20 ألفا و373 طالبا هو عدد الذين تغيبوا عن أول أيام اختبارات الصف الثالث الثانوى من الثانوية العامة أمس الأول، السبت.. الرقم يبدو كبيرا للوهلة الأولى، لكنه مثبت بواقع أرقام رسمية صادرة عن وزارة التربية والتعليم. نسبة الغياب، التى تبدو كبيرة كما يصفها مصدر مسئول بالإدارة العامة للامتحانات، ترجع إلى 3 عوامل، أولها تعمد أعداد كبيرة من الطلاب الغياب عن امتحان هذا العام حتى يرسبوا ويلحقوا العام المقبل بسنة الفراغ. تلك الفئة من الطلاب تتوقع أن يهبط الحد الأدنى لقبول الطلاب فى الجامعات -خاصة كليات القمة- إلى أدنى مستوياته، خاصة أن عدد طلاب سنة الفراغ لهذا العام (المرحلة الأولى من الثانوية العامة) بلغ 40 ألفا و350 طالبا فقط، مما يعنى أن الجامعات ستكون شاغرة فى العام التالى لسنة الفراغ. تلك الخطوة المفاجئة من الطلاب تأتى استغلالا لحالة عدم الوضوح التى تحيط بكيفية تنسيق دخول الطلاب إلى الجامعات خلال العام المقبل الذى سيشهد ترحيل «سنة الفراغ»، الناجمة عن عودة السنة السادسة الابتدائية فى عام 2002، من التعليم قبل الجامعى إلى التعليم العالى. غير أن تلك المغامرة التى قام بها الراغبون فى سنة الفراغ ليست مأمونة العواقب، فبعدما اكتشفت الوزارة ارتفاع نسبة الغياب، خرج الدكتور رضا أبوسريع ليؤكد أن «سنة الفراغ» لا تعنى بالضرورة انخفاض تنسيق الطلاب للالتحاق بالجامعات، مؤكدا أن مؤشرات التنسيق متقاربة من سنة أخرى. سبب آخر وراء ارتفاع نسبة الغياب فى امتحانات الثانوية يتعلق بقرار الوزير يسرى الجمل بإلغاء اللجان الخاصة للطلاب المرضى والمحجوزين على ذمة قضايا، كإجراء من الوزير لمنع تسريب امتحانات الثانوية العامة، خاصة أن التحقيقات فى قضية التسريب العام الماضى كشفت عن أداء بعض الطلاب، المتقدمين بشهادات مرضية، للامتحانات داخل منازلهم، والبعض الآخر أداها فى شقق مفروشة برعاية عدد من الموظفين بالإدارات التعليمية. مما جعل عددا من الطلاب المرضى يفضلون دخول دور أغسطس على دور يونيو، حتى يستعدوا للامتحان بشكل أفضل خلال هذين الشهرين. وبخلاف ما سبق فإن عددا قليلا من الطلاب ال 20 ألفا الغائبين لم يتعمدوا التهرب من الاختبار بل حرمتهم الوزارة منه.. فقد فوجئ بعض الطلاب بنظام «المنازل» بأن الوزارة قامت -خلال الأيام الأخيرة التى سبقت الاختبار- بتغيير أرقام جلوسهم ومقار لجانهم بعد أن تسلموها بالفعل.. وهو ما خلق نوعا من البلبلة لدى الطلاب، وهو ما حرمهم من دخول اللجنة ليصبحوا فى عداد الطلاب الغائبين.