عمر 8 سنوات على شواية دجاج فى الشارع، بعد انتقالها للعيش مع جدها بعد انفصال والديها، بدأت فى الأجازة الصيفية، ولم يستمر هذا طويلا، وتركت التعليم بمحض إرادتها بسبب اضطهاد المدرسين لها لعدم مقدرتها على أخذ دروس خصوصية أو حتى مجموعات تقوية، على حد قولها، فقررت ولاء أن تنجح فى حياتها العملية وتفرغت تماما للعمل مع خالها فى سن 12 سنة حتى تمكنت من شراء شواية دجاج جديدة وبدأت فى العمل بمفردها، وتضيف "طورت أدائى وتعلمت قيادة الموتوسيكلات فى عمر 15 سنة بواسطة خالى، حتى أصبحت محترفة فى القيادة، وعملت ك"دليفرى" أنقل الطلبات إلى المنازل وتوسعت تجارتى". "يا واد يا بت" يعتبر هذا أبسط تعليق من سلسلة التعليقات السخيفة التى تسمعها ولاء يوميا، وهذا مما دفعها فى أحد الأيام إلى الصدام مع أحد زبائنها، الذى استمر فى قول تعليقات مستفزة حتى وصل الأمر لأنه سبها وتقول "عينك ما تشوف إلا النور.. انهلت عليه ضربا مستخدمة الأدوات الخاصة بالشوى كالأسياخ وغيرها، ومن هذه اللحظة يحسب لى الجميع فى المنطقة 1000 حساب". هذه الحادثة غيرت مسارها إلى اتجاه جديد ودفعتها إلى تعلم رياضة التايكوندو.. وتقول "أداوم على تلقى تدريبات تايكوندو بنادى الأبطال حتى أستطيع الدفاع عن نفسى دون الحاجة إلى مساعدة أحد"، فمن وجهة نظرها أنه لا يوجد داعٍ أن تنتظر المرأة المساعدة من أى أحد غير ذراعها. ولاء لا يعنيها قرار الزواج بقدر ما يهمها النجاح فى العمل، وأن تعود مرة أخرى إلى التعليم، فهى جربت الارتباط أكثر من مرة من خلال خطوبتها مرتين، ولكن للأسف فشلت لأنهما كانا يحاولان منعها من العمل والذى يعتبر الماء والهواء بالنسبة لها. وتدعو ولاء كل بنت إلى أن تفعل ما تحب، طالما ليس عيبا ولا حراما، وتقول "لو كان الله لا يريد أن يساوينا بالرجال لخلقنا ناقصين ذراعا أو رجلا، فالمرأة الآن قاضية فما الغريب أو الصعب فى أن تكون دليفرى".