تحت أشجار الدلب الكبيرة فى حديقة "جيزى بارك"، مركز الاحتجاجات فى إسطنبول، تسير الانتفاضة فى وجه حكومة رجب طيب أردوغان فى أجواء احتفالية، إذ ينتقل الشبان من المشاركة فى حصص لليوغا إلى مشاهدة أفلام على شاشات كبيرة، وسط رائحة اللحم المشوى وعلى وقع قرع الطبول. هنا يدور شبان أتراك ممسكين بأيدى بعضهم ضمن حلقات مطلقين أناشيد الفرح، وهناك يستريح آخرون قرب إحدى الخيم وتنبئ وجوههم الشاحبة بقلة النوم. ويقوم البعض بتوزيع السندوتشات المجانية على الموجودين. وعند رؤية هؤلاء المتظاهرين منهمكين بالرقص والغناء والأكل والقفز على الحبل، من الصعب تصور أنهم المحركون الرئيسيون لأكبر حركة احتجاجية تشهدها تركيا منذ سنوات. وتقول الشابة التركية "بيرين": "لا أنام.. الأجواء جنونية"، وذلك بعد مشاركتها فى حصة لليوغا على أبسطة باللون الأحمر القرمزى. وتضيف: "نشعر حقا بالغضب، لكننى اليوم هادئة. كان هذا جيدا". وعلى مقربة من هنا، تغطى خيم العشب الأخضر للحديقة. أما المحتجون فيتجمعون فوق كل متر مربع من الأسمنت. وفى الجهة المقابلة من الحديقة يمكن سماع ألحان أغنية "بيلا تشاو" التى استخدمت كنشيد لمقاومة الناشطين الإيطاليين فى أربعينيات القرن الماضى، وقد تم تعديل كلماتها لإنشادها باللغة التركية.