على أرصفة الطرقات بدأت دموع 65 أسرة تنهال على بعض المفروشات التى استطاعوا أن ينزلوها من طوابقهم، لتستقر على الرصيف المواجه للعقارات المتصدعة والمنتظر سقوطها بين فترة وأخرى، ولم يستطع أى منهم أن يرفض الخروج من منزله على الرغم من اعتراف المسئولين بعدم وجود مساكن إيواء لهم، أو ملجأ سوى طرقات الشوارع، خوفاً على أطفالهم وعائلاتهم، ومن ثم افترشوا الطرقات معلنين فشل دولتهم التى رفعت شعار الفقراء أولا، لكنها لم تعمل به بعد أن أسقطت هذه الفئة المجتمعية من حساباتها، تتجسد هذه الكلمات فى معاناة مجموعة من أهالى محطة مصر الذين تصدعت منازلهم ووجدوا أنفسهم مشردين يقضون ليلتهم الأولى فى العراء والتى كما يبدو لن تكون الأخيرة دون أدنى اهتمام من السادة المسئولين حيث تجدهم مرتصين على الأرصفة المجاورة لمنازلهم البسيطة والتى عاشوا بها أجمل ذكريات عمرهم -كما وصفوها- والأطفال الذين لم يستوعبوا ما هم فيه الآن. وانتقلت نيابة شرق الإسكندرية برئاسة المستشار محمد صلاح عبد المجيد للمعاينة فى بلاغ الأهالى الذى يفيد بسقوط جزء من العقار رقم 5 شارع الرافعى حيث تبين وجود هبوط بأرضية الشارع المشار إليه أمام العقارات الآتية وهى العقار رقم 1 شارع الرافعى "بناء قديم" مكون من عدد "3" طوابق متكررة بكل طابق شقتان "مشغول بالسكان" ووجود تصدعات وشروخات بالحوائط، والعقار رقم 3 شارع الرافعى "بناء قديم" مكون من عدد "5" طوابق متكررة.. بكل طابق شقة "مشغول بالسكان" ووجود تصدعات وشروخات بالحوائط، والعقار رقم 5 شارع الرافعى "بناء قديم" مكون من عدد "4" طوابق متكررة.. بكل طابق شقة "مشغول بالسكان" وسقوط واجهة العقار بالكامل.. دون حدوث إصابات، والعقار رقم 7 شارع الرافعى "بناء حديث" مكون من عدد "3" طوابق متكررة بكل طابق شقتان "مشغول بالسكان" والعقار رقم 9 شارع الرافعى "بناء حديث" مكون من عدد "10" طوابق متكررة - بكل طابق شقة "مشغول بالسكان"، والعقار رقم 11 شارع الرافعى "بناء حديث" مكون من عدد "7 "طوابق متكررة - بكل طابق شقتان "مشغول بالسكان"، والعقار رقم 14 شارع السمعانى "بناء قديم" مكون من عدد " 4" طوابق متكررة- بكل طابق شقة "مشغول بالسكان". يقول هاشم عبد اللطيف ساكن بأحد العقارات الآيلة للسقوط، إنهم كانوا نائمين واستيقظوا فى السادسة صباح الأربعاء على أصوات أهالى المنطقة يطالبونهم بالنزول سريعا لأن العقار سيسقط فقاموا بالنزول سريعا كل منا يحمل أبناءه وينزل مسرعا وبمجرد خروجنا من المنزل حدث هبوط به ولم يتمكن أى من سكان العقار أخذ متعلقاته معه وقد قضينا الليلة الماضية بالشارع مع زوجاتنا وأبنائنا، ويضيف هاشم أنه من الأقصر ومقيم بالإسكندرية ويعمل بهيئة التأمين الصحى وهذه الشقة هى كل ما أملك ولا أجد مسكنا بديلا أذهب إليه أنا وزوجتى وأبنائى الاثنين، مضيفا أنه قد حضر مسئولون من الحى يوم الأربعاء وأكدوا لهم أنه سيحضر لجنة لمعاينة العقار ولكن لم يوفروا لهم مساكن بديلة ومع ذلك نحن بانتظار اللجنة التى لم تأت، ويقول هاشم "إحنا ناس محترمين مش بتوع قطع طريق ولا غاويين قلق ونفسنا حد يعبرنا من غير ما نعمل كده". ويتحدث أحمد محمود رمضان ساكن عقار آخر مهدد بالسقوط، أن المبنى عمره حوالى 16 سنة والذى لم تختلف معاناته كثيرا عن "هاشم" حيث أكد على أن الحى والمحافظة لا يعيروهم اهتماما ولم تحضر اللجنة التى تحدث عنها الحى كما أنهم لم يوفروا مساكن بديلة وسنظل فى الشارع حتى يأتوا لنا ويقرروا هيزيلوا العقار أم سيترمم كما أننا لم نتمكن من جمع احتياجاتنا من منازلنا "مش هنموت عشان شوية عفش" واختتم حديثه بكلمة "هنعمل إيه..ربنا موجود". ويتساءل مراد فتحى "هو فى إيه" مبديا دهشته من تجاهل المسئولين لهم موضحا أنهم لا يعرفوا ما الذى يحدث حيث أوضح أنه عاد إلى المنزل متأخرا ففوجئ بزوجته وجيرانه خارج العقار ويطالبونه بعدم الصعود إلى شقته لأن المنزل سينهار وأضاف أنهم ذهبوا إلى الحى وتقديم بلاغات ولكن دون جدوى ويخشى الجميع الصعود لجمع متعلقاتهم خوفا على أرواحهم وإنهم قد أغلقوا باب العقار بالجنازير فى انتظار أن تجد لهم الجهات التنفيذية حلا أو أنها توفر لهم مساكن بديلة.