طالب ممثلو الجهاز المركزى للمحاسبات بضرورة إعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، من خلال دراسة جدية، وقالوا إن قطاع القاهرة يرسل مراسلين لنقل أحداث بالحافظات، رغم وجود قنوات إقليمية، وهو ما يعد ازدواجية فى المصروفات. وقالت مرام العزب، مراقب حسابات مختصة باتحاد الإذاعة والتليفزيون، فى الجهاز المركزى للمحاسبات، خلال اجتماع اللجنة المالية بمجلس الشورى اليوم، لمناقشة مشروع موازنة الهيئة القومية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون فى موازنة السنة المالية 2013-2014، إن لائحة الأجور للاتحاد غير مطبقة، ولم يسع الاتحاد لعرضها على مجلس الأمناء، مؤكدة أن هذه اللائحة تخالفها قطاعات كثيرة فى الاتحاد، لأنها اعتادت الحصول على أكثر منها. وأشارت العزب، خلال اجتماع الشورى اليوم، إلى أن "الساعى" فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون يحصل على 3200 جنيه، والسائق المؤقت (غير المثبت) يتجاوز 2000 جنيه شهرياً، لافتة إلى أن مشكلات الاتحاد قديمة ومزمنة، وقالت إن هناك تقريراً للجهاز المركزى للمحاسبات صادر عام 1982 أورد نفس المشكلات التى يعانيها الاتحاد اليوم، كما توجد مشروعات متوقفة منذ سنوات وتكلفت الملايين وهى مشروعات خاصة بقطاع الهندسة. وأضافت ممثلة الجهاز المركزى للمحاسبات، أنه توجد عمالة زائدة باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وأن المبالغ تكافلية، وكل يأخذ ما هو مقدر له سواء عمل أو لا. وقال إسماعيل الششتاوى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، إن لديهم ضعف إعلانات وضعف تسويق وضعفا فى المحتوى، متسائلاً، هل المحتوى البرامجى الآن هو الذى كان فى منتصف العام الماضى، مطالباً بخطة برامجية عامة، بالإضافة إلى خطط نوعية. وأشار إلى أن كل القطاعات تذيع الأحداث فى المحافظات، لكن ينقلها قطاع واحد، مضيفاً، "لو عندى حدث كبير فى الإسكندرية فإن إمكانات القناة الخامسة لا تستطيع تغطيتها، وبالتالى لابد من إرسال وحدة من القاهرة". وأضاف أن الاتحاد كان يستأجر استوديوهات فى مدينة الإنتاج الإعلامى قيمتها 100 مليون جنيه فى السنة، وسوف يتم مع نهاية العام إلغاء كل هذه الإيجارات، وأن الاتحاد يستخدم استوديوهاته فقط بماسبيرو، كاشفاً عن 3 استوديوهات تنشأ فى ماسبيرو فى الدور العاشر على النيل، وآخر بحديقة ماسبيرو، وبعد دخولها الخدمة سيتم إلغاء كافة الإيجارات، وقال إنه يتفق مع الجهاز المركزى للمحاسبات على جزء من أن الطاقات البشرية باتحاد الإذاعة والتليفزيون لم يتم استغلالها. وقال رئيس الاتحاد، إنه لا يوجد مشروع (صغر أو كبر الآن) إلا وله دراسة جدوى، مشيراً إلى أنه فيما يخص موضوع التراث، فإن هذا المشروع كلف أقل من مليون جنيه وسدد منه جزء مع الإنتاج المحلى، وهو موضوع نقل المكتبة مع الحفاظ عليها. مضيفاً، "هذا موضوع كبير الوزير مهتم به.. وهناك ترتيب الآن لنفس الأرشفة، وهذا قيمته لا تقدر بثمن، فهذا تاريخ أمة". وأوضح "الششتاوى" أن "هذا الإعلام ساهم فى قيادة الأمة العربية خلال التاريخ الحديث، ونحن نعانى من معدلات الأداء فى تلك المرحلة"، وقال إن مبنى ماسبيرو ملىء بالكفاءات، وهناك خطة واضحة للنهوض بالمحتوى والاهتمام بالتدريب. وقال إن تفاقم العجز يصل إلى 19 مليار جنيه، وهو متراكم على مدار السنوات السابقة بسبب مراكز الإرسال، مشيراً إلى أن أصل هذا المبلغ 7 مليارات جنيها، والباقى فوائد. وأضاف "الششتاوى"، "نسعى مع بعض زملاء منظومة الإعلام المصرى لوضع ميثاق شرف إعلامى، وهذا يستدعى سرعة الانتهاء من التشريعات الإعلامية اللازمة". وعلق النائب أشرف بدر الدين، عضو لجنة الشئون المالية بمجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة، على الوضع المالى لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، بقوله، "نحن أمام حصاد مر، زرع ثماره على مدى 30 سنة المخلوع مبارك، وأسس للفساد فيه على مدى ربع قرن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق". وأضاف "بدر الدين"، أنه لا يرى فى هذا الاتحاد إعلام مجتمع ولا إعلام خدمة عامة، كما يقول مسئولو الاتحاد، مشيراً إلى أن تبرير الخسارة بأن الدول تدعم الإعلام الحكومى غير منطقى، مضيفاً، "ما فيش فى العالم إعلام مجتمع به 40 قناة و50 إذاعة". وأشار إلى أن الهيئة القومية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون مدينة لبنك الاستثمار القومى ب18 مليار جنيه، وأن هناك عجزاً متوقعاً فى موازنة السنة المالية الجديدة 3.3 مليار جنيه، متسائلاً، "أين وزير الإعلام من هذه الموازنة، وأين وزير الإعلام من هذا الفساد؟". وتابع، "أنا كمواطن مصرى أطالب بأن نعطى هؤلاء الموظفين مرتباتهم وهم فى بيوتهم دون إنقاصهم جنيهاً واحداً، وسوف نوفر بهذا الإجراء 1.3 مليار جنيه، وعند توفير هذا الرقم من الممكن أن نأخذها وننشئ بها اتحادا جديدا للإذاعة والتليفزيون يحقق أهداف هذا الوطن، الذى لا نراه واقعا مع الاتحاد الآن". وقال إن شعب مصر يستغرب الآن من مناقشة موازنة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والتى كانت أحد الأسرار الحربية لنظام مبارك، مشيراً إلى أن وزارة المالية كانت خائفة أن تعطيه موازنة تلك الهيئة، ولم تحضر موازنة تلك الهيئة إلا اليوم فقط، وكأن الخوف مازال موجوداً بعد الثورة بتلك الوزارات. وقال "بدر الدين"، إنهم كنواب لن يوافقوا على تلك الموازنة للاتحاد، مضيفاً، "أتقدم ببلاغ للنائب العام حول تلك الخسائر". من جانبه، تساءل النائب عبد الحليم الجمال، وكيل أول اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى، إن هذه الأرقام لا يمكن أن تمر على نواب الأمة ولا على أبناء هذه الأمة، منتقداً حجم المصروفات فى مخصصات الاتحاد والبالغة 821 مليون جنيه بخلاف 683 مليون جنيه "أخرى"، قائلاً، إن الأخيرة هى المصروفات التى ليس لها مسمى ولا يمكن تسميتها.