ينظم اليوم السبت عدد من المهتمين بالتراث الأثرى، وقفة احتجاجية ضد بيع قصر فؤاد سراج الدين وتراث مصر أو "مذبحة القصور والفيلات الأثرية ذات الطراز المميز"، على حد وصفهم، وذلك فى تمام الساعة الرابعة عصراً أمام القصر ب9 شارع أحمد باشا مع شارع النباتات - جاردن سيتى. وقالت الدعوة التى دشنها مهتمون بالتراث الأثرى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": استكمالاً لمذبحة القصور والفيلات الأثرية ذات الطراز المميز، فوجئنا بقرار بيع قصر سراج الدين لمستثمر خليجى، على الرغم من تسجيله بهيئة التنسيق الحضارى برقم 0318000083 كمبنى ذو قيمة معمارية متميزة تحت سمع ومرأى من الجهات الحكومية بدون أى مجهودات للتدخل للحفاظ عليه. وتابع البيان: "أصبح تراثنا مهدداً أكثر من أى وقت مضى، ومن واجبنا نحو الأجيال القادمة أن نتدخل فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه". يذكر أن تاريخ تشييد هذا القصر يرجع لأوائل القرن العشرين 1908 عندما عهد بيرليهKarl Heinrich Beyerlé الذى أراد أن يستقر فى مصر بتشييد القصر إلى المهندس الإيطالى كارلو برامبوليني، وبعد وفاته قامت ابنتاه بتأجير المسكن للسفارة الألمانية ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى وضع البيت تحت الحراسة لأول مرة ضمن أملاك الحكومة الألمانية، وبعد اتفاقية فرساى عام 1919، تم بيعه لسيدة سويدية، أقامت به مدرسة داخلية، ثم قام سراج الدين باشا شاهين بشراء القصر فى عام 1930 هديةً لزوجته نبيهة هانم بدراوى بمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على زواجهما، وانتقلت بعد ذلك كل العائلة من المبتديان إلى جاردن سيتى. مات شاهين باشا عام 1954 ولكنه ترك القصر لابنه الأكبر فؤاد باشا سراج الدين الذى ظل يقطن به إلى أن توفى فى أغسطس عام 2000. لا تتوقف أهمية المنزل على قيمته المعمارية فقط، بل إنه اشتهر للدور السياسى الهام الذى قام به زعيم حزب الوفد فؤاد باشا سراج الدين، إذ تم استخدام المنزل كمقر سرى لحزب الوفد، عاش فؤاد باشا سراج الدين فى هذا المنزل مع أفراد أسرته الكبيرة حيث سكن الكبار فى المبنى الرئيسى فى حين أن الأولاد ومربياتهم سكنوا المبنى الملحق. ولم يكن هذا المنزل مجرد "بيت العائلة" الذى ضم شمل العائلة فى أفضل الأوقات وأحلكها وإنما شهد كل المناسبات العائلية من أفراح ومآتم، فقد تمت فيه جميع حفلات الاحتفال بأعياد ميلاد الأولاد وحفلات الشاى الشهيرة التى كانت تنظمها زكية هانم زوجة فؤاد باشا. كما شهد المنزل سهرات موسيقية فخمة اعتادت سيدة الغناء العربى أم كلثوم أن تحييها، ولم يمانع فؤاد باشا سراج الدين فى السماح باستخدام المنزل لتصوير بعض المشاهد من الأفلام، مثل فيلم "غروب وشروق" الذى يتناول ثورة عام 1952.